مطلع عام 1982 ، نقلتُ من الاعلام ، الى أمانة بغداد . (كانت تسمى أمانة العاصمة ). باشرتُ العمل في معمل المكائن الثقيلة الكائن في ساحة النهضة . وبقيتُ في هذا العمل حتى مطلع عام 1984 . حين استدعاني الوكيل الاقدم لأمانة العاصمة الاستاذ كمال البصّام وتربطني به معرفة سابقة .

منشآت مهمة

وفي لقائي معه ، ابلغني البصّام بما يلي : هناك ثلاث منشآت مهمة ، قيد الانشاء ، هي ” نصب الشهيد، ويقع بين شارع فلسطين والقناة ، ونصب الجندي المجهول، وساحة الاحتفالات الكبرى . وهي الآنعلى مشارف الانجاز الكامل . وستتسلمها (أمانة العاصمة) قريباً. ولغرض ادارتها وتشغيلها ،تم تشكيل (هيئة المنشآت العامة) . وقد تمت تسميتي رئيساً لهذه الهيئة .

المهمة كانت صعبةجداً ، ولكن لم يكن هناك مجال للرفض . وفي اليوم التالي ، راجعت الامانة ، وتسلمتُ الأمر . وكانت هذه الهيئة تتألف من ورقة تتضمن التشكيل ، وشخص واحد ، هو (أنا) . وتحركت بأكثر من اتجاه . واتحدث هنا عن واحدة من هذه المنشآت .

مدينة الفن

كان استقراري في ساحة الاحتفالات الكبرى . وعملياً كنت مديرها . توجهت نحو منشأ لا أعرف عنه شيئاً. ولم يكن بصحبتي إداري أو فني واحد . جميع العاملين في الشركة كانوا صغار الجسم ، إلا يابانياً واحداً ، كان ضخم الجسم ، ويزيد طولهً عن مترين .لذلك اسماهُ زملاؤه (جمبو) . وبصحبة (الجامبو) تجولتُ بالمشروع .. وبدأت بجمع المعلومات عنه .

كان التوجه ان تماثل هذه الساحة ميدان السلام السماوي في بكين ، او الساحة الحمراء في موسكو .

وفعلاً كانت فيها مزايا عديدة ،منها : المحطة الليزرية ، والتي أريدلها أن تكمل جَوَ الاحتفال في السماء .. وكذلك التكييف في فضاءآت مفتوحة

المجمع السياحي

ضم هذا المجمع سينما ومسرحاً وقاعة عرض فنية ، ومطعماً . وكل هذه المنشآت من الدرجة الممتازة .

وفي صيف عام 1984 ، فُتحتْ هذه المنشآت للارتياد العام، وبوشر بتأجير منشآتها .. وعُهدت ادارة السينما والمسرح للمؤسسة العامة للسينما والمسرح . فزارها الاستاذ عما نوئيل رسّام . وتولى ادارة المسرح الفنان القدير جعفر السعدي وبُدئ بتشغيل السينما بعرض أفلام قوية ، منها : (السلمندر The salemender  ) . وهو فلم ايطالي يؤدي دور البطولة فيه، الممثل الايطالي المشهور (فرانكو نيرو) . وفلم عن حياة (جاكلين كيندي) ، زوجة الرئيس الامريكي الراحل الذي أُغتيل في عملية مشهورة .

يوم حزين ..

يعرض الفلم جانباً من ممارسات (المافيات) في ايطاليا ويبدأ بصوت اطلاقات ،تستهدف رئيس اركان الجيش الايطالي . وبين الانكليز والترجمة يبدأ الفلم :

(It waq a sad day un itaiy….)

أما المسرح ، فقد عهدت ادارته الى الاستاذ جعفر السعدي وافتتح بعرض مسرحية (الحصان) ، وهي مسرحية تؤديها ممثلة واحدة ، هي الفنانة المعروفة (سناء جميل ) .

الناهي .. وعبد الرحمن عناد ..

وصاحب تشغيل الساحة للارتياد العام ، نشاط اعلامي (صحفي وتلفزيوني ) .فعن طريق صلاتي زارتنا وفـــــــــــود اعلامية . الزميل الدكتور صباح الناهي ، التقاني في الساحة موفداً من جريدة الجمهـــــــــورية . قال : طلبوا مني التوجه للـــــــــساحة للكتابة عن مدينة الفن. أقنعني بوجود مدينة للفــــــــن ، وبالحديث عنها . وفي نهاية اللقـــــــــــاء عاد الناهي بالحصيلة ، وتركني في الساحة ابحث دون جدوى -عن مدينة الفن؟!وقصد الساحة الصحفي عبد الرحمن عناد ، موفداً من جريدة الجمهورية ، والصحفية عفاف عبد الرحمن من مجلة (ألف باء)