بعيدا عن العواطف والاتجاهات النفسية والخلجات في النفوس الرياضية هناك عيون تبصر وتراقب وتحكم ولاتتحكم في عواطفها بكرة القدم... انتهت معركة كأس العالم فاز المنطق بفوز ألمانيا وكادت فرصتان لبلاسيو وهيغوايين بالاقدام وفرصتان لميسي بالرأس والقدم ان تجعل الكف الارجنتينية مبتهجة تفوز بكأس العالم ولكن أنتهت المعركة ألمانية . دأب الفيفا ان يجعل كل جوائز الختام مبنية تقريبا على مراقبة جهود لاعبي الفريقان اللذان وصلا للنهائي تتوجيا للجهد التفصيلي الذي اوصلهما لقمة السعادة الكروية التي تليها حسرة عند الخاسر وبهجة عند الفائز. الغريب ان يحابي الفيفا ولجنته الفنية، ميسي الذي كان لاعبا عاديا وغير اسطوريا تنسج المخيلات حوله ، التمنيات التي لم يستطع بهالة سحره ومحبة الملايين له في مشارق الارض ومغاربها ان يحققها فكان شبحا لاغير ولابصمة له تجعله يستحق الجائزة الغريبة في إنه أفضل لاعب في كأس العالم . 2014 لوقلّبنا المستحقين الجائزة
من لاعبي النهائي نجد أولهم من الفريق الخاسر هو ماسكرانو بدون منازع فهذا اللاعب الفدائي كان هو ميسي الارجنتين في الدورة ومواهبه الدفاعية ومواقفه اللحظية كانت صارخة بإستحقاقه الجائزة بدل ميسي. اما من الجانب الالماني فلا جدال يستحق موللر ان يكون هو الافضل فقد كانت بصماته الساحرة الفعّالة واهدافه وتحركاته الزئبقية هي من اوصلت فريقه للكأس والتتويج وقد بخس حقه الاتحاد الدولي حقا محاباة لميسي الذي آصلا لم يفرح بالجائزة وكان حزينا لان إستيعابه لصدمة الجماهير الارجنتينية بإنه خذلهم كان ساطعا. لقد فشل ميسي في دخول المدار الماردوني الخلاّب الراسخ في آذهان الجماهير وفشل في ان يكون الفارق بالمقارنة مع ماردوانا كذكريات تنحت نفسها في جدران ذائقية الناس والتحقيق لرغبات الجماهير بالفوز تماما كما فشل في حسم الدوري الاسباني لبرشلونة وعلى ارضها وبمباراة حاسمة معلومة التفاصيل. موللر الأحق وميسي لايستحق وحتى روبين كان علامة وضاءّة في الدورة ولكن محاباة الفيفا غلّفت الأختيار في معمعة الفرح الغامر في فوز ألمانيا فنست الجماهير بوصلة الخطا في قرار الفيفا بمنح ميسي مالايستحق مطلقا.
مقالات اخرى للكاتب