نقرأ في كتاب الله الكريم: [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] ( البقرة: ( 30
من المقصود بالخليفة هنا؟
المسلمون فقط؟ لا
الخلفاء الراشدون حصراً؟ كلا
أتباع المذهب السني أو الشيعي على التعيين؟ لا
السلفيون ومنهم داعش؟ بالتأكيد لا
قائد داعش الملقب بالخليفة؟ استغفر الله على مجرد التفكير بذلك.
الخليفة هنا هو الإنسان، وكل بني آدم، أي المسلمون وأتباع الديانات السماوية الأخرى وكذلك الوثنيون واللادينيون.
يقول البغوي في تفسيره: ( والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه)
كل البشر لآدم، وهم خلفاء الله أيضاً، لا بالإيماء أو التنصيب أو الشورى أو اختيار أهل الحل والعقد أو بالقهر كما فعل الدواعش، وإنما بالنص الرباني، الواضح الصريح، وهم خلفاء قبل أن يختار المسلمون بطريقة أو أخرى خلفاء عليهم.
عندما ادعى قائد داعش لنفسه وحده خلافة الأرض خالف القرآن الكريم الذي ينص على أن كل البشر خلفاء الله في أرضه.
لا يستوي البشر في خلافة الله على الأرض، ثلة منهم مستحقون لها، وأكثرهم مقصرون في اداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها، وكثيرون مخالفون لأحكامها، ويفترض في المسلمين أن يكونوا القدوة بين البشر الخلفاء ، لكن ذلك غير متحقق وللأسف.
يتبين من الآية الكريمة أن أسوء الشرور التي يمكن للبشر اقترافها هي سفك الدماء والإفساد، والأظلم في حق الله من يدعي أن سفكه للدماء وإفساده في الأرض طاعة لله، فهو يلبس أعظم الحق بأردأ الباطل، وهو ما تفعله داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية السلفية.
الواضح أن داعش قد خالفت القرآن الكريم في تطبيق مفهوم الخلافة، وتمردت على سنة الله في الآولين والآخرين القاضية بإحياء الخلق والإصلاح، كما شوهت وحرفت داعش دين الإسلام القيم بادعائها أن سفكها للدماء وإفسادها في الإرض أفضل الجهاد في سبيل الله ونصرة دينه.
(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)
مقالات اخرى للكاتب