بعد يقينة بان لم يعد هناك اي امل له في البقاء وبعد ان فشل في استجداء اي تعاطف معه ظهر علينا (المنتهية ولايته) في خطاب اخير لم يخلو من مغالطات ومتناقضات ختم بها عهده الذي كانت المرواغة هي العنوان الاكبر له.
وفي اول فقرة من خطابة قال المالكي بانه لايريد اي منصب وهو كلام لا ينطلي على اصغر طفل والجميع يعلم بان من هدد بفتح ابواب جهنم في حال عدم انتخابة وجاهد بكل مايملك من اجل تحشيد الشارع لم يفلح في عمل شيء وتنازل وكان طعم الذله بادياً في خطابة .
وتابع المالكي بانه لايريد اي شرف سوى شرف بقائه جندياً مدافعاً غن العراق وهو الذي خسر العراق في عهده اكثر من ثلث مساحته التي باتت ترزح تحت سيطرة داعش وفي زمانه وصل عدد النازحين والمهجرين ارقام فاقت افقر دول افريقيا واصيب المواطن باكبر موجة احباط وهو يرى بان جواز سفره اصبح في ذيل قائمة وثائق السفر التي تمنح تأشيرات الدخول والمرور في دول العالم.
ولم يجعل المالكي الفرصة تفوت دون ان يذكر بانه منع استخدام القوة العسكرية في البقاء على السلطة وهو الذي استخدمها في اتفه من هذا السبب حين رضي لنفسه ان يبيد معسكر المعتصمين في الحويجة ويعود ليعلن اهله شهداء بعد العجز عن اثبات امتلاكهم قطعة سلاح واحدة في حين عبثت اقدام فرقتة الخاصة بجثث الموتى ولم ترعى اي احترام للانسان العراقي سواء كان حياً ام ميتاً.
واكمل المنتهية ولايته هذيانه وهو يحدثنا عن جهودة الجبارة في افشال مخططات المتأمرين واعداء العراق ولا احد يعرف كيف افشلها وهو صاحب الرقم القياسي في عدد الضحايا والتفجيرات التي ضربت كل مدن العراق الذي تحولت كل ايام اسبوعه الى دموية .
واتمت وسائل الاعلام الموالية للمالكي خطابة الوداعي حين خرجت علينا بعناوين على شاكلة (المالكي يدخل التاريخ مع العظماء بتنازله عن السلطة) و (المالكي يقدم اكبر مثال في ايثار الوطن على نفسه) وغيرها من الكلمات التي تثبت نوع الاعلام الذي تحكم بالعراق وشعبه طيلة الفترة الماضية.
خابت امال كل من استمع الى خطاب المالكي الاخير الذي لم يتضمن كلمة ندم واحدة او عبارة اعتذار بسيطة للشعب الذي عانى في السنوات الثماني الماضية الامرين ولم تبقى مصيبة او نكبة الا وحلت بساحته جراء سياسية المنتهية ولايته ودائرتة الضيقة المؤلفة من الاقرباء ورفاق الصفوة الحزبية .
ومع ان الخطاب لم تكن له اي قيمة على مجريات الاحداث المحسومة لصالح العبادي وباتفاق داخلي وخارجي الا انه كان فرصة اخيرة للمالكي حتى يتكلم بلغة مختلفة واسلوب افضل من الذي دأب عليه طول فترة حكمة ولكنه ابى الا ان يستمر على طريقتة المخادعة التي اوصلته الى الانسحاب المخزي والمذل بعد ان صدع رؤوس العراقيين بانه صاحب اعلى اصوات شخصية في الانتخابات وانه خيارهم الاوحد.
مقالات اخرى للكاتب