عندما يكون ضمير البحر ميتاً، وتعرض أمواجه سوقاً مغرية، وتقيم مهرجاناً لأجساد الشباب المتعبة، ليهاجروا الى الفردوس، بغية العيش الزائف، فيقفز أقزام الساسة عبثاً، لسرقة أعمارهم بتصرفاتهم الخرقاء، التي أحالت العراق رغم ديمقراطيتهم المزيفة، الى ضباب، ودخان، وحديقة حمراء، ووجوه ثكلى، لذا تهافت الشباب على هجرة وطنهم، ظناً منهم بأن نعيم أوربا لا يوصف مطلقاً!
البحر وخفر سواحله، والسلطات الأجنبية، تتحرق شوقاً للإنتقام من الإسلام، لذا لن تعاملوا بعدل، حتى وإن جاءتكم ميركل، وإخوانها من الصليبيين الأوربيين، الذين إستباحوا كل شيء، أرضكم وعقولكم، فأين ذهبت رجاحة عقلكم الغاضب؟ حينما قررتم الهجرة، سواء هرباً أم طمعاً من أجل اللاشيء! فلا تكونوا مفتاح الرذيلة والتبعية، اللذان تستخدمهما أوربا، للنيل من القيم الإسلامية!
المرارة بسبب الفراق عن الأرض، والأحبة، والأصدقاء، والإحتقار والهوان يحكمكم، والذي ستعُاملون به عاجلاً أم آجلاً، هو ما ستلاقونه في مدن الخطايا الأوربية، بيد أن التعامل الدولي مع أزمة الهجرة، أخذ منحىً إنسانياً، ولم يدركوا المخطط التآمري، والضخ الإعلامي حول الظروف، التي دعت هؤلاء الخائفين، للهجرة خارج الوطن الأم، والسبب فقاعة داعش أمامكم، والفساد خلفكم!
أيها المهاجرون: إعرفوا عدوكم، فالهجرة المسمومة، هي حملة صليبية جديدة، تضاف لجرائم أنتجها الإستكبار العالمي، للسيطرة على بلاد المسلمين، فلا يغرنك تقلب ميركل بإنسانيتها، فهي موظفة سياسية نشيطة، تعمل لتسويق فكرة (ألمنة أوربا)، وجعلها الملاذ الآمن للمستضعفين، على غرار التجربة الأمريكية، التي كشرت أنيابها بدعاة التكفير، الذين نتفق جمعينا على أنهم، منتج أمريكي يهودي وهابي بإمتياز!
الشوارع والأرصفة، هي من إستقبلت المهاجرين اللاجئين من سوريا والعراق، ليس محبة بهم وبعربيتهم، بل لأنها تضع في إستراتيجيتها، أن هذا الطابور الطويل المنهك من الحروب، سيتم تفعيله في مجالات دعائية، مستفيدة من الوضع الدولي الجديد، الذي فرضه تواجد داعش في كل مكان، وهي بذلك تهيأ خط دفاع من جنسهم للقضاء عليهم، وبذلك تحافظ على جنسها النازي المختار!
ساسة اليوم ليس لديهم الشجاعة الكافية، لقراءة الحدث جيداً، لأن ما يهمهم هو المماطلة والتسويف، في عدم الدفع بالعجلة الإصلاحية الى الإمام، فهذا يؤثر على مدخولاتهم الحرام، أما المهاجرون فإنهم يقولون: إن هؤلاء الساسة هم من دفعونا للهجرة، فلم نذق طعم حريتنا، وعليه فالهجرة أولى لنا، رغم أن المرارة والإحتقار، هما من يحكمان في البحر!
جميل هو السفر الى بلدان العالم، والإطلاع على ثقافاتها وحضاراتها، فالتلاقح الفكري مطلوب، ولكن ما أجمل أن تسافر بين أصدقائك في الشارع والزقاق، الذي حمل قصص البراءة، والعفوية، والحمية، والغيرة في مدينتك، ألا تشتاق الى مدرستك، ومعلمك، وصديقك، ووالدك؟ ألم تهزك دمعة والدتك الحنونة؟ ألم تشتاق لدجلة والفرات؟ لذا عد أيها المهاجر فعراقك وأهلك بإنتظارك!
مقالات اخرى للكاتب