تتناقل وسائل الاعلام مؤخرا” خبرا” مفاده .. عزم ابو بكر البغدادي نقل مقر خلافته المزعومة من العراق الى ليبيا وذلك بعد تلقيه وعصابته الارهابية من الدواعش والمتحالفين معهم من شيوخ الفتنة واعداء التغيير تلقيهم الضربات الموجعة على ايدي ابطال العراق النشامى رجال الحشد الشعبي المجاهد وقوات الجيش والشرطة الوطنية واصحاب الغيرة من عشائر العراق الشرفاء وكل هؤلاء باسناد جوي مؤثر اربك شلة الضلالة واوقع الخسائر في صفوف المرتزقة الغزاة قتلا” وترهيبا.
فبعد تحرير محافظة صلاح الدين ومحافظة ديالى واجزاء مهمة في محافظة الانبار والتضييق على الارهابيين في محافظة نينوى وتحرك الاكراد على حدود الموصل صار البغدادي وزمرته بين فكي كماشة حديدية فلم يبق امامه الا وان يشد رحاله الى ملاذ جديد وحاضنة مهيأة فاختار ليبيا ليتسلل اليها بسهولة ويسر لتوفر الاجواء المناسبة جدا” نتيجة حالة الاقتتال المحلي والصراع القبلي والتشتت الفكري والسياسي وتعدد الولاءات وضعف السلطات الحكومية …
اما تركيا الجارة التاريخية فقد كانت تعقد الامال العريضة على الدواعش في ان يكونوا ادواتها لتحقيق الحلم العثماني في التمدد للاراض العراقية منها الموصل وكركوك فعمدت على التدخل تارة بالشأن العراقي السياسي واخرى بتمكين الارهابيين وكردستان من تهريب البترول العراقي وثالثة بقطع حصتنا من المياه ضاربة عرض الحائط المواثيق والقوانين الدولية وجعلت من بلادها مأوى للمطلوبين للعدالة العراقية وكذلك وفرت لاعداء العراق من مجرمين ومعارضين اجواء مريحة لعقد اجتماعاتهم وحياكة مؤامراتهم وتأمين فسحة للموساد الصهيوني للتحرك امام انظار الجميع في تركيا ..
واذا ما تابعنا المشهد بكل تفاصيله فاننا سننحو باللائمة على انفسنا اولا” اذ كيف لشعب حي كشعب العراق يقبل على نفسه ان تمتهن ارادته وتسلب حقوقه وهو يدعي ان له السلطة على ارضه ولديه حكومة وبرلمان وانه عضو في مجتمع دولي وجامعة عربية وهو موقع على مواثيق دولية ملزمة .. وكيف يرتضي سبات الخارجية العراقية وسكوتها عن هذه التجاوزات الواضحة فلا تحرك ساكنا”.
الامر الذي جعلها تتمادى وتدخل قواتها التركية الغازية الى شمال بلادنا دون حياء او خوف ولا احترام لاتفاقات حسن الجوار ولا القانون الدولي الخاص بترسيم الحدود وحرمة تجاوزها …
هذه جارة السوء برغم الكم الكبير من اساءاتها فان لها الحضوة لدى الكثير من سياسي عراق اليوم وتترك لها الفرصة سانحة للترويج عن بضائعها من السلع والمواد الضرورية والكمالية لينتعش اقتصاد تركيا قبالة توقف حركة السوق المحلية وغياب المنتج الوطني صناعة وزراعة .. ولم نجد من بين العراقيين من يدعو لاتخاذ موقف حازم حيال سياسات الامتهان والاستغلال التي تمارسها حكومة الاتراك ولم نجد بيننا من ينتقد العاملين في الخارجية العراقية المتغافلة عن كل تلك التصرفات المشينة ذات الصلة بانتهاك السيادة الوطنية العراقية والحق العراقي ..
على كل حال كما يقول المثل العراقي ” وقع الفأس بالرأس ” وما علينا الا ان نكون اكثر شجاعة ونلتزم بنداء الوطن والمرجعية الرشيدة عاقدين العزم على الوقوف امام الاطماع العثمانية في اعادة تشكيل امبراطوريتها الحلم وذلك بالتكاتف ورص الصفوف وتجاوز الخلافات الطائفية والاثنية والسياسية وان نجعل من الوطن عنوان توحدنا وفعلا” .. رب ضارة نافعة .. حيث ان الوجود العسكري التركي داخل حرمة ارضنا يوحد العراقيين الشرفاء حول هدف واحد هو تحرير الارض المقدسة من دنس المستعمرين وهذه المنازلة كما هي البطولات الكبيرة في مباريات كرة القدم ستشد العزم وتوحد الصفوف وتلتقي الاصوات حتى المتنافرة منها مرددة :
لبيك ياعراق .. ارواحنا لك الفدا .. لبيك ياعراق .. وقد علمنا ان تركيا ستفقد سلاحا قويا لها يهدد العراق وسيادته وهو هروب كبير الارهابيين البغدادي الى ليبيا الشقيقة .
مقالات اخرى للكاتب