عن مكتبةِ المعرفة في بغداد، صدر كتاب جديد للباحثِ والكاتب المهندس لطيف عبد سالم العگيلي، وسمه بـ ( الصناعة الخضراء خيار متاح لتعديلِ مسار التنمية واستدامتها في العراق ). ويعد الكتاب الذي أحتوى على ( 194 ) صفحة من الحجمِ الوزيري، وقدم له أستاذ الاقتصاد الدولي ورئيس قسم الدراسات الاقتصادية في مركزِ المستنصرية للدراسات العربية والدولية الأستاذ الدكتور ستار البياتي، من المواضيعِ الجديدة المهمة، الحيوية والمتجددة؛ لمساهمتهِ بفاعلية في معالجةِ بعضِ أهم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في العراق، مثل البطالة والفقر، والدعوة إلى المساهمةِ باستثمارِ الموارد بكفاءةٍ عالية، وتقليل التكاليف المادية، فضلاً عن توفيرهِ معلومات تساعد على خلقِ بيئة ملائمة لحياةٍ خالية من التلوثِ، بوصفهِ رؤية صادقة لمتطلباتِ التنمية المستدامة ومكافحة الفقر.
ولا نريد الخوض في تفاصيلٍ معمقة عن هذا البحث، فحسبنا الإشارةِ إلى بعضِ ما قاله الأستاذ الدكتور ستار البياتي في مقدمته من إنَّ الكتابَجاء ليرسخ اهتماماً من نوع آخر خارج الأطر التقليدية في عمليةِ التنمية، ولهذا وُفقَ الكاتب في اختيارِ موضوعه ومضامينه الفرعية، حيث تضمن الكتاب خمسة فصول اختتمها بالاستنتاجاتِ والتوصيات التي أفرد لها الفصل السادس من حيث تقسيم هيكليته، هذا علاوة على ما تضمنه البحث من معلوماتٍ قيمة مدعومة بالبياناتِ التي استندت إلى مصادرٍ ذات علاقة مباشرة بموضوعِ الكتاب، وأرى أن الكاتبَ اهتم ايضاً بتوضيحِ ما احتاج إلى التوضيحِ في الهوامشِ التي أضافت معلومات مهمة لا يمكن الاستغناء عنها. ويضيف الدكتور البياتي قائلاً إنَّ كتاب الأستاذ المهندس لطيف سالم العكَيلي الموسوم ( الصناعة الخضراء: خيار متاح لتعديل مسار التنمية وتعزيز استدامتها في العراق ) لم يكتف به موضوعاً جديداً يثار اليوم بعد شيوع ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وإنما وجده مدخلاً مهماً لثلاثة جوانب مهمة تتعلق بالتنميةِ في العراق، أولهما، تحقيق التنمية، وثانيهما، تعديل مسارها، وثالثهما، تعزيز استدامتها، مؤكداً على أن الاقتصاد الأخضر ( وتحديداً الصناعة الخضراء ) يمكن أن يكون من البدائلِ المتاحة ايضاً لمعالجة مشكلتي الفقر والبطالة، ولاسِيَّمَا في العراقِ الذي كان مجالاً لدراسته، مؤشراً سوء إدارة الموارد وضعف الاهتمام بالبناء الاقتصادي والاجتماعي، وهو بهذا كان موفقاً في البحثِ عن علاقةِ الصناعة الخضراء بالتنميةِ ومن ثم اختيار موضوعي الفقر والبطالة من بينِ الموضوعات التي اهتم بها.
ويضيف الدكتور البياتي إنه لابد من القولِ إنَّ الكاتب كان موفقاً في اختيارِ موضوع بحثه الذي تميز حسب رأينا بخواصٍ عدة جعلته موضوعاً جديداً يستحق الاهتمام به والتثقيف عليه واتخاذ الإجراءات العملية إزاءه، حيث أنَّ الكاتبَ أراد من خلالِ كتابه إنَّ يترجمَ اهتماماته الاقتصادية إلى واقعٍ عملي، وأنَّ يقدمَ خدمة لبلدهِ حتى وأنَّ كانت كلمة طيبة، سالكاً طريق الاجتهاد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، باحثاً عن علمٍ ينتفع به، وأجده قد أصاب بعد أنَّ أحسنَ اختيار موضوع كتابه، والمنهجية التي سلكها وصولاً إلى مبتغاه، فبورك المسعى، الخير هدفه، والنية الصادقة كانت أساسه
مقالات اخرى للكاتب