في طقطوقه سابقه ساويتُ بين " أبو ما ننطيها " نوري المالكي و " أبو زهوه " ياسر عرفات في إنهما لم يتخذا ولو قراراً واحداً مفصلياً صائباً طيلة سنوات إبتلاء العراقيين و الفلسطينيين بهما و بتسلطهما و فسادهما و جثومهما على صدور العراقيين و الفلسطينيين هذا إلا إذا إعتبرنا ذهابهما للحمام لقضاء الحاجه من القرارات المفصليه الهامه و ما الأحوال المزريه التعيسه البائسه للشعبين اليوم بسبب قراراتهما الخاطئه الغبيه الكارثيه إلا خير دليل على ما أقول.

وفي طقطوقه أخرى تطرقت فيها كيف إن أمم الأوادم المتحضره الراقيه ورغم إنها دول ذات مؤسسات حكم عريقه و راسخه تأثير الفرد ممن يتولى إدارة شؤنها و الحُكُم فيها ليس مهماً كما هو الوضع في الأمم المتخلفه الطايح حظها كما هو حالنا ومع ذلك فإنها تختار الأعلى و الأشد ذكاءً من أبنائها السياسيين لإدارة شؤنها - قد يحاجج البعض بأن جورج بوش الأبن لم يكن كذلك حيث لم يكن على درجه عاليه من الذكاء و ينسون إنه خريج جامعة Yale العريقه و ليس خريج كلية أصول الدين " المرموقه!!!! " أو جامعة " سوك مريدي " الراقيه !!!!!- لأن أخطاء السياسيين تكون دائما قاتله و كارثيه للأمه و غير قابله للإصلاح أو ثمن إصلاحها مكلف جداً بأرواح مواطنيها و فرص تقدمها و مستقبل أجيالها و الدليل هزيمتنا المُذِله الشنيعه التاريخيه أمام الأراذل السفله من إرهابي داعش.

ما دفعني إلى إعادة ذكر الفقرتين أعلاه هو الموقف العدائي الغبي و اللامسؤل الذي إتخذه " أبو ماننطيها " من الصحوات التي أسسها العبقري الجنرال ديفيد باتريوس و التي إستطاعت بقيادة الشهيد الشيخ عبد الستار أبو ريشه أن تقضي على القاعده و تجتثها من أرض العراق و من بيئتها الحاضنه خصوصاً في أيام لم تتجاوز الشهر.

كان من تداعيات القرار الغبي بمحاربة الصحوات هو تهيئة البيئه الحاضنه المناسبه لداعش والتي كان من نتائج عودتها سلسلة الكوارث و المصائب الإنسانيه الغير قابله للحل التي حلت بالأخوه المسيحيين و الأيزيديين و الشيعه الشبك و التركمان و آلاف الشهداء و ضياع أكثر من ثلث مساحة العراق بكل ما تحويه من ثروات و وقوعها تحت سيطرة داعش هذا ناهيك عن التفجيرات اليوميه بالسيارات المفخخه و التي تسببت بعشرات آلاف الشهداء و الإهانه الشخصيه التي أحس بها كل عراقي و الجرح الغائر الصعب الإندمال في كرامتنا الشخصيه و الوطنيه على مستوى العراق الذي تركته هذه الهزيمه الشنيعه و التي إعتبرتها الكثير من وسائل الإعلام من أول عجائب القرن الحادي و العشرين !!!!!! حين هزم 800 إرهابي على 80 بيك أب تويوتا دبل قماره جيشاً من 100,000 جندي و ضابط مسلحين بأحدث الأسلحه الأميركيه الثقيله من دبابات و مصفحات و مدفعيه و طائرات هليكوبتر و غيرها و غيرها من آلاف الأطنان من أحدث أنواع الأسلحه الثقيله و المتطوره .

لقد كان عدد جميع أفراد الصحوات 80 ألف منتسب و راتب المنتسب الشهري 300 دولار أي إن مجموع الرواتب السنويه لجميع الصحوات 288 مليون دولار - ما غنمته داعش من أموال سائله و ذهب من غزوتها للموصل يغطي رواتب الصحوات لخمس سنوات - و هو مبلغ يُمثل أقل من 0.03% من حجم موازنة العراق على إفتراض إن حجم الموازنه هو 100 مليار دولار و هي في الحقيقه أكثر من ذلك كثيراً.

السؤال الذي يجب أن يسأله جميع العراقيين لأبو " ما ننطيها " هل هذا المبلغ التافه و الذي كان السبب الرئيس و ربما الوحيد في كل الهزائم المستمره إلى اليوم أمام إرهابي داعش رغم حالة الإنكار التي يعيشها هو على المستوى الشخصي و التي كان من تداعياتها كل المصائب الكارثيه التي مرت علينا يمثل شيئاً من حجم الفساد الفاجر السنوي لعصابة الحراميه السرسريه و الذي يبلغ أكثر من 90% من حجم الموازنه الإستثماريه و التي لا تقل عن 30 مليار دولار أي 27 مليار دولار هو حجم الفساد السنوي في العراق على أقل تقدير كما ذكر ذلك القاضي النزيه النجيب رحيم العكيلي في حديث مع جريدة الصباح شبه الرسميه و الذي تم إقالته بعد أسبوعين من هذا التصريح و يعرف الجميع ما تعرض له هذا القاضي النزيه بعد ذلك من إتهامات و محاولات لتشويه سمعته و محاكمته بتهم كيديه لأنه كفر و أشار للفساد الهايبر فاجر لسلطة عصابة الحراميه السرسريه و أشار في برنامج سحور سياسي قبل 3 سنوات إن هناك فاسدين في العراق هم فوق القانون و لا نستطيع محاسبتهم.


السؤال الذي يؤكد جوابه حقيقة ما ذكرته أعلاه وهو إن تداعيات القرارات الغبيه للسياسي صاحب القرار غير قابله للإصلاح أبداً، هل تستطيع الحكومه القادمه إعادة تشكيل الصحوات و التي هي الحل الوحيد الناجع لمحاربة داعش بعد الكوارث التي حلت بالصحوات و التصفيات التي تعرض لها منتسبيها و أفراد عوائلهم بسبب تخلي السلطه الفاسده عنهم و تركهم أهداف سهله هم و عوائلهم لإرهابي داعش و القاعده طيلة السنوات الثلاث الماضيه و منذ إنسحاب الأميركان. هل ممكن أن ينسى أفراد الصحوات كيف تنكرت لهم سلطة الحراميه السرسريه ما أن أستقرت الأمور و ظنت بغبائها و قصر نظرها إن الأمر قد حُسِمَ مع القاعده و بناتها من داعش و غيرها.


و لنفترض إننا تمكنا من دحر داعش و أخرجناهم خارج حدود العراق، هل إعتبار ال 1,700 شهيد من شهداء سبايكر و منحهم حقوق الشهداء يعوض أسرهم المفجوعه بخسارة خيرة شبابها ومن يعوض العراق بخسارتهم، هل ممكن أن يعود الإخوه المسيحيون للموصل بعد كل ما جرى و كأن شيئاً لم يحصل، هل ينسى الأخوه الأيزيديون سبي نسائهم و قتل رجالهم، هل ينسوا الموقف الخسيس والحقير لجيرانهم من العشائر العربيه " المسلمه " حين إصطفوا مع إرهابي داعش و أثبتوا إن مقولة إن العرق دساس حقيقه و ليست مجرد قول حين عادوا لطبيعتهم البدويه الهمجيه و قتلوا و سرقوا و نهبوا الذين المفترض إنهم جيرانهم الأيزيديين بما عُرِف عنهم من طيبه و وداعه.

و أخيراً نرجوا من رئيس مجلس الوزراء المكلف و الذي ندعو الله أن يكون فساده مؤدباً و ليس فاجراً كجميييع أسلافه أن تكون باكورة أعماله إنشاء صندوق لتغطية رواتب الصحوات الجديده تتم تغذيته بإستقطاع 10% من سرقات و نهب و رشاوي و عمولات عصابة الحراميه السرسريه التي جاءت به للسلطه و تلك التي ستشاركه السلطه من الأخوه الأعداء النواصب. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و لك الله يا شعب العراق المسكين الأغبر الأثول طايح الحظ و البخت.