رأيت فيما يرى النائم أني زرت امريكا (حتة وحدة). فوجدتني أَجول شوارعها ومناطقها مبهورا مأخوذا بتطورها وتقدمها الصناعي وبأبنيتها وعماراتها الحديثة الشاهقة وناطحات السحاب. حينذاك لفت نظري إعلان في نشرة ضوئية ملونة عملاقة يقول (احدث طريقة للترشيق في العالم). زاد فضولي.. ومشيت بطولي لمعرفة هذي الطريقة وبالاخص للتخلص من كرشي الهائل فنصف وزني عبارة عن نصف كرش والنصف الآخر هو نصف الكرش الثاني!!. وعلى رأي الاغنية, نُصّي ثلج نُصّي نار… نُصّي بغل نُصّي حمــــار!!!.

  دخلت المبنى واستفسرت من الاستعلامات عن طبيعة الطريقة. اخبرني الموظف بأنَّ الطريقة تتكون من عدة مراحل وحسب اختيارك. المرحلة الاولى لإنقاص كيلوغرام واحد تظهر لك فتاة حسناء بالمايوه وتركض امامك في ميدان سباق مسافة كيلومتر واحد فإذا ظفرت بها قبل وصولها للنهاية لك أنْ تفعل بها ما تشاء أما إذا فاتتك فعليه العوض ويكفي أنك نقصت كيلوغراما واحدا بركضك خلفها. أما المرحلة الثانية فستظهر لك فتاتان تطاردهنَّ لمسافة كيلومترين فتفقد كيلوغرامين وفي الثلاث كيلومترات تظهر لك ثلاث فتيات …..وهكذا. وبالطبع كلما تقدمت المراحل زادت اسعار التذاكر.

جُنَّ جنوني فرحا بهذه الطريقة العصرية الحداثوية للترشيق وقلت في نفسي فعلاً هي احدث واعجب واجمل طريقة جهنمية سمعت بها ولم تخطر على بال احد سوى الشيطان… وهؤلاء الامريكان !!.

جلست بين الجمهور في الملعب الكبير وهو اكبر بما لا يقاس من ملعب الشعب لأتحقق من صدق ما قاله. وفعلا ظهرت هناك تارة فتاة خارقة الجمال من التي تذيب الحجر الصوّان رشيقة ممشوقة هيفاء (يا هيفاء وهبي !!) تركض بخفة المها مرتدية المايوه (البكيني) الامر الذي اخذَ يبكّيني !!!. وتارة اخرى ظهرت فتاتان.. وثلاث وهناك العشرات الذين يطاردونهن وسط تصفيق وهتافات وصفير الجمهور وتشجيعه الجنوني المدوّي. لفتت إنتباهي الجالية العراقية فكانت ـ والحق يقال ـ قد ابلت بلاءً و(بلاوياً) حسناً محسّناً.. خطير ومنقطع النظير. فبدوا (يا عيني عليهم) راكضين لاهثين متقطعي الانفاس وبالجلابيب (الدشاديش) فمنهم من عضّها.. ومنهم من (كظّها)…. وما بدلّوا عاداتهم تبديلا !!!.

لم اتمالك نفسي.. ولا ضرسي فقد أخذت من حيث اعلم ولا اعلم اعضُّ على ملابسي بالنواجذ. اخذتني الحمية.. و(الحماوة) وعزمت في نفسي بمنتهى الخبث والشيطنة أن اختار مرحلة العشرين كيلومترا لتظهر لي عشرين فتاة وبالتأكيد ستكون فرصتي مضاعفة عشرين مرة للظفر بأحداهن. نزلت أنا العبد الفقير الى الله.. وللامريكان الى الميدان. هرعت (للكاشير) ناولته سعر التذكرة وأنا اقول له بأن يقطع لي تذاكر المرحلة العشرين. بانَ التعجب على محياه وهو يقول : معنى هذا أنك تريد مرحلة متقدمة جدا ؟!!.

أَكدت وأيّدت ما قاله وأنا أغمزه بغمزة موحية ذات معنى وأضفت بابتسامة خبيثة : اريدها (ملهلبة)!!!.

وأردفت (اهوّس) متوعدا : وين ايروح المطلوب النة!!.

قال لي ناصحاً وهو يتفحصني بتمعن : لكن أَلا تعتقد انها مرحلة قد تكون صعبة عليك ؟!!

اجبته بمنتهى الحسم والحزم : إتخسة !!… آني كَدهة وكَدود

وكررت (هوستي) متوعداً : وين ايروح المطلوب النة

قال بتسليم وهو يبتسم ابتسامة غامضة : لك ما تريد !!

أعطاني التذكرة وقد كبُرت ابتسامته الغامضة فقابلتها بابتسامة بلهاء.. مطعّمة بالغباء , وبعد لحظات قال لي : تفضل

فرحاً مستبشراً بالغزلان اللآتي سأصطادهن, التفت للوراء فطار (صوابي).. بل وحتى (كَملي) !!. وجدت عشرين سودانياً عملاقاً يقف خلفي متحفزاً متوعداً… ربي كما خلقتني !!!. جاءني صوت (الكاشير) بمنتهى الجدية وهو يقول : امامك عشرون كيلومتراً تقطعها قبل أن يظفر بك احد هؤلاء السودانيين !!!.

اطلقت ساقيَّ للريح لا ارادياً كالصاروخ مرعوباً من أَنْ يظفر بي احد الاشقاء السودانيين فيسلمني الخـــــــرطوم !!!!.