في مقالة له بعنوان "السعوديون هم وقود داعش!" كتب الاعلامي السعودي تركي الدخيل مقالة في صحيفة عكاظ تناول فيها دور السعوديين في الحركات الارهابية المرتبطة بالقاعدة و جبهة النصرة وداعش وغيرها من المنظمات الارهابية في مختلف ارجاء العالم، فهناك منهم كما كتب الدخيل وفرة في أفغانستان، والبوسنة، والشيشان، وكشمير، وبورما، وأفريقيا، وفي نهر البارد بلبنان، وفي سورية، والعراق، واليمن. وللأرهابيين السعوديين في العراق أدواراً قذرة في قتل المدنيين العراقيين وبالجملة نتيجة تفجير أجسادهم النتنة في جموع المواطنين الابرياء في المساجد والساحات والشوارع وأماكن تجمع وتجمهر البسطاء في الاسواق والمطاعم والمقاهي، وقد نقل "الدخيل" في مقالته عن رصد الصحافي زيد بنيامين حال تصدر السعوديين عددا في تنظيم داعش، وقال: «إن السعوديين يتصدرون من فجروا أنفسهم في العراق في ٤٥ يوما من بين ٣١ استخدمتهم داعش»!. إذن فهؤلاء المجرمين لم يأتوا الى العراق في نزهة أو سفرة سياحية بل جاءوا الى العراق بنية واحدة لا غير، وهي قتل اكبر عدد ممكن من الابرياء وليموتوا بعدها.
لكن يبدو أن هؤلاء الانتحاريين السعوديين يمتازون أضافة الى صفة الاجرام والقتل التي تربوا عليها في بيئة مريضة بميزة أخرى وهي ميزة الغباء، كونهم أنتحروا وضحوا بشبابهم الغالي على عوائلهم وشعبهم وحكومتهم. ولم يكونوا أذكياء كرفاقهم القتلة الذين وقعوا في أسر القوات العراقية ليودعوا السجون بأنتظار محاكمتهم ومنهم من شارك في تفخيخ السيارات أو زرع العبوات الناسفة التي قتلت الالاف من الابرياء أو من ساهم بذبح ابناء شعبنا كالخراف. فهؤلاء المجرمين "الأذكياء" يعرفون قيمة أنفسهم عند حكومتهم ويعرفون جيدا من أنها ستفعل المستحيل للم شملهم بعوائلهم لتعيد تأهيلهم في سجون من فئة الخمسة نجوم وليطلق سراحهم بعد حين بعفو ملكي او تدخل عشائري، ولتذهب دماء الضحايا العراقيين هدرا، ولذا لم يقوموا كزملائهم الاغبياء بتفجير اجسادهم النتنة وسط جموع البسطاء.
شخصيا، لو كنت سعوديا فأنني سأحترم حكومتي التي تدافع عني وأن كنت قاتلا. ولكنني للأسف الشديد "عراقي" أعاني الأمرين من حكومات المحاصصة التي لا تحترمني حيا ولا ميتا، هذه الحكومات التي تسرقني وأبنائي، هذه الحكومات التي لم توفر لي ابسط اشكال الخدمات منذ الاحتلال لليوم، هذه الحكومات التي جعلت بلدي نتيجة جشعها ونهبها وضعفها في استتباب الامن "كعصف مأكول"، لهذه الاسباب مجتمعة وغيرها فأنني لا أحترم حكومة بلدي ولا ساسة بلدي ولا أحزاب بلدي ولا منظماته المدنية والانسانية ولا مرجعياته الدينية. خصوصا بعد أن تناقلت الاخبار نية مجرمي المحاصصة تسليم قتلة ابناء شعبي الى حكومة بلدهم ومنها الى عوائلهم لاحقا معززين مكرمين لتجعلني أفقد أحترامي ميتّا هذه المرّة بالأفراج عن قتلتي.
لا أدري صراحة ان كانت لساسة المحاصصة شيء من الكرامة والغيرة على ابناء "شعبهم" وهم يرون كيف تعدم السلطات السعودية وبشكل همجي رعاة أغنام أو مهربين أو آخرين بتهم مضحكة أحيانا، وهم يتسابقون اليوم لأطلاق سراح قتلة متمرسين بالنحر على الطريقة الاسلامية. لا أدري كيف ستتعامل ضمائرهم "أن بقي منها شيئا" مع دموع أيتام وأرامل وثكالى الضحايا الذين تنائرت جثثهم في سماوات وطن يصرخ كالمذبوح من أرهاب هؤلاء القتلة. من المسؤول أيها المتحاصصون المجرمون عن مأساة الايزيديين والمسيحيين ومن تسبب بتهجيرهم ومعهم الملايين في مختلف ارجاء البلد، اليس تنظيم داعش الارهابي والذي كان السجناء الذين تنوون اطلاق سراحهم اليوم جزء من آلة قتلها الهمجية؟ لا أدري ان كنتم ستقفون طابورا كحرس الشرف وانتم تودعون القتلة بباقات الورد الى طائرة الخطوط الجوية السعودية أم لا؟
يقول المثل "من أمن العقاب أساء الادب" ولأنكم أمنتم عقاب شعب خدّرته العمائم فلكم كل الحق في أن تسيئوا الادب متى ما شئتم وأين ما شئتم. أنكم أيها السادة لستم سوى .. وطن سزيه.
مقالات اخرى للكاتب