من يعشق البصرة يصاب بالسكّري ومن يفارقها يصاب بالضغط، البصرة صيدلية للأمراض المزمنة في العشق، كون من البرحي وحلاوة نهر خوز، البصرة بقرة حلوب تطعم الغرباء عنها وتبقي ابناءها... جائعين، لو كانت البصرة في الهند لعبدوها من دون الله، لكنهم أرسلوا صلواتهم على شكل توابل، هذا الجوع البصري هو من أنجب وجه البصريات الشبيهات بخبز الأمهات. للبصرة كف العباس، تمدُّ اصابع من تمر برحي لتعيد اصابعنا الى أحرفها الثكلى، وكأني بدموع تنضح من قدر علي يحمله التوابون، وللبصرة هذي الروح تلوح بسمرة حوريات البصرة، هذي المارقة النهدين، ألثم حزنك بين ندوب الوحشة في وجه علي، ابصر وجهك ابيض من شمع الشيب على طين العشّار. يا أشهى من شربت جبار، وأطيب من حلوى الساهون، وجه رغيف يبكي في بئر الماعون، يا كلَّ لغات الثرد الوطني، لماذا خسرت جنوبك الحزين مثل زينب، كنت اظن انني المجنون الاخير في مركبك الكتابي، لكنكِ اخجلت جنوني بطيبتك ايتها الراقدة، ايتها الحرف المسعور في خيمتنا، وحدك تموتين لأنك من تشرف ان نكتب عنه، هكذا بكل بساطة تهدين لنا العار بموتك وحدك... كيف سنقرص خد البصراويات او الحوريات؟؟؟ لا يهم سيدتي، كلنا نخون اوطاننا ونساءنا، لكننا لن نخون أقلامنا التي تشبه ملابس امهاتنا الداخلية، ولم يردنا حديث عن ابي طريرة ان خيانة المواقع الالكترونية ذنب تحاسبنا عليه ملائكة الكيبورد، لكن لماذا تموتين في هذي الساعة بالتحديد؟ البصرة جمرة تحت رماد الناس، وحين هبت عليها ريح التغيير أصابتها العين، واطالت كفها اليمنى، ومن أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، كان على الجميع أن يلتحفوا الرمل لتُقطع كف الحبر المتساقط في شجرة طوبى. كنت أكتب بالدماء حروف موتي، كنت أسكب من عيوني ألف ليل، عقيم ليلنا يا صاحبي الغجري، عاقرة ليالينا التي ولدتك طفلا، نام الرصيف وليس ثمة من يرانا الآن، لا شيء غير الموت ما بيني وبينكْ دعني اقبّل ماء كفك حاملا في الروح طينكْ.
مقالات اخرى للكاتب