Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
السبت, كانون الثاني 17, 2015
جعفر المظفر


حينما نؤمن بأن الإعلام الغربي هو إعلام حر وبعيد عن هيمنة الحكومات ونؤمن كذلك بأن حرية التعبير هي إحدى القيم الأساسية التي لا يمكن للغربي ان يفرط بها مفترضين وجودها بشكل متوازن وغير خاضع إلى هيمنة نفوذ مالي أو مؤسساتي كالصهيونية أو الماسونية أو العقلية المافيوية, ومطمئنين بالتالي إلى أن لا شيء ينظم علاقة الإعلامي الفرنسي بقلمه سوى رقيب الضمير والأخلاق والوعي فلا بد إذن أن نحتكم إلى ذلك الرقيب, أي بعبارة أخرى نراهن على المسؤولية الأخلاقية للإعلامي عن قلمه وريشته وليس على المسؤولية القانونية او الإلتزام الوظيفي.
من جهة أخرى نعلم أن موقف فرنسا الرسمي والمجتمعي هو ضد الإرهاب, وإن فرنسا السياسة وفرنسا الجيش وفرنسا الفكر وفرنسا الإعلام تخوض المعركة ضده وتشارك بالجهد العالمي للقضاء عليه. فلا بد إذن والحالة هذه أن نتفحص ضمير الإعلامي وأخلاقيته على ضوء هذا المشهد بالذات, اي بمقدار ما يكون حذرا من إرتكاب الهفوات التي تصب في صالح الإرهاب, ونسأل بالتالي ماذا لو ان "رسما مسيئا لشخصية دينية على وزن النبي محمد", الذي حسبه رسما ضد الفكر الإرهابي, قد خدم الإرهاب في النهاية. وأجزم أن كثيرا من الهفوات إنما يتم إرتكابها لأننا نهمل قراءة ماذا يريده الطرف المقابل. 
وسنجد أن قسما كبيرا من الفرنسيين حَسَب الجريمة وكأنها إنتقام من المجلة التي قامت بنشر الرسوم المسيئة ثم وقفوا عند ذلك الحد غير متحمسين لإكتشاف ما هو الأبعد من مسألة الإنتقام تلك. لم يفكروا فيما إذا كان هدف العملية هو إستدراجهم إلى حالات من رد الفعل التي تنال من طبيعة دولتهم وتماسك مجتمعهم فراحوا يركزون على حرية التعبير بطريقة صنمية, فإذا بهم ومن باب (تحدي الإرهاب) راحوا (يقدسون) حرية التعبير بطريقة حولتها من قيمة عليا منضوية ومتفاعلة مع قيم عالية أخرى إلى القيمة العليا الوحيدة. ضمن هذا المطلوب كان هدف الإرهابيين أن تقوم المجلة, من باب تحدي الجريمة ووفاء لحرية التعبير المستهدفة بعملية الإغتيال, بطبع مليون نسخة بدلا من العشرة آلاف فتكون الرسالة التي أراد الإرهابيون إيصالها إلى المسلمين عامة قد تكفلت المجلة بإيصالها, وسوف يكسب الإرهابيون أي رد فعل غير منضبط قد يعبر عن نفسه بطريقة الإساءات العنصرية واليمينية ضد المسلمين الفرنسيين,لأن ذلك سيحقق للإرهاب هدف شق المجتمع الفرنسي وتحويله عن قيم الحداثة التي يؤمن ويتمسك بها. 
إن هناك معادلة يجب أن نحرص على توازنها, فلا إحترام حرية التعبير سيصرف أنظارنا عن المخاطر المرحلية التي تحيط بالمجتمع وفي مقدمتها خطر الإرهاب, ولا مواجهة خطر الإرهاب, ولنحسبه خطرا مرحليا, مسموح له أن يأكل من إحدى القيم التاريخية الأساسية للمجتمع ألا وهي حرية التعبير.
ليس غريبا أن يعلن فرنسي غير مسلم ان لا شأن له بقدسية شخص إسمه محمد, وإنه حتى على فرض إحترامه لنبي الإسلام فليس مستعدا البتة للتضحية بحرية التعبير كثابت تاريخي من أجل محاربة خطر الإرهاب المُبوَّب في خانة الثابت المرحلي.
لكن من الحق لنا أن نسأل متى يتحول الهدف التاريخي من قيمة حية إلى صنم. أجزم أنه يتحول إلى ذلك حينما يفقد فاعليته وحيويته ويُفرًّغ من روحه التي تعبر عن نفسها في قدرتها على ان لا توضع بالضد من القيم العليا الأخرى وفي المقدمة منها وحدة المجتمع ومحاربة الإرهاب.
وسنكون قد فعلنا ذلك حقا حينما نقوم بنقل قيمة عليا من مرحلة (السمو) إلى مرحلة (التقديس) ثم ندعو الإنسان للسجود إليها غير مهتمين بترتيب طرفي المعادلة بحيث يتبين من في خدمة من, الإنسان في خدمة حرية التعبير أم حرية التعبير في خدمة الإنسان



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46804
Total : 101