عصابات داعش عاجزة عن التقرب من بغداد بطريقة الهجوم التقليدي ، لأنها محصنة بطوق جهنمي يجهله العدو والصديق ، ولو أحدثوا خرقا في الدفاعات وتوغلوا فهناك محرقة تنتظرهم داخل المدينة ، هناك 4 ملايين بندقية وقاذفة وبيكيسي وقناص بانتظارهم في قتال شوارع يشيب له رأس الوليد ، داعش فقدوا الحواضن (السنية) التي يراهنون عليها في بغداد ، لأن سنة بغداد ارعبتهم واغضبتهم المصائب التي المت قبلهم بسنة الموصل وسنة تكريت وسنة الفلوجة ، داعش تقول لسنة العراق : جئنا لانقاذكم من الشيعة الصفويين ولكنهم عندما يصلون اليهم يقدمون لهم خدمات مخجلة من نوع آخر ، هل يحتاج سنة بغداد الى ختان النساء ؟ هل يحتاجون الى ارسال نساءهم لجهاد النكاح؟ هل ترضى نساؤهم ارتداء خيمة سوداء ذات ثقبين لعينيها ولاتخرج احداهن الى السوق الا بصحبة محرم او برفقة داعشي صومالي ؟ لا يرضى سنة بغداد بالغاء تكبير يوم العيد او ترك زيارة قبور موتاهم ، سيكون ضريح الامام ابو حنيفة وضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني اول الضحايا سيتم تفجيرهما وهما تحفتان معماريتان ومعراج مقدس لدعوات وتسبيحات الملايين من شعب متدين اصيل عبر التاريخ ، من لا يحترم ضريح نبي في الموصل لن يحترم ضريح ولي في بغداد ، سنة بغداد لا يقبلون لانفسهم بعد كل هذه البدلات الناعمة والاربطة الانيقة ان يلبسوا جلابيب افغانية فيتساوى لديهم طول اللحية وطول القميص، ثم بعد تغيير الزي يؤتى بهم افواجا ليتطوعوا رغما عنهم للقتال في دير الزور . كانت حواضنهم اول ضحاياهم ، ليس لداعش في بغداد حاضنة ، وهم يعرفون هذه الحقيقة لذا فقد لجأوا الى نوعين من الحرب لاضعاف مقاومة العاصمة وهما الحرب النفسية المعتمدة على الاشاعات والثانية تفجير السيارات المفخخة ، في الحرب النفسية تستخدم داعش الاشاعة بكل انواعها وتنشرها على 3 مراحل ، في المرحلة الاولى تبث الخبر عبر فضائيات داعش التي لا يقل عددها عن 15 فضائية ، وعبر صفحات التواصل الاجتماعي ولديهم 50 الف منها والصفحات الخبرية سواء كانت مواقع او وكالات ، في المرحلة الثانية تستخدم شبكة من مروجي الاشاعات في اوساط المواطنين ، في المرحلة الثالثة يتحول ضحايا الاشاعة انفسهم الى ابواق لترويجها مندفعين تحت تأثير قيم خبرية متوفرة في الاشاعة كقيمة الاثارة وقيمة الخوف ، في الايام الأخيرة سقطت الاشاعة الداعشية في بغداد وفقدت تأثيرها ، لكل هذه الاسباب لن يدخل الداعشيون بغداد بهجوم تقليدي ، باستثناء افتراض واحد هو ان تدفع بهم دولة كبيرة باتجاه الهدف وتوفر لهم الغطاء .