المجتمعات الإسلامية عموما والعربية خصوصا هي اقل المجتمعات حركة واقلها تغيرا وتبدلا لان الانسجام فيها غير متكامل مع وجود عادات وتقاليد موروثة مقبولة من قبل الجميع لا يفكر احد في الخروج عليها أو رفضها كذلك وجود صور من الولاء للطائفة والقبيلة وحتى المكان الذي يعيش فيه الفردولا يفكر احد في استنكارها أو الخروج عليها كذلك هناك صنوف من العمل في طلب الرزق بدائية وقليلة التنوع عكس المجتمع المدني المتقدم الذي يفكر الكثير من شبابنا الرحيل إليه كونه مجتمع يتفاعل الفرد فيه مع الجميع مع وجود أصناف مختلفة من صنوف العمل ووعادات وتقاليد أكثر انفتاحا وحريةً.
و يتحمل الحكام والسياسيون في العالم العربي والإسلامي اليوم مسؤوليات كبيرة في قيادة مجتمعاتهم وشعوبهم وعليهم أن يفضحوا الإرهاب وفكره التكفيري والناهبين والفاسدين لثروة الشعب في بلدانهم كون عالمنا الإسلامي لديه قوى ثقافية وأخلاقية كامنة في جذوره التاريخية وتقع مسؤوليات كبيرة فيه على علماء الدين والمثقفين والسياسيين والجمعيات الإنسانية والمجتمعية وأصحاب الأقلام والخطباء من اجل إيقاف مسلسل الدم اليومي وسلب المال العام وثروة الشعب وانتزاعها من أفواه الفاسدين وهذا ما تقوم به المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف من خلال خطب الجمعة الأسبوعية من توجيهات رشيدة للحكومة والبرلمان وعموم الشعب.
وتوجد في العراق اليوم حقائق لا سبيل لإنكارها الحقيقة الأولى : صحوة الشعب بعد سبات دام أكثر من عشر سنوات وهو اليوم يطالب بعلاج ناجع للإمراض الوبائية التي خلفها حكامه منذ سقوط النظام في نيسان عام 2003م حتى اليوم بعد الهيمنة السياسية والثقافية على كافة مفاصل المجتمع من قبل بعض الأحزاب المتأسلمة و المتنفذه في المجتمع العراقي وحتى وان أجريت انتخابات شهرية في العراق فسوف تفوز نفس الوجوه الكالحة التي تحكمنا ألان ووالحقيقة الثانية : مزاعم الديمقراطية التي يطلقها البعض مزاعم واهية ومتناقضة فهم من جهة يرفعون راية الديمقراطية ويناشدون بها ومن جهة أخرى لا يتجرؤون على تلبية مطالب الشعب وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية لقواه الوطنية.
فالعالم الغربي وأمريكا وصناع الفكر السياسي الغربي اليوم فتحوا باب الهجرة للشباب العراقي والسوري بعد تدمير بلدانهم من قبل داعش وأخواتها وهاجر الكثير منهم إلى دول الاتحاد الأوربي الذي من الممكن أن تستوعب 120 إلف لأجيء تأخذ ألمانيا الحصة الأكبر منهم 40 إلف لأجيء خلال هذا العام بعد أن خصصت 6 مليار يورو وعدلت بعض قوانينها لغرض استيعاب تلك الأعداد من المهاجرين وليست حبا فيهم كما يفهم البعض وإنما أشارات الدراسات الآستراتيجية أن نفوس ألمانيا البالغ 82مليون نسمة حاليا سوف يتناقص إلى 70 مليون نسمة عام 2060 سبب تزايد نسبة المسنين في تلك البلد مع وجود نقص واضح بالقوى العاملة الألمانيةوومن المتوقع نزوح مليون مواطن خلال الأعوام القادمة بعد أن أكدت المفوضية العليا للاجـــــئين عبور 433 إلف مهاجر إلى أوربا عبر البحر المتوسط من خلال ايطاليا واليونان خلال العام الحالي. هذه الهجرة ليست هي بالجديدة على الشعب العراقي فمن خلال تجربتي المتواضعة في الحياة هو إني : نويت الهجرة إلى بلدان العالم الشرقي آنذاك (بلغاريا) في شهر أب 1980 م بعد أن أخذت رسالة من إحدى أخواتنا الموظفات العاملات معي لأخيها اللاجئ في بلغاريا وهو يعيــــــــش في مدينة (روس Ruse ) شمال شرق بلغاريا تبعد عن العاصمة صوفيا 310 كم وبعد الوصول إليه رحب بي وطلب مني البقاء و اللجوء إلى بلغاريا لكني رفضت الفكرة في حينها بسبب وضعي المادي الجيد واستقرار الوضع العراقي آنذاك ولكن بعد عودتي إلى العراق بشهر واحد بدأت الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات ولم استغل هذه الفرصة التاريخية التي منحت لي لتبدأ بعدها حرب الكويت ومسلسل الحروب الحالية حتى يومنا هذا …. لذا لا بد من التفكير في حلول واقعية لمشاكل مجتمعنا وخاصة شريحة الشباب من خلال توفير فرص عمل لهم تتلاءم مع اختصاصاتهم الدراسية بعد تنشيط الصناعة والزراعة والسياحة الدينية لأن طموحات المجتمعات في تكوين الأفذاذ القادرين على دفع عجلة التقدم فيها يجد جذوره العميقة فيما تقدمه هذه المجتمعات من عناية تربويه وثقافية ومهنية لهم ووان طموحات مجتمعنا العراقي بحاجة إلى قفزة سريعة في معارج التحديث ومراقي العلم والتكنولوجيا وان تكًوين روح الخلق والإبداع غدا مطلباً أساسيا من مطالب التربية والتعليم في العالم المعاصر.وكما قال سيد البلغاء علي أبن أبي طالب (ع) (( الفقر في الوطن غربة ووالمال في الغربة وطن )) لان الكثير من شبابنا المهاجر لبلدان أوربا يبحث عن العلم والمال والخدمات والعيش الرغيد والتقدير المفقود في بلداناوبعيدا عن المفخخات والمليشيات والبطالة والكلام المعسول الذي يطلقه البعض من خلال منابر الخطب والصحف والمجلات والفضائيات المنتشرة في جسد الأعلام العراقي.وأخيرا أتوقع من السيد العبادي الخروج على المتظاهرين ليقول لهم ( الهجرة ثم الهجرة ثم الهجرة ) بعد فشل خططه الإصلاحية.والشعب يردد معه ( الله أكبر للهجرة خطواتنا ).
مقالات اخرى للكاتب