هل يمكن أن يذهب حلم المونديال فى لحظة ؟! ، نعم 90 دقيقة كانت كافية لذلك ، وستبقى 90 دقيقة أخرى فى القاهرة ، لكن فى ظنى و فى يقين كثيرين غيرى أنها ستكون بلا جدوى ، وبدون أى فائدة ، فسفر المنتخب الغانى الى البرازيل العام المقبل قد بات أمراً شبه محسوم.
سداسية ثقيلة لم يكن يتوقعها اكثر المتشائمين بنتيجة مبارة كرة القدم بين منتخبى مصر وغانا فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل ، نتيجة لن تُمحى بسهولة من ذاكرة الكرة المصرية ، و أشعلت حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعى مازالت مستمرة و أعتقد أنها ستتواصل حتى مبارة العودة بالقاهرة و بعدها وصولاً الى توقيت مونديال البرازيل.
لكن أبرز ما قد يلفت النظر هو التنويهات التى كانت تبثها شبكة الجزيرة الرياضبة على شاشتها اثناء المباراة ، فالجزيرة قامت ببث مباريات المنتخبات العربية الثلاث "الجزائر و تونس و مصر" على قنواتها المفتوحة ، وبالرغم من ذلك فقد قام التلفزيون المصرى الحكومى ببث المباراة على قنواته الأرضية المفتوحة ، وهو ما يعد إنتهاكاً لحقوق البث التى تملكها الجزيرة حصراً ، وقبل التساؤل عن السبب الذى دفع مسئولى التلفزيون إلى إتخاذ مثل هذا القرار الذى يظهر أنهم لا يعرفون شيئاً عن أبسط القوانين التى تنظم عملهم ، فمن الضرورى أن نقتبس بعضا من تصريحاتهم الغريبة التى أدلوا بها لبعض وسائل الاعلام المحلية.
فرئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصرى يرى أن ما قام به هو مجرد معاملة بالمثل لما قامت به قنوات الجزيرة الاخبارية من بث لمدة 41 يوماً من خلال سيارات بث للتلفزيون المصرى دون أن تعوض التلفزيون المصرى عن ذلك بأى "مليم" ، كما أنها ــ قاصداً الجزيرة الاخبارية ــ تمارس نشاطها على الاراضى المصرية بدون ترخيص و بالمخالفة للقوانين المصرية !
فى الواقع إنه لا يجب معاقبة المسئول عن إتخاذ قرار البث لمخالفته لأبسط القوانين المتعارف عليها والتى من المفترض ان معرفتها من صميم عمله ، ولكن أيضا على مثل هذه التصريحات التى أدلى بها والتى تؤكد أن إستهتاره بهذه القوانين والتى قد تعرض تلفزيون الدولة الى دفع غرامة مالية كبيرة سيتحملها الشعب المهموم بهزيمة منتخبه والمقهور بفعل الأحداث السياسية المتوترة، ربما لو كان المنتخب قد فاز لتم التغاضى عن الغرامة وتم تسويتها سراً فى غمار الأفراح بالفوز ، عموما قالها الأجداد قديما: المال الحرام لا يدوم .. وبالقياس فإن البث الحرام لا يدوم .. فكانت الهزيمة ثقيلة جدا للدرجة التى تمنى فيها المشجعون المصريون ان تنتهى المباراة قبل أن يتم تسجيل الهدف السابع !
لكن اذا كان ما فعله التلفزيون المصرى وما تم الادلاء به من تصريحات لمسئوليه قد جلب لهم طوفان من السخرية لا يقل عن السخرية من اداء المنتخب الهزيل و الهزيمة الثقيلة ، فإن ما تعتزم لجنة الحريات بنقابة المحامين أن تفعله سيكون له النصيب الأكبر منها ، فاللجنة منشغلة ألان بإعداد مذكرة بالمستندات "الدامغة" كى تقدمها الى الفيفا لإلغاء مباراة مصر وغانا ، مطالبة بإعاداتها فى دولة اوربية محايدة ، و أهم النقاط التى ترتكز عليها فى طلبها هى: أن الحكم قد إحتسب ضربة جزاء غير صحيحة لغانا ، والنقطة الاهم .. ان بعض الجماهير كانت تحمل لافتات عنصرية عليها عبارات و إشارات سياسية ! ... وحتى تنتهى هذه المهازل المتوالية .. نلقاكم على خير فى تصفيات مونديال روسيا 2018.
مقالات اخرى للكاتب