Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سياسة النار والماء!
الأحد, نيسان 16, 2017
د. صادق السامرائي

السياسة ذات حدين لا توسط بينهما فأما أن تكون نارا أو ماءً , وسياسة النار هي السائدة في الأرض منذ الأزل , ذلك أن البشر ما أن يمتلك سلاحا حتى يبادر لإستخدامه , ولا يوجد سلاح في الدنيا لم يتم إطلاقه والتبجح بسطوته , والدول القوية هي الدول التي تمتلك قدرات تصنيع الأسلحة الأعظم تدميرا وفتكا.

فالقوة الحقيقية المؤثرة في الحياة ليست القوة الإقتصادية وإنما العسكرية , وهذا ديدن التفاعلات ما بين الدول والأمم والمجتمعات , فهي أولا وكل قوة أخرى تأتي بعدها وفقا لتسلسلات ذات تقديرات مكانية وزمانية.

فالمهيمن على السلوك السياسي هو لغة النار لأنها تعني القوة والقدرة على الفتك بالآخر , وما يتحقق اليوم عبارة عن التفاعل بهذه اللغة التي تعني أنها تعبر عن إرادة النار , أي أن سلوك النار هو الذي يُراد له أن يتحقق ويسري , فالنار تحرق وتتأجج وتمتد وتأكل الأخضر واليابس معا , وذلك يتناسب مع شدة سعيرها وتأجج لهيبها , كما أنها تطلق دخانا تتناسب كثافته مع نسبة الأخضر المحروق.

والنار السياسية تحتاج إلى أفراد يتميزون بالخرق والأنانية والنرجسية والإحساس بالعظمة وإمتلاك الإرادة المطلقة , وهذا متوفر في الأرض في هذا الزمان الحارق المارق , مما يعني أن الدنيا مقبلة على تفاعلات مروعة لم تحصل لها من قبل , وقد بدأت علائمها تلوح , وقواها أخذت تكشر عن أنيابها وتطلق ما عندها من آفات الدمار الفظيع , وقبل يومين تم إسقاط أكبر قنبلة في التأريخ تزن أحد عشر طنا , وما ياتي أفظع وأخطر.

تلك سياسة النار المشتعلة في الرؤوس والقلوب والنفوس , والتي ربما ستزداد إشتعالا.

أما سياسة الماء التي تعتمد على العقل والحلم والتفاعل الإنساني الرحيم , فأنها لا تنفع الدنيا ولا تصلح للحياة , ولهذا فأن الحروب متواصلة , والنزاعات لا تنقطع , والويلات تتوالد , والإفتراسات تتعاظم في أرجاء الأرض , وما أسهل التبرير والتسويغ للمآثم والخطايا والرزايا.

سياسة الماء فاشلة وخائبة , لأن سياسة النار في أجيج , وإقتدار فائق على التعبير عن نوازع المطمورات البشرية والرغبات السيئة المعتملة في الأعماق , تلك النوازع التي عجزت جميع الأديان والعقائد عن لجمها وتهذيبها وتوظيفها للحياة الآمنة السعيدة.

وساسة الماء فاشلون , وساسة النار مهيمنون , والأمم التي لا تحمل النار وتحرق غيرها ستحترق بنيران الآخرين , فالسياسة الدولية تتأرجح ما بين الحارق والمحروق , وتلك حقائق يتم إغفالها والتمويه حولها , وما ذلك إلا تضليل وخداع لمزيد من الإحراق والإنسجار في تنور الحارقين.

ومعظم مجتمعاتنا تحوّلت إلى سجير في سوح الحرق الإقتداري الهَيْمني الوقاد , وما عاد أمامها سوى خيار الرماد , إن لم تبادر إلى إدراك ضرورات سكب الماء على النيران الناشبة فيها , والنار لا تميز بين الأشياء , فكل شيئ سيكون طُعما للنيران , وتلك حقيقة الخسران!!


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48682
Total : 101