تطل علينا هذه الايام عيد الاضحى , ونفوس وعقول المواطنين , مملؤة بهواجس الشك والريبة والحيرة والخوف . بماذا ستكون ايام العيد هذه المرة ؟ وكيف تكون مهرجانات الفرح ؟ وهل تكون ساحات الموت حاضرة بقوة وعنفوان لذبح والقتل العشوائي ؟ واية ظواهر الابتهاج بالعيد , ومواكب الجنائز تصتف في طابور طويل ؟ وماذا ينتظر ان يقوم به رب الاسرة وماذ يقدم هدايا العيد , وهل يجرؤ ان يخرج عائلته الى خارج البيت والى اين ؟ وهل ينجو من سكاكين الغدر والخيانة والجبن , من الذبح والقتل ؟ وماهي همهمة وترنيمة وتغريدة اغاني العيد من اجل رسم صورة جميلة , حتى تزيح جبال الاتراح والاحزان , لتحل محلها نسائم الحبور والغبطة بقدوم العيد السعيد , وحتى الاطفال والعوائل تشعر ببهجة العيد . وهل تستطيع عصابات الاجرام والقتل الوحشي , ان تمنح منحة سلام وتأخذ اجازة عن العمل المجنون بالسادية الهمجية . خلال فترة العيد , ويتركون الناس تشم رائحة العيد منعشة . وهل تشعر حكومة المنطقة الخضراء . بالشفقة والرحمة والعطف والرأفة , وتوعز الى اجهزتها الامنية , ان تحمي وتصون الناس من غدر الكلاب والذئاب المتوحشة , أم نكتب خطابات توسل ورجاء واستغاثة الى رامبو العراق الجديد , ان يمن علينا بعاطفته وكرمه العظيم وقوته الخارقة , التي تهدم الجبال وتلوي الفولاذ والصلب , طالما رئيس الوزراء اعترف بفشله وجبنه واخفاقه بالمسئولية , وطالما هذه الايام مشغول بخياطة بدلة المبايعة الثالثة لدولة شريعة الغاب واللصوص والحرامية ومعطوبي القيم والاخلاق . وطالما رئيس الوزراء ليس له مجال ووقت لضميره ان يستيقظ , ويدخل في قلبه الرحمن , ويوعز لو مرة واحدة الى اللصوص اصحاب الفرهود والغنيمة , ان يحترموا طقوس العيد , ام ان اخلاق وقيم عصابات المافيا , ليس في شريعتهم , اخلاق وضمير واحترام طقوس الاعياد , لقد شطبوا اصحاب المقام والجاه العظيم , من قاموسهم الشعب المنكود والمكرود والمظلوم . وهل يقتنع اصحاب الطائفية وفرسانها الاشاوس , ان يعقدوا معاهدة سلام موقتة , ويكفوا عن تبادل الشتائم والسباب وبث حقدهم المجنون . خلال فترة العيد , ولو لمرة واحدة . وهل يتذكر رئيس الوزراء بانه رئيس لكل العراق , وليس لمنطقة الخضراء فقط , ويعطف على شعبه المسكين والمظلوم , بفتاتات من اموال الشعب , خلال فترة العيد , ولو لمرة واحدة , ويصدر قرار بالكف عن التناحر على الفرهود والغنيمة , من خلال فترة العيد , ولو لمرة واحدة فقط , وهل تقبل الهدنة المليشيات الطائفية المسلحة , ان تسحب كلابها من الشوارع , خلال فترة العيد , ولو لمرة واحدة فقط , ويتركوا الناس تتنفس الصعداء ورفع كاهل الخوف والرعب والتمتع بالامان والسلام والسكينة , ولو لمرة واحدة فقط . ام ان ثعابين الحرب والجريمة والمال الحرام , لايعترفون بالهدنة واحترام الشعائر والطقوس ومواثيق الشرف . اذن ماثمن وما معنى مجيء العيد , والدولة تتفكك وتتمزق , بدون قانون واعراف وتقاليد.
مقالات اخرى للكاتب