كلما سمعت من يذكر أن العراق ليس لديهِ إمكانية مادية في الوقت الحاضر أشعر بالقرف وألأحباط النفسي من كل شيء ويسافر ذهني الى مسائل خيالية بعيدة تكاد تحيل الذات المكتوية بنار الفاقة والحاجة الى كل شيء . أشعر أنني لاأنتمي الى صفة البشر وأنني مجرد رقم في سجلات حكومية منسية في زاوية من زوايا الحرمان. حينما أطالع أخباراً لاتتعدى السطر أو السطرين عن مسألة من المسائل الحيوية المهمة جداً في تاريخ العراق والشعب بصورة خاصة أهمس الى ذاتي ” ياليتني لم أدخل أي مرحلة من مراحل التعليم..لابل أتمنى لو أنني لاأقرأ ولا أكتب كي لاأتعذب كل لحظة من لحظات قراءة أي خبر من الأخبار المرعبة للذات البشرية” . هذا البلد المقدس بكل معالمهِ الدينية وألأثرية وما وهبهُ الله من خيرات لاتعد ولاتحصى ومع هذا يعيش المواطن البسيط كأنه لم يعرف معنى الراحة والعز في حياتهِ. هذه الكميات الهائلة من ألأموال المخبوءة في كل زاوية من زوايا العالم – وهي تعود للعراق- لكن أحداً لايستطيع جلبها الى هذه ألأرض الطيبة كي يوظفها في سبيل خدمة ألأنسان العراقي البسيط والغني في آنٍ واحد. مليارات الدولارات التي تعود الى العراق مطمورة في بلدٍ ما من بلدان العالم أو جزيرة منسية عند محيطٍ بعيد – مخفية هناك- ولاأحد يفكر بأعادتها الى خزينة العراق كي نعيش – نحنُ الشعب- أرقى عيشة عرفتها شعوب التاريخ القديم والحديث . هل أن المواطن العراقي ليس له قيمة الى هذه الدرجة التي جعلت أي حكومة تأتي لاتفكر فيه – أي المواطن- وكأنهُ خارج حسابات المنظومة البشرية. في السابق كان النظام المنهار – دكتاتورياً- لايفكر إلا في ذاتهِ وألأعتناء بكل من هو قريب من ألأمبراطورية التي يترأسها وبذلك راح يبني أشياء خارج حدود الوطن كي تكون له ولأجيالهِ منبعاً لاينضب . حسناً هو نظام – تسلطي دكتاتوري لايهتم للأخرين- ولكن حينما يأتي نظام ديني يتخذ من شريعة الله طريقة لرسم حياة جميلة للمعذبين في ألأرض ولم يحقق أي شيء للطبقات المسحوقه بكل كياناتها وإنتمائها وينفرد لبناء إمبراطوريتهِ عندها تكون القضية تستوجب التوقف والتأمل. طالعنا في وسائل ألأعلام المكتوبة أن هناك أموالاً لاتقدر بثمن تعود الى النظام المنهار – الدكتاتوري السابق- تربض في مناطق معينة من مناطق العالم المختلفة وتحاول الحكومة الحالية والسابقة أن تجلب تلك ألأموال الى خزينة الدولة العراقية كي ترفع قيمة المعيشة – للشعب العراقي- ولكنها لم تستطع. السؤال هنا يطرح نفسه ” ..هل أن الحكومات العراقية السابقة واللاحقة التي جاءت بعد – التحرير- لاتسطيع جلب تلك ألأموال أم أنها لاتريد؟ هناك فرق كبير بين الشطر ألأول من السؤال والشطر الثاتي. أشار النائب هشام السهيل – الذي يترأس لجنة المساءلة والعدالة النيابية في البرلمان العراقي أن هناك رموزاً قوية في العملية السياسية أستولت على أملاك الحاكم الدكتاتوري السابق في الخارج وتستخدمها لأغراضها الخاصة مع العلم أن تلك الممتلكات تعود للشعب العراقي . وأشار أيضا الى تشكيل جهات متعددة لأستردادها ولكنها لم تنجح. أنا كمواطن بسيط لاأفهم سبب عدم تمكن الحكومة العراقية من جلب تلك الأموال المهولة …لو قُدر لها وأُعيدت للخزينة لكان العراق من أغنى دول العالم . تبادرت الى ذهني عدة أسئلة عن سبب هذا ألأخفاق؟ هل أن هناك من يريد عرقلة عودة تلك ألأموال لأسباب لايعرفها إلا الله سبحانه وتعالى أم هناك سبب آخر؟ مهما كانت ألأسباب فتلك ألأموال تعود لكل الشعب العراقي ومن يقتطع جزءا منها لصالحه الشخصي فأنه يكون قد إرتكب خطيئة منافية للمفاهيم الدينية وألأسلامية وألأجتماعية. سيبقى العراق منهاراً طالما أن هناك من لا يريد بناء العراق بطريقة حقيقية من أجل رفاهية الشعب بكل فئاته. حقاً لا أعرف هل أن الحكومة عاجزة عن إسترداد تلك ألأموال أم أنها لاتريد ذلك من أجل تحقيق مآرب أخرى. عاش العراق وعاش الشعب ولنا الله الجبار – نحن الفقراء – . سنموت جميعاً وهناك ستتحقق العدالة الحقيقية.
مقالات اخرى للكاتب