Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مابين المحبة والبغضاء.
الاثنين, شباط 16, 2015
جعفر المهاجر

 

 

يحمل عنوان مقالي هذا كلمتين متضادتين وقد تناولهما الكثير من الكتاب وحوتهما الكثير من الكتب وعلى رأسها كتاب الله المعجز القرآن. وبين هاتين الصفتين اللتين حملتهما النفس البشرية منذ أن أوجدها الخالق العظيم على هذه الأرض سبعة أبحر. والصراع  بينهما أزلي منذ هابيل وقابيل حين تجسدت تلك البغضاء في نفس قابيل المظلمة فارتكب جريمته بحق أخيه الذي بسط يديه إليه مسالما ومحبا. لكن سعير البغضاء  تأججت في قلب قابيل ضد تلك اليد المبسوطة فأقدم على القتل . لكنه حين رأى غرابا يواري سوءة أخيه من جلدته إحتقر القاتل نفسه التي لم تصل إلى همة الغراب ، وندم على فعلته الشنيعة ولكن بعد فوات الأوان. والنفس البشرية لابد أن تأخذ العبرة وتتعلم من هذه القصة القرآنية العظيمة. فالمحبة تورث الصفاء، وتعمر الكون وتجعله زاهيا مزدهرا مفعما بالعطاء والقيم الإنسانية العليا التي تجسدها النفس الصافية المشعة بالخير والنبل والفضيلة والعطاء الخلاق لبني جنسها.أما البغضاء فإنها لاتختلف عن أي وباء عالمي كالإيبولا مثلا إذا لم تكن أبشع منه . فالإيببولا يستهدف البشر، والبغضاء إذا إشتد سعيرها تستهدف البشر والشجر والحجر وحتى المخطوطات التراثية النادرة التي تحتوي على تأريخ الأمم والشعوب لم تسلم منها فلا تتوانى عن حرقها وتدميرها مفتخرة بآىسم (الدفاع عن الدين.) وهي تشيع ألفرقة وتمزق النسيج الإجتماعي بين المجتمعات البشرية. وينتقل عدواها إلى بلدان كثيرة حتى إذا كانت متباعدة جغرافيا.وينتج عنها القتل والخراب والحروب التي تدمر كل مابنته يد الإنسان المعطاء من حضارة ورقي وتقدم وتكون نتيجتها الفقر والمرض وانهيار الحضارة الإنسانية. وهذا مانراه ونلمسه اليوم في العديد من أوطاننا العربية والإسلامية . حيث تفشت فيها ظاهرة البغضاء التي أنتجتها مناهج هذه الدول ومساجدها ومنابرها الإعلامية . فولدت من جرائها جماعات دموية متطرفة  ترفع شعار البغضاء والإنتقام شعارا لها، ولا تؤمن بقيمة الروح البشرية ، وتجاهر وتفتخر علنا بكل ماترتكبه من جرائم نكراء بشعة بحق أبناء جلدتها من البشر. وتغلف هذه الجرائم الوحشية بدعوات إسلامية ، ومسميات تتناقض مع الأفعال الدنيئة التي ترتكبها كما تفعل اليوم جماعات القاعدة وداعش والنصرة ومن يسير في فلكهما من قوى الجريمة والإرهاب التي  استفحل  خطرها، وتعاظم نفوذها وسوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول أبلغ دليل. وترتكب هذه العصابات الدموية جرائمها بسبب الدعم المالي والإعلامي الكبير الذي حصلت عليه من إمارات وممالك البترول بحجة مساندة (ثورات الربيع العربي .) والتي تحولت إلى حروب دموية خلفت وراءها الملايين من الأرامل والأيتام والمشردين الذين يموتون اليوم في المخيمات المتهالكة من الجوع والبرد وتفتك بهم الأمراض دون أن يلتفت إليهم أحد من هؤلاء الأمراء والملوك القارونيين الذين صرفوا المليارات من الدولارات على قوى الحقد الدموي والإرهاب نتيجة الروح الطائفية المتغلغلة في أعماقهم. وهم في حقيقتهم أسوأ من أي دكتاتور آخر في المنطقة.فصار مثلهم كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليلُ.ومن مهازل القدر أن ترفع وسائل إعلامهم شعار:(مع الإنسان في كل مكان) لتضليل العقول. والتغطية على أهدافها الشريرة. لكن هي ودعاة الكراهية والقتل في خط واحد ضد الإنسان بكل مالهذه الكلمة من معنى . وهي تتستر على جرائمهم التي رآها ويراها العالم كل يوم معتقدة بأن له ذاكرة ضعيفة سرعان ما ينسى جرائم الإبادة  التي قامت بها بعد فترة من الزمن .ولا يمكن أن يصدق عاقل في هذا العالم إن هؤلاء ثوار هدفهم  تخليص الشعوب من ظلم وتسلط حكامهم المستبدين لأنهم أسوأ منهم.       
لقد بعث الله الأنبياء لإصلاح البشرية ، وزرع المحبة بين بني الإنسان لينشروا راية العدل والسلام والحرية ويشحنوا النفوس بقيم الخير والمحبة والصفاء . وعندما تسمو النفوس بشآبيب المحبة والرحمة تشع على الوجود بالمعطيات الإنسانية الرفيعة التي توصل المجتمعات البشرية ألى شاطئ الأمن والسلام والالتقاء على أسس ثابتة من المنطق والحكمة التي تحملهما نفس الإنسان المحب لبني جنسه من البشر. وبالحب النقي الصادق تتلاشى النعرات الطائفية والعنصرية والعصبيات العمياء التي تحجرالقلوب والعقول معا وتنقلها ألى سراديب الانغلاق،وتقتل بذرة العطاء في نفس الإنسان.   
وكل إنسان في هذا العالم تنمو بذرة الحب النقي في قلبه يحمل معه مصباحا يضيئ السبل المعتمة لإخوانه في الإنسانية لأنه الأقدر على العطاء والإبداع والإيثار والتضحية من أجل الآخرين، وتخفيف وطأة الأحزان وثقلها على النفوس التعبى التي تعرضت لقسوة وظلم الآخرين الذين حرموا من نعمة المحبة لبني جنسهم وفقدوا هذه الصفة الإنسانية الجليلة فراحوا يزرعون الموت والدمار في كل مكان يستطيعون الوصول أليه فأصبحوا أعداء لأنفسهم وأعداء لمجتمعاتهم ، وأعداء للبشرية جمعاء. لكن عندما يكثر المحبون في ألمجتمع وتنبذ التجمعات البشرية هؤلاء القتلة الذين لايمكن لأحد أن يأمن من شرورهم حينذاك تنهزم أرادة الشر والحقد والبغضاء التي يريد أعداء الإنسانية أن تسود اليوم في عالمنا الراهن. فهم لايميزون بين قومية أو دين في جرائمهم التي يرتكبونها لأنهم حرموا أنفسهم من نعمة المحبة. وانخرطوا في طريق الشر لقتل الإنسان وتدمير   الأوطان. والسياسي الذي يحب شعبه لايساوم أبدا على دمائه الطاهرة التي يسفكها دهاقنة الحقد والكراهية والبغضاء من أجل مصالح حزبية ضيقة سرعان ماتخبو وتتلاشى كالدخان . وهو بذلك لايمكن أن يصبح بوقا يردد مايقوله الأعداء في الخارج ويحمل أجندات هؤلاء الذين يضمرون أبشع أنواع الحقد والكراهية لشعبه. والسياسة أن لم تكن مفعمة بالحب الصادق من أجل تحقيق هدف نبيل وهو خدمة الشعب وتخفيف أعباء الحياة عن كاهل فقرائه وأيتامه وأرامله تكون ضربا من الدجل والزيف والخواء والكلام المعسول والوصولية التي لاتفضي إلا إلى زعزعة الثقة وبث روح التنافر بين أبناء المجتمع الواحد. والسياسي الحقيقي الذي يحب شعبه لايطلق الاتهامات الكاذبة بالجملة على منافسيه لأنهم اختلفوا معه في الرأي، ولابد أن يسلك الطرق الأخلاقية في المنافسة الشريفة الخالية من التجريح والتسقيط  لكي يكون أهلا للثقة، وصوتا نقيا للمحبة.وهذا مايحتاجه الشعب العراقي اليوم .وأقولها بكل أسف وألم ماأكثر خطابات السياسيين المغلفة بالحب الزائف للشعب والتي   تحمل في طياتها الكثير من السم الزعاف. والمعلم حين يحب تلامذته، ويزرع في نفوسهم قيم الخير والمحبة والصفاء والإيثار والتضحية يكون قد أدى رسالته الإنسانية بكل صدق وأمانة وساهم في  إنشاء جيل محب لشعبه وأمته وعصي على دعاة الكراهية والحقد والغدر والدمار. وهذا ينطبق على رب الأسرة الذي يعامل أسرته بالمحبة دون تمييز لأنه بذلك   أنشأ أسرة متحابة متعاونة تساهم في فعلها الايجابي في المجتمع وقادرة على تذليل كل صعوبات الحياة، وتحمل قيم المحبة والود لمجتمعها، وتساهم في عملية البناء بكل صدق وإخلاص.   
والكاتب والأديب إذا كان محبا لمهنته ومخلصا لها ويقدر قدسية الكلمة لابد أن يسخر طاقاته لنشر الحب الإنساني الخلاق بين أفراد مجتمعه ويشجع على المبادرات الطيبة والفعاليات الإنسانية التي توطد أواصر المحبة والصفاء بين أبناء الوطن الواحد. وتبعدهم عن الشحناء والبغضاء والفتن الطائفية والعنصرية التي تدمر المجتمع وتفكك الروابط الإنسانية بين أفراده. 
فما أعظم المحبة التي لو غمرت النفوس لأنها تصبح السلاح الأمضى بيد المحبين لمقاتلة الشر والحقد والكراهية والبغضاء. أنها كالمصباح الذي ينير كهوف الظلمة . ويصنع المعجزات الخلاقة،  ويبني النفوس  بكل قيم الخير والمحبة. وما أبشع وأظلم الكراهية التي توصل الإنسان ألى الدرك الأسفل من الحياة وتجعله وحشا بل أحط من الوحش وهو يمضغ لحم أخيه الإنسان على رؤوس الأشهاد ، ويعطي الصورة المشوهة للإسلام وقد قال الله في محكم كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ.) الحجرات: 12      وقد بين الله جلت قدرته البون الشاسع بين المحبة والكراهية في هذه الكلمات .     وقد وصف الله جلت قدرته رسولنا الكريم ص باللّيٍن المُحب العطوف على قومه بأمر الله والذي شذ عنه هؤلاء الذين يدعون الإسلام زورا ، ويرتكبون من الجرائم التي نهى عنها وحرمها حيث قال الله في محكم كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.) آل عمران:159.   وقد وصف الله سبحانه هؤلاء القساة الغلاظ الذين زرع وعاظهم في نفوسهم هذا الحقد الدفين على النفس البشرية بأنهم أقسى من الحجر لأن بعض الأحجار يتفجر منها الماء الذي هو أكسير الحياة والذي جعل منه الله كل شيئ حي.حيث قال سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.) البقرة (74). فهؤلاء القساة الذين إمتهنوا لعبة الموت والكراهية هم أشد قساوة من الحجر الصلد الأصم.وقد أصبحوا أسرى جهلهم وتعصبهم وعنادهم فراحوا يقتلون أنفسهم ويقتلون الناس دون تمييز لأنهم تعاموا عن رؤية الحق وأصبحت قلوبهم أقسى من بعض الأحجار.وتحولوا إلى عوامل هدم وتخريب ودمار وسفك دماء للبشرية برمتها. لقد رأيت بأم عيني صخورا صماء نبتت فيها أشجار وارفة الظلال ولاشك إن قدرة الخالق العظيم الذي أودع في قلوب هذه الصخور الصماء الحب والرحمة والتي نأى عنها بعض البشر فتفتحت مساماتها لكي تحتضن هذه الأشجار التي تسر الناظرين وتمنحهم  خضرتها  وعطاءها الخلاب البهي وهي من حكم الخالق العظيم التي فيها الكثير من الدروس لمن وعى وسار على طريق الهدى. لقد ذكر الله الكثير من كلمات المحبة والكراهية والبغضاء في محكم كتابه العزيز وبين التنافر والتناقض الصارخ بينهما. 
 وقد قال رسولنا الكريم محمد ص : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وقال ص في حديث آخر: (والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا.) ألم يقرأ هؤلاء سيرة رسول الإنسانية محمد حين فتح مكة وعفا عن كل أعدائه الذين آذوه أشد الأذى حين قال لهم ص قولته الشهيرة ( إذهبوا فأنتم الطلقاء.)؟ وقال الأمام علي ع ( من لانت كلمته وجبت محبته .) وقيل في الأمثال: (إذا أحب الله عبدا حببه ألى الناس .) 
فالمحبة هي روح الوجود، وإكسير القلوب، وصمام الأمان لبني الإنسان  وهي التي تجعل المر حلوا، والتراب تبرا، والكدر صفاء، والألم شفاء، والمؤمن أيمانا حقيقيا بالله هو الذي يحب أبناء جنسه حبا خالصا. والحب الصادق شاعر يحب الكون برمته لأن أي إنسان مهما بلغ من القساوة والكره والحقد ينقلب شاعرا في اللحظة التي يلامس الأيمان شغاف قلبه. وبالحبة تسمو النفوس ويزدهر الوطن ، وتُضاء دروبه ، وتجعل من  المجتمع لوحة نابضة بالحياة الحرة الكريمة البعيدة عن الفحش والسوء والعداء.  والمحبة هي أيكة الإنسانية  التي تنمو في أفيائها كل عوامل والخير والسعادة والأمل ونستطيع تحت ظلالها الوارفة من بناء وطن قوي مزدهر في جميع مجالات الحياة نباهي به أمم العالم والعكس بالعكس .فعسى أن يدرك الحقيقة بعض من غلبت على روحه وأرادته الكراهية العمياء، وغلفت قلبه غيوم البغضاء الداكنة وقادته ألى بئر سحيقة مظلمة لاقرار فيها فسعى في قتل أخيه الإنسان وفي خراب الأوطان نتيجة لتعصبه الأعمى وجهله المطبق بشرع الله.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48144
Total : 101