من المؤكد أن وزير خارجية روسيا لافروف لم يصرح عبثا ، محذرا من احتمال تعرض العراق إلى هجمات بالكيماوي من قبل تنظيم " القاعدة " ، فالرجل يمثل دولة اشتهرت بالنشاطات المخابراتية والتجسسية الواسعة و بدقة المعلومات لأجهزة مخابراتها وعملائها المنتشرين في كل أنحاء العالم ، نقول إن الرجل ما كان ليصرح محذرا لو لم يتأكد من النوايا الجدية للإرهابيين في مهاجمة العراق كيماويا والاستعدادات الجارية لتنفيذ ذلك الهجوم ..
و نحن على يقين بأنه حتى المخابرات المركزية الأمريكية على علم بذلك ، غير أنها سوف لن تحذر العراق ،مثلمالا تحذرها بخصوص العمليات الإرهابية اليومية علىعكس من دول أخرى كالسعودية و تركيا واليمن أو باكستان أو الأردن ، لأن الإدارة الأمريكية قررت توريط العراق بلعنة القاعدة الأبدية وأنها لهذا السبب والغاية جلبتهم إلى العراق ..
ولكن حتى بدون تحذير روسي كان يجب توقع أمر من هذا القبيل فتنظيم القاعدة و حلفائها من البعثيين قد قرروا القضاء على الشيعة العراقيين ، وأنهم سوف يلجئون إلى استخدام ليس فقط الأسلحة الكيماوية فقط و إنما حتى الأسلحة النووية ــ لو توفرت لهم و أصبحت تحت تصرفهم ـــ بغية القضاء على الشيعة العراقيين و تفريغ العراق منهم ..
ولكننا في نفس الوقت نفترض بأن العباقرة المخضرمين من ذوي الأذان الطويلة ، من المشرفين على شؤون الأمن في العراق لا يخطر على بالهم قطعا ، أمر لجوء القاعدة إلى استخدام السلاح الكيماوي ضد العراق ، لكونهم في واد و شؤون الأمن في واد أخر ، وهم منتشون بسلطاتهم و امتيازاتهم ، منتظرين وقتهم ليغادروا العراق محملين بأكياسهم المليئة بالذهب و الدولار ..
لهذا فليس من المستبعد قطعا أن يفاجئ القاعدة العالم باستخدامه السلاح الكيماوي بشكل محدود وعلى نطاق ضيق و مرارا وتكرارا في العراق ليكون شيئا فشيئا ، أمرا واقعا ، مسلما له مثلما الأمر للتفجيرات اليوميةالحاصلة في العراق .
إذ فمن منا كان يتوقع بأن تحدث في العراق تفجيرات يومية وفي معظم مناطق العراق دفعة واحدة و بشكل وشبه يومي مثلما الآن ؟!..
و ذلك بسبب عجز الأجهزة الأمنية و الأمية المهنية لقادتها الفاشلين بكل امتياز و جدارة منقطعة النظير ؟!..