من حق كل مواطن عراقي ان يعرف حقوقه في وطنه و أن يطالب بها كلما وجد الى ذلك سبيلا , ولا يجوز استغفاله بفتاوى ظاهرها شىء و باطنها شىء آخر , الفتوى الاخيرة التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف بخصوص رواتب المتقاعدين تكشف , و بوضوح تام , ان لم أكن مخطئا , عن عدم حرص و جدية المرجعية في رفع الظلم الذي يعيشه المتقاعدين و عوائلهم و هم بالملايين , و رغم التهليل و الترحيب الذي حصلت عليه هذه الفتوى , فأن قراءة هادئة و متمعنة لهذه الفتوى تكشف ان هذه الفتوى قد رمت طوق النجاة للصوص البرلمان كي يشاركوا في الانتخابات القادمة من اجل ان يستمروا بسرقتنا مرة اخرى بعد ان يصبحوا اعضاء في البرلمان القادم ... كيف سيحصل ذلك ؟ الفتوى تقول للشعب لا تنتخبوا الشخص الذي لا يتعهد بالغاء امتيازات المسؤولين الكبار في الدولة من نواب و وزراء و أمثالهم , و بمعنى آخر انتخبوا لصوص البرلمان مرة ثانية , شرط ان يقدموا هذا التعهد ... هذا هو جوهر الفتوى , و هنا مجموعة من الاسئلة تطرح نفسها على المرجعية :
1. متى سيقدم هذا التعهد , و الانتخابات قريبة وعلى الابواب ؟
2. من هي الجهة التي سوف تستلم هذا التعهد و هل هي المرجعية نفسها , أم مجلس النواب , أم مجلس الوزراء , أم رئاسة الجمهورية , أم أي جهة اخرى لا نعرفها ؟
3. اللصوص , سواء لصوص البرلمان أم غيرهم , لا عهد و لا تعهد لهم , لان اللص لا يؤتمن , فكيف ستضمن المرجعية وفاء هؤلاء اللصوص بتعهداتهم و عدم تملصهم منها مستقبلا ؟
4. من الذي سيحاسب هؤلاء اللصوص ان تنصلوا من هذا التعهد ؟
5. كيف سيكون حسابهم , و ما هي العقوبة التي ستطالهم ؟
6. لماذا الاصرار على انتخاب السراق تحت ذريعة تقديم التعهد , هل اقفرت ارض العراق من الرجال الشرفاء ؟
7 . المرجعية نفسها أقرت بأن من صوت على القانون سارق وهي تشعر بالأسف لذلك كما تقول في الفتوى , فلماذا لم تحرم الفتوى انتخابهم بدلا من رمي حبل الانقاذ لهم , كي يكونوا عبرة لمن يعتبر ؟
8 . كيف سيكون التعهد شفويا أم تحريريا ؟
9.الا تسمح هذه الفتوى لمن صوت ب ( نعم ) على فقرة الامتيازات و الخدمة الجهادية ان يخرج من الباب كي يدخل من الشباك ؟
10.هل سيتحمل العراقيون رؤية وجوه الحرامية الكالحة تحت قبة البرلمان مرة ثانية ؟
علما ان هذه الفتوى تظهر يوميا في برنامج ( ستوديو التاسعة ) الذي يقدمه السيد انور الحمداني على قناة البغدادية , ومن يعتقد ان هناك تفسير آخر للفتوى غير التفسير المذكور اعلاه , فليتفضل و يقدمه للشعب و له وافر الامتنان و الشكر الجزيل سلفا .
مقالات اخرى للكاتب