الكثير من الناس تفعل امور وسرعان ما تندم عليها وهناك من الناس من يفعل اشياء ولا يظهر اي مظهر للندم طوال حياته ، وهنالك من يندم في اللحظات الاخيرة من حياته بعدما يشعر بأن ساعته قد أزفت وان الرحيل قد حان ، ويبدو ان صانع الاسلحة الروسي الشهير والذي اخترع بندقية الكلاشينكوف والتي سميت تيمناً على اسمه والذي اخترعها من اجل التصدي للاحتلال النازي على روسيا ، ويبدو ان هذا السلاح انتشر في ارجاء العالم ومات بسببه ملايين البشر ولا توجد رقعة في الكرة الارضية لم يمر بها هذا السلاح ويطلق صوت ازيز الرصاص من خلال فوهته لتستقر في صدور الرجال والنساء والاطفال ويبدو ان تأنيب الضمير قد يتاخر ولا يصحو عند الناس احيانا فميخائيل كلاشنكوف لم يندم على ما فعلت يداه الا قبل ستة اشهر من وفاته حيث بعث الى البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا برسالة توبة يعلن فيها عن ندمه لما فعلت يداه ، لانه صنع بندقية في العام 1974 تعد من اكثر الاسلحة استخداما واشتهرت بمتانتها وبساطة صناعتها وكفاءتها وسهولة استخدامها وخفة وزنها وقلة اعطالها وهي ذات مدى بعيد وثمن زهيد ، وامام كل هذا لا اعرف كيف سيقابل هذا الشخص ملايين من البشر الذين فقدوا ارواحهم برصاصة خرجت من تلك البندقية وهل سينفع الندم على ما فعل كي يمحوا الام الملايين من الذين فقدوا احبة لهم من وراء سلاح حصد تلك الارواح ، ولكن الجميل بالامر هو احساسه بالندم حتى وان كان متاخراً فقد صحى ضميره قبل فوات الاوان وعلم ببشاعة ما صنعت يداه ، وهو أمر يصعب على الكثير ممن سبب الالام للناس ان يفعلوه .
مقالات اخرى للكاتب