لابد من معرفة ظاهرة الإعلام العراقي وهي ظاهرة جديدة وتنقسم بين التأييد والتحفظ، فاعتبرها البعض إيجابية، كونها متنفسًا جديدًا للشعب الذي عانة التضييق الإعلامي في ظل النظام السابق، بينما ذهب آخرون إلى أنها قد تتحول إلى وسيلة إثارة تخلق فوضى سياسية وإعلامية، كون الكثير لا يعرف أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيق الشرف و قواعد سلوك المهنية. ان الإعلام وسيله الإيصال الحقائق واطلاع الشعوب على جميع المستويات الثقافية، والاجتماعية، والنهوض بمستوى تعليم الفرد وانفتاح المجتمعات كلا على الأخر، فلكل مهنة أخلاقياتها التي لابد من الالتزام بها، فالإعلام كمهنة تقوم على أسس من الأخلاق يجب التحلي بها لكل فرد يمتهنها، فان الفرد كائن حي عقلاني وأخلاقي وان أخلاقياته تحدد له ما يجب عليه المحافظة عليه وفق القانون. بعد سقوط النظام وانفتح البلد على مصراعيه أمام من هب ودب، دخل الإعلام عامل أساسي في حياة الفرد العراقي، وصار يتطلع الى وسائل الإعلام يومية وينتظر ساعات طويلة حتى يصل به الأمر الى نشرات الإخبار العراقية والعربية، ومن خلال ألسنه الأولى بعد سقوط النظام دخل العراق كم هائل من وسائل الإعلام واغلبها هذه الوسائل لا تملك هذه المهنة والرسالة الإعلامية الكبيرة. اذن يجب على من يمتهن مهنة الإعلام أن يتحمل مسؤولية شرعية ووطنية كبرى، بمعنى انه لا يجوز نقل أي خبر دون التحقق منه والتحري بشأنه والتزام الدقة، وان لا يكون مؤدلج الى جهة او حزب او مجموعه معينة، حتى يحافظ على مصداقيتها وتكون مصدر ثقة الجمهور. وان كانت اغلب وسائل الإعلام العربية والعراقية تمول من أحزاب وتيارات مختلفة، لكن هناك وسائل إعلام رسميه يجب ان تمثل جميع التيارات والأحزاب والجماعات الوطنية، وتمثل كل فرد من إفراد الشعب وتنقل الخبر الصحيح والبناء من اجل النهوض بالواقع المتردي في البلد، وتنقل هموم الشعب وما يريدة كل فرد عراقي الى المسؤل. إما اليوم ما نرى في الساحة العراقية بعيد عن هذه المهنة واخص بالذكر منها قناة العراقية، اليوم أصبحت لا تمثل الشعب بال تمثل المسؤل وبعيدة عن معانات الشعب العراقي وكأنما تعيش في وادي والشعب يعيش في وادي أخر. كل يوم تظهر ألينا ببرنامج بعيد عن واقعنا وهمومنا وكأنما نحن نعيش الرفاهية الكاملة ولا ينقصنا أي شي، وإظهار المسؤلين بالصورة الحسنه وتخفي كثير من الإخفاقات في أروقة الدولة، والمشاكل المتراكمة، الأمن، الكهرباء، الصحة، الخدمات، الفساد المستشري في جميع مفاصل الدوله. تعرض لنا برامج تتكلم عن حياة المسؤلين، وتنظر وتؤدلج الى نظرية الحزب الواحد وقائد الضرورة الذي سئمنا من إسماعه، وتردده على مسامعنا كل يوم، وعلى قناة أمولاها من قوت الساكنين الصفيح، والمتجولين في الشوارع، نحن اليوم ضحية الإعلام الذي صار ساحة خصوم، بين الطامعين والحاقدين وزعاطيط السياسة!!!
مقالات اخرى للكاتب