Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حق الحياة هو ما نصه الله لإنسان!.. بقلم صباح بهبهاني
الجمعة, آب 16, 2013








المقدمة| إنَّ الحقوقَ في الإسلامِ مُصانَةٌ، والمؤمنُ الحقُّ هو مَن عَرَف الحقَّ والتزمَ بهِ وصانَه، فما أرسلَ اللهُ الرسلَ وأنزلَ الكتبَ إلاَّ لإحقاقِ الحقِّ وإقامَةِ العدلِ؛ فلا يُضَيَّعُ على صاحبِ حقًّ حقُه، بل يجبُ أداؤُه لَهُ بكلِّ أمانةٍ ودقَّةٍ، وبذلكَ يعمُّ الحبُّ وينتشرُ الصفاءُ، وتنعدمُ البغضاءُ وينمحي الجفاءُ...

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة /32

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الحديد /25

(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/29

(وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) النساء /36

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب /56

أكّدَ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- شرعية وجوب إعطاء كل ذي حق حقه ـ هذا الحقَ ووثَّقَه، وثبَّتَه وحقَّقَهُ، ففي خطبةِ الوداعِ في حجةِ الوداعِ قال : (( إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا، ألا هل بلَّغْتُ))؟ .

إنَّ الحقوقَ في الإسلامِ مُصانَةٌ، والمؤمنُ الحقُّ هو مَن عَرَف الحقَّ والتزمَ بهِ وصانَه، فما أرسلَ اللهُ الرسلَ وأنزلَ الكتبَ إلاَّ لإحقاقِ الحقِّ وإقامَةِ العدلِ؛ فلا يُضَيَّعُ على صاحبِ حقًّ حقُه، بل يجبُ أداؤُه لَهُ بكلِّ أمانةٍ ودقَّةٍ، وبذلكَ يعمُّ الحبُّ وينتشرُ الصفاءُ، وتنعدمُ البغضاءُ وينمحي الجفاءُ، يقولُ اللهُ تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الحديد /25 . إنَّ الإنسانَ لا يستطيعُ أن يصلَ إلى ما يتطلَّعُ إليهِ من كمالٍ ماديٍّ وارتقاءٍ روحيٍّ، وتقدّمٍ ورُقيٍّ، وسموٍّ وعلوٍّ، إلا إذا توفّرَت له جميعُ عناصرِ النموِّ، ومنها الحقوقُ والوجباتُ المتبادلةُ

وإن حق كل كائن حي له حق الحياة في شريعة الله والكتب السماوية وخصوصاً في طليعة الحقوق التي ضمنها الإسلام للإنسان هو حق الحياة

فهذا الحقُّ مُصَانٌ ومكفولٌ لكلِّ إنسانٍ، بِغَضِّ النظرِ عن لونٍ أو جنسٍ أو لسانٍ، فالاعتداء على هذا الحقِّ جرمٌ شنيعٌ، وتصرّفٌ مُرِيعٌ وسلوكٌ جدُّ فظِيع، ويكفي للدلالةِ على شناعَتِه وفظاعتِه أنَّ قتلَ نفسٍ واحدةٍ هو كقتلِ الناسِ جميعاً، يقولُ اللهُ تعالى : (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة /32 . لذلك حرَّمَ الإسلامُ الاعتداءَ على حقِّ حياةِ الآخرينَ، بل حَرَّمَ الاعتداءَ على الَّنفْسِ، فقاتلُ نفسِه خَسِرَ دنياهُ وأُخرَاه وذلكَ هوَ الخسرانُ المبينُ، لقدَ خَسِرَ دنياه لأنَّه حَرَمَها حقَّ الحياةِ، وخَسِرَ أُخرَاهُ لأنَّ اللهَ حرَّمَ عليهِ الجنَّةَ، وجعَلَ النارَ مثواهُ ومأواه، يقولُ – صلى الله عليه وآله وسلم – : ((كانَ فيمن قبلَكم رجلٌ بهِ جرحٌ فَجَزعَ فأخذَ سكيناً فَحَزَّ بها يدَيهِ، فمَا رَقَأ الدمُ حتى ماتَ، قالَ اللهُ تعالى: بادَرَني عبدي بنفسِهِ حَرَّمْتُ عليهِ الجنةَ))، ويقولُ اللهُ تعالى : (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء /29. الأعزاء ألفت أنظاركم إن الإنسانَ جسدٌ وروحٌ، وكما أنَّ

للروحِ حقَّها فللجسدِ حقُّه كذلك، والإنسانُ إنسانٌ بكاملِ شَطْرَيْه، فالاعتناءُ بالروحِ على حسابِ الجسدِ، أو بالجسدِ على حسابِ الروحِ خطأٌ مُبينٌ، وتصرفٌ مُشينٌ. إنَّ الاعتناءَ بالاثنَينِ معاً هو التوازنُ الذّي ينشدُه الإسلامُ في كلِّ أُمورِه، واختلالُ هذا التوازنِ يضرُّ الإنسانَ ولا ينفعُه، ويهبطُ به ولا يرفعُه. إن الجسمَ النضيرَ، والبدنَ القديرَ هو خيرُ عونٍ للإنسانِ على عمارةِ دنياه وأُخراه، فالإنسانُ السويُّ القويُّ هو أكثرُ تجاوباً مع الحياةِ وأقدرُ على أداءِ مطالبِهِ الحياتيةِ، وشعائرِه الدينيةِ، ولذلكَ كانَ أحبَّ إلى اللهِ، يقولُ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- : ((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ))، والمؤمنُ الذي يملكُ بدناً سليمَ الحواسِّ وجسداً صحيحَ الأعضاءِ سيمضي في حياتِه بعزيمةٍ ومَضَاءٍ، فيُحسنُ عمَلَه ويحقّقُ أمَلَه. إن الإسلامَ أمَرَ بمحاربةِ المرضِ إنْ وَقَعَ، كما وضعَ العوائقَ والموانعَ أمامَه طلباً للعافيةِ والسلامةِ، فإذا كانَ ثَمَّةَ مرض فالتداوي واجبٌ لا يجوزُ إهمالُه .. وإن من واجب الدولة أن تكون سبقتاً لبناء المستشفيات والمستوصف ولرعاية سلامة الموطنين صحتهم ،ويقولُ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- : ((إن اللهَّ أَنزلَ الداءَ والدواءَ وجَعَلَ لكلِّ داءٍ دواءً فتداووا))، وإن كانَ ثمَّةَ خشيةٍ من حدوثِ المرضِ ووقوعِه فالوقايةُ أمرٌ مشروعٌ، يقولُ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- : ((إذا سَمِعْتُم بالطاعونِ ظَهَرَ بأرضٍ فلا تدخلُوها، وإذا وقعَ بأرضٍ وأنتمْ فيها فلا تخرجُوا منها))، ويقولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- : ((لا يورِدَنَّ مُمْرِضٌ على مُصِحٍ)) -أي مَنْ كانت إبِلُهُ مريضةً فلا يجعلْها تردُ الماءَ مع الإبلِ الصحيحةِ حتى لا تنتقلُ العدوى إليها ـ

وإن من الحقوق التي يجب صيانتها حق العرض ؛ فالخوض في أعراض

الناسِ جريمةٌ نكراءُ وفعلةٌ شنعاءُ، وقد أكّدَ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- هذا الحقَ ووثَّقَه، وثبَّتَه وحقَّقَهُ، ففي خطبةِ الوداعِ في حجةِ الوداعِ قال : (( إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا، ألا هل بلَّغْتُ؟)). إنَّ استطالَة المرءِ في عِرْضِ أَخيهِ إثمٌ وبهتانٌ عظيمٌ، يقول الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- لأصحابِه : ((تدرون أربى الربا عند اللهِ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ، قالَ: فإنَّ أَربى الربا عندَ اللهِ استحلالُ عرضِ امرئٍ مُسلِمٍ))، ثم قرأَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم- : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً

وإن المتعارف في الواجبات والقيم الإسلامية يجب أن يبعد الضرر على الجامعة أنظر إلى كتاب الكافي رضوان الله عليه في : 2 /666 باب حق الحوار وتفسير حديث ” ولا إضرار في الإسلام ” ـ وكما يذكر أن مرجع حق الجار على جاره أو الأخ المؤمن على أخيه : المحافظة على مقام الأخوة والجوار وعدم التصدي إلى ما ينافيه. ويقول خير الثقلين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وآله ( ما زال جبريل يوصيني بالحار حتى ظننت أنه سيورثه ).
وأن كل هذه الحقوقِ التي يجبُ صيانتُها بحقُّ الجار، فمِنْ حقِّ الجارِ على جارِهِ الإحسانُ إليه، وقد قَرن اللهُ عز وجل حقَّ الجارِ بحقِه سبحانه في العبادةِ، يقولُ اللهُ تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) النساء /36 .، إنَّ الجارَ أقربُ الناسِ إلى جارِه، وهو أَعلمُ وأَدرى بأسرارِه وأخبارِه، فصيانةُ حقِّ الجارِ إيمانٌ وإهمالُه خروجٌ عن الإيمانِ، يقولُ الرسولُ -صلى الله عليه وآله وسلم- : ((واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ، قيل : مَنْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه)) يعني شرَّه ويقول الشيخ أبو علي الطبرسي

في معرض تفسيره لهذه الآية : (لما أمر سبحانه بمكارم الأخلاق في أمر اليتامى والأزواج والعيال ، عطف على ذلك بهذه الخلال المشتملة على معاني الأمور ومحاسن الأفعال ، فبدأ بالآمر بعبادته ، فقال : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ) أي وحّدوه ، وعظّموه ، ولا تشركوا في عبادته غيره ، فإنّ العبادة لا تجوز لغيره ؛ لأنها لا تستحق إلاّ بفعلِ أصول النِعَم ، ولا يقدر عليها سواه تعالى ، ( وبالوالدين إحسانا ) ، أي فاستوصوا بهما برّاً وإنعاماً وإحساناً وإكراماً ، وقيل : أنّ فيه إضمار فعل ، أي وأوصاكم الله بالوالدين إحساناً ، ( وبذي القربى واليتامى والمساكين ) ، معناه : احسنوا بالوالدين خاصة ، وبالقرابات عامة ، يقال : أحسنتُ إليه وأحسنتُ به ، واحسنوا إلى المساكين فلا تضيعوهم ، أعطوهم ما يحتاجون إليه من الطعام والكسوة وسائر ما لابدّ منه لهم ، (والجار ذي القربى والجار الجنب ) ، قيل معناه : الجار القريب في النسب، والجار الأجنبي الذي ليس بينك وبينه قرابة ـ إلى أن يقول ـ : وهذه آية جامعة تضمنت بيان أركان الإسلام ، والتنبيه على مكارم الأخلاق . ومن تدبّرها حق التدبّر ، وتذكّر بها حق التذكّر أغنته عن كثير من مواعظ البلغاء ، وهَدَتْه إلى جمّ غفير من علوم العلماء (مجمع البيان في تفسير القرآن 2 : 98 ).

والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال إصراره على حق الجوار ، تمكن من قلب قيم وعادات المجتمع الجاهلي رأساً على عقب . صحيح أنّ المجتمع الجاهلي كان يحترم الجوَار ويرعى ـ في الاَعمّ ـ حرمته وعرضه وفي ذلك نعم ما قال الشاعر ربيعة بن عامر (مسكين الدارمي في 89هجري ) :

مــا ضـرّ جـاري أن أُجــاورَهُ * أنْ لا يـكـون لـِبـابـِهِ سـتــرُ

أعمى إذا ما جَارتـي خَـرَجـَتْ * حَتى يُواري جَارَتي الخِدْرُ

نَـــاري ونـَــارُ الـجـَّارِ واحـِدةٌ * وإلـيـه قـَبـْلـي يـنـزلُ الـقِدرُ

والخلاصة اعلموا أن التهاون في أداء الحقوق ظلم وخيانة وعقوق ، وكذلك على كل مكلف يجب أن لا ينسى دوره في الانتخابات لإعطاء صوته لمن يكون جديراً لبناء الوطن وإنعاش المواطنين .. وإن لم يذهب فهذا تهاون في أداء الحقوق الشرعية !.

وأن الذين يجبُ إعطاؤُهم حقوقَهم العمالُ وأصحابُ العملِ، فللعاملِ حَقُّه الذي يجبُ صيانتُه، وتلزمُ حمايتُه، يقولُ الرسولُ – صلى الله عليه وآله وسلم- : ((أعطوا الأجيرَ أجرَه قبلَ أنْ يجفَّ عرقَه)) وفي مقابلِ هذا الحقِّ الذي كفلَه الإسلامُ للعامل أوجبَ عليه حقًّا لصاحبِ العملِ؛ لأنَّ كلَّ حقٍّ يقابلُه واجبٌ، فمِنْ حقِّ صاحبِ العملِ على العاملِ الأمانةُ في أداءِ عملِه، وهذا يستلزمُ إتقانَ العملِ وإجادَتَه، وقد جاءَ في الأثرِ: ((إن اللهَ تعالى يُحبُّ إذا عملَ أحدُكم عملاً أن يُتْقِنَه)). ومن الذين يجبُ أن تُتَبادَل الحقوقُ بينهما الزوجُ وزوجتُه، فللزوجِ حقُّه على زوجتِه وللزوجةِ حقُّها عليه، يقولُ اللهُ تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة /228 .. إنَّ المجتمعَ الذي يأْمنُ فيه كلُّ إنسانٍ على حقِّه مجتمعٌ يعملُ الجميعُ فيه بهمَّةٍ وإخلاصٍ ونشاطٍ وحيويةٍ، وذلك ينعكسُ إيجاباً على الحياةِ الاجتماعيةِ والاقتصادية والنفسيةِ، وفي ظلالِ هذهِ المعطياتِ الإيجابيةِ لترسيخ الحُبُّ والإخاءُ، وبها تنمحي الأثرةُ والأنانيةُ، ويزدهرُ الاقتصادُ ويعمُّ الرخاءُ، ويصبحُ الجميعُ آمنينَ، ويَمْسُونَ مُطْمَئِنينَ، وينامونَ متفائلينَ، فلا مكانَ للقلقِ، ولا سببَ يدعو إلى أَرَقٍ. إنَّ المرءَ إذا اطمأنَّ على وصولِ حقوقِه إليه انطلقَ في مناكِبِ الأرضِ يُعَمِّرُ ولا يُدَمِّرُ، ويَبني ولا يَهْدِمُ، يَقصِدُ نفعَ نفسِه ونَفْعَ غيرِه، يدفعُه التفاؤلُ والأملُ إلى قولِ الخيرِ وإصلاحِ العملِ .

ويجب علينا أن نودي الحق إلى كل ذي حق حقَّه،وخصوصاً هؤلاء ضحايا النظام المقبور ـ حتى نسْعَدُ ويَسْعَدَ غيرُنا ويَعُمّ النفعُ والخير للوطن والمواطنين ، ويجب على جميع المكلفين أن يذهبوا للانتخابات ويصوت لمن يكون الأجدر لخدمة الوطن والمواطنين ، وأن هذا هو حق الوطن والمسؤولية تجاه. وليس لنا سوى أن نذكر الله ونصلى على رسوله وآله كما فرض الله علينا لقوله تعالى :

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب / 56

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ

اللَّهُمَّ أَعِزَّ العراق وشعبه، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين البعثين والإرهابيين والتكفيريين ، وأن على البعض من أمثال أياد أن يتوب إلى الله ويذكروا وطنهم وشعبهم بخير ويتحدوا معهم ويصلحوا ذات البين!! لأن صلاح ذات البين خير الأعمال وحب الوطن من الإيمان. ونعم مال قال الشاعر في هذا الصدد :

وللأوطان في دم كل حر يد * سلفت ودين مستحق .

وإنشاء الله ستظل العراق وطناً عزيزا شامخ الرأس قويا متماسكا مهما تحالفت قوى الشر والضلال للنيل منه ومهما دبروا له من مؤامرات خسيسة لأن شعب العراق يسير على شريعة الله . وكذلك أن العراق قوي بشعبه المحب الوفي الغيور

أدام الله لهذه البلاد الطاهرة بلاد أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام وبلاد الخلافة الراشدين بالكوفة وبلد سيدنا الإمام وخليفة المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام وبلاد ناصر الحق وقامع عروش الظلمة بطل الثوار والأحرار الإمام الحسين عليه السلام .ونسأل الله أن يدم عز العراق ومجده وأمنه وأن يحقق أماني شعبه ونسأل الله يبقي العراق ويجعل منه الحصن المنيع ومعقل من معاقل الدفاع عن العقيدة والتراث والحضارة الإنسانية في كل مكان وزمان لأن العراق بلد الفقه والفقهاء بلد الأئمة عليهم السلام وبلد الفقيه أبو حنيفة النعمان رضوان الله عليه . ونعم ما قال الشاعر العراقي جميل في العراق :

موطناً قد ذبتُ فيه غراما * أُهدي إليكَ تحيّةً وسلاما

لولاكَ لم أكُ في الوجود ولم أشِمْ * بَلَجَ الصباحِ وأسمعِ الأنغاما

أفديكَ من وطنٍ نشأتُ بأرضهِ * ومرحتُ فيه يافعاً وغلاما

ما كنتَ إلا روضةً مطلولة * تحوي الورودَ وتفتق الأكماما

غازلتُ منها في الغُدوّ بنفسَجاً* وشممتُ منها في الأصيل خُزامى .

ويجب أن يكونوا أقويا بتحالفهم وأن هم أقويا بوحدتهم ولأسف أن هذه الأعمال الإرهابية التي تنقاد من قبل الجهات الأمريكية والصهيونية بحلفائها قطر وتركيا وآل سعود والقاعدة وأوجه نصيحتي لكل الفئات العراقية المتخاصمة أن ينتبهوا من هذه المؤامرة التي تحل بالوطن وأن هذه الانفجارات التي هي تقتل جميع العراقيين سوى من المسلمين السنة أو المسلمين الشيعة أو المسيحيين أو اليهود أو الصابئة يجب أن يفهموا بأن كل عراقي هو مستهدف ويريدون إسقاط الدولة والديمقراطية وتقسيم العراق ولأسف أن كثير من الحرامية متواطئ مع المنفذين ويوجهون الإرهابيين مقابل أموال وعلى الشعب أن يتحد مع إخوانه ويكملوا الدعم للجيش والشرطة وبهذا التعاون سوف تقضون على الإرهاب بأذن الله وأن الله يكون عون للعراقيين في محنتهم, ولأسف أن من يسمون أنفسهم نقشبنديه هم ليس عراقيين ولكن هم من الرتل الخامس المغولي وهم لهم اليد في كل تفجيرات كركوك وأن فصائل حزب البعث والقاعدة والنقشبندية هم اليوم اليد المنفذة لهذه الجرائم وتأكدت لأن الاميملات التي يرسلونها لي وتقاريرهم بأعمالهم الإرهابية وأتمنى أن يعوا ويصحوا ويحترموا دماء البشر وأرواح الأبرياء ,وأتعجب من الأمم المتحدة والمنظمات التي تدعي لحقوق الإنسان لماذا لا تردع آل سعود وقطر لتدخلهم في شؤون العراق ومصر وسوريا؟؟

فلمرجو أن لا تفرطوا بالعراق وأوطانكم جميعاً. اللهم ربنا احفظ أوطاننا وأهدي الجميع للحفاظ على وحدته ولا تنسوا إخوانكم ونحن في شهر شوال وهذا شهر بوابة أشهر الحرم أحثكم أن لا تنسوا الأيتام والأرامل والفقراء والوطن نفسه وحمايته من أيدي المتسولين لأنفسهم ويداً بيد للتعاون والتآخي وللعمل لبناء الأوطان ونصرة المظلومين ومحاسبة الظالمين وأرجو من الجميع إهداء ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآله ولروح كل المؤمنين ولروح أمي وأبي ولروح ومحمود والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .




اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50254
Total : 100