Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الصعود إلى الهاوية .. نابليون بونابرت .. كان قائداً سياسياً وعسكرياً لكنه فشل في أن يكون قريباً من الناس
الاثنين, شباط 16, 2015
منقول

المشرق

عندما رجع حنبعل بعد تلك الحروب إلى قرطاجة صار حاكما لها، فقام بالعديد من الإصلاحات السياسية والمالية ليتمكن من تعويضات الحرب المفروضة على قرطاجة. وكالعادة لم تحظ هذه الإصلاحات برضا الطبقة الأرستقراطية القرطاجية فوشت به من جديد لروما ففرض عليه النفي، لكنه عاد وفر إلى مملكة أرمينيا بعد هزيمة جديدة، وفي وقت لاحق تعرض للخيانة وكان من المفترض أن يسلم للرومان إلا أنه آثر تناول السم الذي قيل إنه احتفظ به في خاتم لبسه لوقت طويل على أن يموت أسيرا في بلاد الأعداء.
يعتبر حنبعل واحدا من أعظم الجنرالات في العصور القديمة، جنبا إلى جنب الاسكندر الكبير ويوليوس قيصر والكثير من أمثال العصر الحديث أمثال نابليون بونابرت الذي سنأتي على ذكره.. ويعزى إليه قوله المشهور “سوف نجد حلا أو سنصنع واحدا”. عاش حنبعل بطلا ومات بطلا، عاش من أجل أمة وقرر ميتة واعية، صعد إلى قمة الانتصارات، لكنه تدحرج لاحقا إلى الهزيمة فكتب نهايته بنفسه.
الأمير فخر الدين المعني
ذات مرة وأنا أقف عند حرج صنوبر كبير في منطقة جزين بجنوب لبنان، لفتني في شكل الجبل وجود مغارة يصعب الوصول إليها، وحينما سألت مختصا بشؤون المنطقة أجابني أنه في هذه المغارة عاش الأمير اللبناني فخر الدين المعني أواخر أيامه قبل أن يعتقل ويعدم.. مضيفا أن الدولة العثمانية التي كانت تطارده لم يستطع جنودها الوصول إلى المغارة فقاموا بحرق ما حولها مما دفع الأمير بعد طول معاناة الى تسليم نفسه وكان ابنه معه. فما تلك القصة التي جعلت من مقرب إلى العثمانيين يصبح مطاردا لها وأن تنتهي حياته بطريقة درامية لا مثيل لها؟ لا شك أني قرأت العديد عن هذا الأمير في وقت مبكر من العمر، خصوصا وأن تمثاله في بلدة بعقلين في منطقة الشوف الدرزية يحكي قصته الذي سوف نرى قصره أيضا في بلدة دير القمر إضافة إلى المسجد الصغير الذي بناه في تلك البلدة خلال حكمه لها واعتبارها عاصمة له ولنفوذه. يعتبر فخر الدين الذي عاش بين القرنين السادس عشر والسابع عشر أعظم وأشهر أمراء بلاد الشام عموما ولبنان خصوصا.. وكان على قصر قامته داهية سياسية، فقد استطاع أن يمد إمارته لتشمل معظم سورية الكبرى ويحصل في البداية على اعتراف الدولة العثمانية بسيادته على كل هذه الأراضي، وقد أوصله دهاؤه إلى أن يصبح لبنان كله وفلسطين والأردن وسوريا تحت إمرته وصولا إلى أنطاكية ويقال حتى جبال طوروس.. ومما يجمع عليه المؤرخون هو تسامحه حيث تعامل مع جميع المذاهب في لبنان بشكل متساو ولهذا ما زال مذهبه إلى اليوم مثار حيرة وتساؤل.. بل يقال، والله أعلم، إنه تزوج أربع نساء تعود كل منهن إلى مذهب معين وسمى ذلك من أجل الوحدة الوطنية. وعرفت الصناعة والزراعة والتجارة في عهده أفضل الأوقات وخصوصا الزراعة التي استقدم إليها اختصاصيين من إيطاليا، ويعود إليه اتساع زراعة شجرة الزيتون وكذلك شجر التوت لإنتاج الحرير عبر دودة القز. أما الجيش الذي ألفه فكان من وطني ومرتزق، وقد بلغ الوطني في عز مجده أكثر من أربعين ألفا..
ظل الأمير فخر الدين يهادن الدولة العثمانية طويلا وهي في كامل الرضا عليه، مع أن علاقاته مع الدول الأوروبية كانت على ازدياد.. لكن والي حلب في ذلك الوقت وكذلك والي دمشق كانا ينظران إليه بحقد وضغينة لما بلغه من نفوذ وكان بعض الأمراء العرب في فلسطين يترقبون الفرص للتخلص من سيطرته عليهم، وكان أمراء لبنانيون قد ازدادوا في الوشاية عليه إلى الدولة العثمانية: إنه حقر الدين الإسلامي ودافع عن المسيحيين.. وإنه قام بتوسيع أراضيه بعد أن ضم إليه أراضي جيرانه، وإنه كان يماطل في دفع الضرائب المترتبة عليه وإنه في إعادة بنائه للقلاع والحصون في لبنان إنما الهدف منه القضاء على الدولة العثمانية، وتأكد للدولة العثمانية ما قيل عن توقيع اتفاقات مع أوروبا لهذه الغاية.. وهكذا ضمر العثمانيون الشر للأمير، فما أن انتصر السلطان مراد الثاني على دولة الفرس حتى قرر القضاء على فخر الدين فوجه إليه حملتين كبيرتين بتعداد ثمانين ألف جندي تقريبا.. إضافة إلى أنه تم شراء كثيرين ممن كانوا حوله بالمال أو بالترهيب.. وحين لجأ فخر الدين إلى قلعة في جنوب لبنان تدعى قلعة نيحا قام أعداؤه بتسميم مياهه فانتقل تحت جنح الظلام إلى مغارة جزين التي أشرنا إليها في بداية الكلام عنه، والتي لم يستطع البقاء فيها طويلا فاستسلم للدولة العثمانية التي نقلته وزوجاته إلى دمشق ثم نقل هو إلى اسطنبول، وبعدها بأيام تم قتل زوجاته ثم تم شنقه وقيل تم قطع رأسه وقيل أيضا إنه دق في جرن هرسا.يتأكد لنا جزء من تاريخ لبنان والمنطقة عن التبعية التي كانت سائدة والتي ظلت إلى يومنا هذا وكيف تتحكم الدول الكبرى بالقرار الوطني وبأشخاصه.. وكيف وصل الأمير فخر الدين المعني إلى الذروة حيث قدم للبنان ولبقية المناطق التي حكمها خيرا كثيرا، لكن الطمع عند الحكام الآخرين ظل يحفر في صدورهم إلى أن قضوا عليه فكانت نهايته المفجعة بعد أن علا كثيرا وأصبح حاكما مطلقا لبلاد الشام.
نابليون بونابرت
لعله أبرز قائد سياسي وعسكري ما زال اسمه رنانا إلى اليوم.. وحين يذكر التاريخ الفرنسي أو التاريخ العالمي لا بد أن يكون في مقدمة من يتقدم الصفوف.. ومثلما أنصفه التاريخ، فإن مؤرخين عديدين لم ينصفوه، وبعضهم سماه طاغية كما فعل الموسيقار العبقري بيتهوفن الذي آمن به في البداية فصنع له إحدى السيمفونيات لكنه بعدها اكتشف طغيانه كما سماه فتراجع عن ذلك في إحدى سيمفونياته أيضا. كما أن الفنان التشكيلي الأسباني فرنسيسكو دي غويا رسم إحدى لوحاته بعنوان الإعدام وفيها جنود فرنسيون تابعون لنابليون يطلقون النار على عدد من الفلاحين الأسبان.
ربما يعود هذا التغيير في الأفكار والآراء من شخصية نابليون إلى الحملات التي قادها في اتجاهات مختلفة من العالم، كأنما كان يريد أن يكون صدى للاسكندر الكبير وقيل إنه تأثر به وحاول تقليده، لكنه فشل في أن يكون قريبا من الناس، وفشل في الوصول إلى روسيا حيث أصيب الجيش الفرنسي خلال الحملة بأضرار كبيرة وخسائر بشرية ومادية جسيمة لم تمكن نابليون من النهوض به بعد ذلك أبدا، كما فشل في منطقتنا العربية حين وقفت بوجهه مدينة عكا في فلسطين ولم يستطع اختراق أسوارها، جل ما هنالك أن مصر استفادت من خبرات فرنسية حيث احتلها جالبا معه خبراء في الزراعة والصناعة وفي الفنون. وبعدما أحرزت فرنسا في عهد نابليون انتصارات باهرة في أكثر من مجال، وقعت لها هزيمة كبرى في معركة الأمم عام 1813، وفي السنة اللاحقة اجتاحت هذه القوات فرنسا ودخلت العاصمة باريس وأجبرت نابليون على التنازل عن العرش وتم نفيه إلى جزيرة البا فهرب نابليون من منفاه بعد سنة تقريبا، وعاد ليتربع على عرش فرنسا وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق، لكنهم هزموه شر هزيمة في معركة واترلو خلال العام 1815 فاستسلم نابليون للبريطانيين الذين نفوه إلى جزيرة القديسة هيلانة حيث أمضى السنوات الست الأخيرة من حياته. 
وبعد وفاته تم تشريح جثته لمعرفة سبب الوفاة، فقيل مرة إنه أصيب بسرطان المعدة، وقيل أيضا إن السبب يعود إلى تسممه بالزرنيخ. لعل قصة صعود وهبوط نابليون خير دليل على أنه لم يتعلم من قصص الماضي وخصوصا تلك التي قدمنا بعضها ولعله قرأها جيدا قبل أن يبدأ عهده بالحراك في شتى الاتجاهات، كمثل حياة الاسكندر ونهاياته، وحنبعل وما جرى له وآخرين. إن خير إشارة للطموح الإنساني يتجلى في طمعه بالسطو على أراضي الغير والتفكير الدائم وتنفيذه باحتلال العالم. هذا الأمر لم يستفد منه أيضا الشخصية الخرافية التي تعنينا وهي هتلر الذي قدم عرضا عائلا من الحروب في القرن العشرين، منذ صعوده الكبير ووصوله إلى الذروة وانحداره بالتالي إلى نقطة قتل الذات في عملية انتحار مؤكدة.




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35003
Total : 101