الذي يُلاحظ لغة الكلام في تصريحات وكتابات البعض الكثير من العراقيين سواء ساسة وزعماء ونوابا وكتّابا أو إعلاميين أو مواطنين عاديين ، فسيجدها بأنها أصبحت متغيرة بالمرة في الآونة الأخيرة ، و ذات حمولات و متضادات عدائية و متعاكسة ومتضاربة جدا ، تحمل النبرة الجهورية الحادة والعالية لانحيازها الطائفي وشكاوى مظلوميتها الحصرية سواء كانت حقيقية أو وهمية ..
حتى ليكاد الحوار ينعدم فيما بينهم ، فالعداوة باتت حاسمة وقاطعة !، كمخالب التماسيح الجارحة والفتاكة ..
لذا فعداوة كهذه ــ وهي منتفخة الشريان بالكراهيات المزمنة و التشنج والاحتقان ـــ لا تحتمل شيئا من الحوار ، بقدر ما هي تتسلح بالاستنفار وبفؤوس التجييش ، تمهيدا للانقضاض الوشيك ..
فكل واحد منهم يعرض شكاواه ومظلومية طائفته أو قومه ، ناسيا أو متناسيا دوره هو أو دور من يدافع عنهم من قادة وزعماء طائفته ، في التسبب في مظلومية الآخرين ، أو على الأقل ــ دون أن يحاول إدراك أو فهم بأن الغالبية الغلابة من العراقيين يئنون ــ بلا استثناء ــ تحت وطأة هذه المظلومية حتى الكتف ..
لتنتابك الدهشة وأنت تكتشف بأن هؤلاء ــ هم ــ جميعا أبناء بلد واحد اسمه العراق ، و لكن في قلب كل واحد منهم أطنان من أحقاد العداوة المتصاعدة كدخان المداخن ، إزاء بعضهم لبعض أخر ، وهي أحقاد كفيلة بهدم وردم جبال هملايا بكاملها !..
ناهيك عن تدمير وطن برمته ..
فإلى هذا الحد هل بات العراقي ذئبا ضد العراقي الأخر؟!..
مقالات اخرى للكاتب