كم تحملت يابلدي وكم؟ ..خمس وثلاثون سنة ..سقطت عليك كل نيران الغرب والشرق ..نيران كراهية و حقد وطمع ..اسلـــــحة محرمة وغيـــــر محرمة ..قتلت .احرقت .دمرت .اطنان واطنان ..سكتت هيروشيما ونكازاكي حياء مما جرى عليك ..وملايين من شعبك قتلوا وجرحوا
لم تعلن حقيقة عديد من سقط منهم ..لم اعد احتمل وانا اتخيل خمسة وثلاثين عاما ورحى الموت لم تتوقف يوما ..تطحن
بابنائك ..لم يسلم منها شيخ ولا ..رجل ولا امرأة مسنة ولا حتى اطفالك ..نار مستعرة شبابك يابلدي ..كانوا لها وقودا ..لم تسلم منها
حتى الطيور ..لم يسلم منها كل كائن حي …يابلد الصابرين يابلد الشعراء والادب والعلوم ..يابلد الفنون …كم ابكيتنا وابكيتنا .. يا بلد الرافدين ..لماذا
يريدون قتلك ..هل لانك تريد ان تعيش حرا .. كل حروب العالم انتهت ..حتى الحروب العالمية سكنت وتحول خرابها ودمارها ..الى حضارات مادية وثقافية ..الا حرب الطامعين عليك .. يابلدي ..ايها الجميل ..يامن تملك كل خيرات الارض ….اعلم انك حزين لانك كنت درعا وسيف احتمى به ابناء عمومتك …وعند الوغى تركوك لوحدك تصارع كل شياطين الارض ..بل الاكثر ألم ان اخوتك وابناء عمومتك من فتح ابوابه لاعدائك ليقتلوك ويسرقوك ويغتصبوا أرضك …
كل لغات الارض تسرح في ارضك ليسوا ضيوف سلام ومحبة .. بل ذئاب جائعة تنهش بشعبك وخيراتك ..عبروا البحار والمحيطات ..عبروا الجبال والسهول جاؤوك مدججين بكل آلات القتل والدمار ..كم انت عظيم وكبير ..ليجتمعوا عليك متحالفين ..ذئاب اختلفت السنتهم واجناسهم اختلفت الوانهم …ولكن لم تختلف وحشيتهم وهمجيتهم
قتلة مجرمون طامعون ..
كنت سيد قومك ..مهابا بين اخوتك ..رجلا في الشدائد ..كريما امتدت يد خيرك لكل ذي عوز تشهد لها دول…
فَتحتَ كل ابواب خزائنك لكل من دخل ديوان بيتك …
انا وكثير من اخوتي وشعبي ما زلنا نحبك ياعراق ياعراق ..يابلد السواد يا بلد الرافدين دجلة والفرات ..يابلد كلكامش ونبوخذ نصر العظيمين ..يا بلد علي والفاروق ..يابلد الحسين ..يابلد الكيلاني والكاظم يابلد النعمان ..لا تحزن فداك ابي وامي ..يا اجمل ما في الكون ..احبك فانت اغلى ما عندي ….
ستعود يوما كما انت ياعظيم العرب
مقالات اخرى للكاتب