نشرتُ مقالاً بعنوان (لا أمان بلا رايات), فكتب أحد المجنسين في البحرين رداً على ماكتبت, وتحت عنوان (لا أمان والرايات في الشوارع) نشرته صحيفة الوطن البحرينية. لم أجد شيء في ماكتبه المجنّس البحريني, سوى سموم من الحقد, وتعريف أعور للطائفية, ودعوة لرفض الآخر, إنعاكساً لما يؤمن به هؤلاء من عقائد إقصائية لا تسمح بإي تعدد, وتعتقد بربوبية الحاكم المنتمي لملتها..!
الطائفية لا تعني ممارسة شعائر مذهبية؛ إنما هي دعوات الكراهية والتقسيم المجتمعي المرتكزة على رفض تلك الشعائر وإزدراؤها, فمن يمارس عقيدته حقه مكفول, إما كيفية تأثيرها على أفراد المجتمع, فهذا لا يحدده المجنسون؛ إنما الأغلبية الشعبية, وفي البحرين الأغلبية هي من ترفع تلك الرايات, رغم حملات التجنيس الساعية لتغيير ديموغرافي, غير إن نسبة السكان الشيعة في المملكة تشكّل (70%) "حسب مصارد غربية".
الثأر الذي يخشى منه أتباع الدين الأموي, موجّه ضد أعوان الطغاة, فالحسين رسالة حرية, وعدالة, ومساواة..لن يخشى من الحسين إلا من أرتضى العبودية منهجاً له, وكيف لا يرتضيها من يكسب لقمته بجنسية؟..المجنسون, ثيران, يستخدمهم الطغاة لحراثة ملكهم العقيم, فليس عليهم حرج إن أرعبتهم الرايات, فيها رحيلهم, ودلالة على إستمرار النهضة العاشورائية بوجه الظلمّة, سيما إنها مقتبسة من أبي الأحرار الخالد.
لا عنف في دوحة الحسين, أعور الضمير, من لا يرى عنف المفخخات القاصدة لمحبيّ الحسين. لن تُذر العيون برماد البلاط الأموي, فالعالم بإسره بات يعرف الجهات العنفوية التفخيخية, تلك الممارسة لجهاد النكاح, والعارضة نساءها لتتسلى بها وحوش الأفغان, والشيشان, والبادية التي لا تجيد سوى الأكل والبراز..!
الحرية عنوان لا يفهمه الحمير ولا العبيد..فهل سمعتم بحمار يسود في غابة, أو عبد يخدم نفسه؟!
مقالات اخرى للكاتب