انظر الى نوري السعيدِ
جعلوه في خلقٍ جديـدِ
في طبعة مرموقـــــةٍ
ومجلَّدٍ زاهي البــرود
عطِر المَشمِّ كأنــــــا
أوراقه مثل الخـــدودِ
واذا الأكفّ تصفحته
تزلجت فوق الجليــدِ
وغلافه كحديــــــــــقةٍ
ملأى بأصناف الورودِ
فن الفنون يصيح مثل
جهنمٍ: هل من مزيـدِ
يا ضيعة الفنّ الخدوم
لخادمٍ عبدٍ مقــــــــودِ
غطت سخافات المهارة
أيَّ شيطانٍ مريــــــــدِ
هتف الغلاف بصورةٍ
المأفون يوسم بالفقيدِ
بتقاوةٍ ونقــــــــــاوةٍ
مثل الملائكِ في السجودِ
تبكي الحقيقة وهي تذبح
بالكتاب من الوريــــــد
بمنمق الالفاظ تلبسها
المعانــــــــــي كالبرود
جعلت شديد الظلم – أمضاه-
الى عدلٍ شديــــــــــــدِ
وغدا العميلُ مرخَّصاً
كالقائد الفذ العميــــــدِ
وصراخ أرملةٍ وثكلى
طيبَ زغردةٍ بعيــــــدِ
نَسِيت به الاحفاد – يا
للعار – آهاتِ الجدودِ
النازفين من السجون
الميتين بلا لحـــــــودِ
ما شئتَ يا ورقٌ فبيِّضْ
من سنينٍ رعنَ سُـــودِ
ولتمحُ ما شاءت وثبتْ
كذبةٌ قدرَ العبيــــــــــدِ
(نوري سعيد القنـدره)
لم يأتِ وصفٌ بالمزيدِ
ستظلّ دائرة بنــــــــــا
الادوار للأبد الأبيـــــــــدِ
جيلٌ من العملاء أغري
بالنقودِ وبالوعــــــــــودِ
ومضى وأبقاها لجيلٍ
بعده عارٍ جديــــــــــد
وتظلُّ هذي دُولـــــــةً
تهزا بمخدوعٍ بليــــــدِ
من كلّ مقطوع أتى
به من نزا فوق الحدودِ
من دون أصلٍ وهـــو
يلعبُ – سوَّدوه – بالمسودِ
هم نصَّبوه راعيـــــاً
لهمُ بقطعان الحشــودِ
هل كلّ من ملك الرقاب
وجار، يحظى بالخلود؟!!
في طبعةٍ مرموقـــةٍ
ومجلَّدٍ زاهي البرودِ