Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فنجان ابو الهيوة
الثلاثاء, تموز 16, 2013
ازهر جرجيس

 

مع اني لا احب شرب القهوة ولكني سأحدثكم عن فنجان ابو الهيوة.
لا اعني هنا فنجان قهوة بل شخصاً اسمه فنجان يعمل منظفاً في البلدية.
فنجان رجل خمسيني ذو بشرة سوداء يستنكف منه الكثير من اهالي المدينة بسبب لونه وخلقته الدميمة.
حتى دأبت الكثير من النساء على تخويف اطفالهن بفنجان (تنام لو اصيحلك ابو الهيوة) وابو الهيوة كنية فنجان التي الصقت به لأنه يجيد رقصة الهيوة.
بالطبع انا اتحدث عن مدينة كل سكانها مسلمون يتسابق شيوخها مع شبابها على مسجدها الصغير.
في رمضان الكل صائم والكل يتحلى بالأيمان ويتحدث عن الفضيلة. واذا دخلت سوق المدينة لن تعثر على ستكان شاي ولو كنت مسافراً لألف فرسخ فالمطاعم والمقاهي مغلقة بأمر البلدية.
عند الفواتح والأعراس ينادى على فنجان الأسود ليخدم المعزين او المهنئين، يصب قهوة، يشيل صينية شاي، يكنس الچادر.... الخ وعند موعد الطعام لا يشاركهم طعامهم بل يقف خارج المضيف حتى ينتهي الآخرون من الأكل ليلم ما بقي بكيس ويأخذه لعياله.
ابو الهيوة كان يعاني او لا يعني اذ لم يسأله احد عن مشاعره، لكنه حتماً كان يشعر بالنبذ والعنصرية في التعامل.
شكله القبيح ولونه الغريب جعلا منه محط نبذ وقلة احترام من قبل اهالي المدينة "المؤمنين" مع العلم هو من ينظف اوساخهم ويحمل ازبالهم.
طيب ما الذي ذكرني اليومَ بفنجان ابو الهيوة؟!
انا اقول لكم ما الذي ذكرني به. لقد طُرِقَ بابي اليوم ولأول مرة منذ سنين، من؟ انه جاري الجديد عبد الرحمن وزوجته كريستينا.
عبد الرحمن شاب صومالي من ريف مقاديشو هاجر الى النرويج قبل خمس سنين، تزوج من شابة نرويجية تدعى كريستينا. الفرق بين عبد الرحمن وكريستينا كالفرق بين الليل والنهار، فهي شابة جميلة جداً زادها الحجاب فتنةً بعدما ادخلها عبدو الى الأسلام، بينما عبدو فهو ليس اجمل من فنجان ابو الهيوة.
جاء الشابان ليلقيا التحية عليّ ويدعواني الى مشاركتهما وجبة افطار الليلة كعربون محبة.
لبيت الدعوة ودخلت بيت عبد الرحمن الصومالي لأجده يعيش كباقي خلق الله بل افضل.
كل شيء يحتاجه هذا الصومالي الأسود قد وفرته له الحكومة النرويجية.
بل لم يفتأ عبدو عن وصف سعادته في هذا البلد وما يلقاه من حميمية في التعامل من قبل الشعب النرويجي، علماً بأنه شعب لا يدين ثلثاه بدين، والثلث المتبقي يتعامل مع الدين كتعامله مع التراث.
فما الفرق اذن؟ ولماذا يشعر ابو الهيوة بالنبذ هناك بينما يشعر عبدو بالسعادة هنا؟!
هل العلّة في الدين؟ لا اظن ذلك فالأسلام يقول لا فرق بين ابيض واسود ويقول الناس سواسية كأسنان المشط؟
ام العلّة في المجتمع وثقافته التي تصف كل سيء باللون الأسود، فترانا نقول ليومٍ وقعت فيه مصيبة (كان يوم اسود) وعندما نندب حظنا نقول (حظي اسود مصخم) لا بل جعلنا من الأسود شعاراً للحزن والمصائب حتى بات لازمةً لكل سيء؟
انا لا ادري اين العلة لكني اليوم رأيت بعيني كريستينا الجميلة تقف اجلالاً واحتراماً لعبد الرحمن الصومالي، ورأيت انها تتعامل معه بشكل طبيعي جداً غير مشمئزةٍ من شكله، ورأيت وجه عبد الرحمن قد بدا جميلاً باسماً كلما نادته كريستينا بعربية مكسرة (تئال هابيبي).
لذا اقول لمن ينظر لفنجان وغير فنجان بنظرة دونية وهو يدعي الأيمان، اقول له تعال وتعلّم من كريستينا معنى الأيمان.. تئال هابيبي.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45845
Total : 101