كثيرة هي الشعوب والامم التي لديها صفات تميزها عن مثيلاتها ومنها الشعب العراقي ، فهذا الشعب يتميز بصفة واحدة تميز بها عن باقي الامم وهي الطائفية النائمة ، فتلك الصفة ليست وليدة الاحتلال الامريكي كما يروج لها البعض وانما هي صفة يحملها كل من ترعرع فوق ضفاف نهري دجلة والفرات ، لذا عند الغور في شخصية العراقي تجده طائفي حتى النخاع رغم اختلاف الاعمار او الثقافات او الشهادات التي يتمتع بها ذلك الشخص ، فلا تغرك الشخصية التي امامك فما ان تنفخ نفخة صغيرة فوق الغبار المصطنع لتلك الشخصية حتى ينجلي لك الكم الهائل من الطائفية التي تسكن ذلك الشخص ، واليوم بعد ان غمرتنا تلك الصفة القبيحة اخذت تطفوا من المحلية الى العالمية حتى غمرنا بها دول عظمى وسحبناها الى صراعنا السخيف لسلطة سلبت منذ اكثر من الف عام لنستنجد بتلك الدول لتدخل الصراع من اجل نصرة هذا الطرف او ذاك ، فالسياسي الشيعي ومن خلفه جمهوره نزل من المركب الامريكي الذي اوصله للسلطة ورمى بنفسه نحو الشواطيء الايرانية والروسية واصبحت امريكا بنظرهم مناصرة لعدوهم وهو الطرف السني الذي اعلن حربه على امريكا منذ احتلاله للعراق وحتى خروجه منه ، واذا به يقفز لنفس المركب الامريكي الذي قفز منه منافسه الشيعي ، وكذلك نرى الشارع مقسوم ما بين حزين على الطائرة الروسية ويتوعد برد يقصم ظهر الاتراك وما بين من هو فرح للرد التركي في ضرب الدب الروسي ، وهذا دليل على سميتنا التي بدأنا نبثها نحو العالم الخارجي وأعدنا العالم لمعسكرين معسكر شيعي ومعسكر سني بعد ان كان معسكر اشتراكي واخر رأسمالي ، وستمثل الدول العظمى علينا بأنها تتصارع من اجل هذا الطرف او ذاك وسنرى حرب كونية جديدة ابطالها الطرف السني الذي يمثله سنة العالم مع امريكا وتركيا ودول لم نسمع بها من قبل وكذلك الطرف الشيعي الذي يمثله شيعة العالم مع كل من روسيا وايران ، ولكن لا تفرح اي طائفة من الطوائف فالحرب تدور رحاها فوق رؤوسنا والذين يقتلون فيها من سنتنا وشيعتنا وسيخرج الفائز منها طرف واحد وهو روسيا وامريكا وسيصحوا العالم في يوم من الايام ليدرس للاجيال القادمة عن دين كان فيه مذهبين تصارعا وفنا احدهما الاخر وقام العالم الحر بتخليص البشرية مما كانوا به يؤمنون حتى نصبح بنظر الناس كأيأجوج ومأجوج وجعلت الدول العظمى بيننا وبينهم ردما .
مقالات اخرى للكاتب