مر العراق بظروف غاية في العسر والنكبات التي مايزال بعضها قائماً الى الان، وانعكست هذه الظروف على شرائح المجتمع المختلفة، وولدت اعداداً غفيرة من المعاقين الذين لهم حق على الدولة في الرعاية الاستثنائية ، وخصوصاً في التعليم المؤهل لاداء دورهم في الحياة من دون ان يكونوا عالة على احد.
ولكن للاسف، بقيت البرامج والمناهج المعدة الى هؤلاء قاصرة ولا تلبي الحاجة، وحتى دخول منظمات المجتمع المدني الى هذا المجال كان محدوداً بسبب نقص التمويل وعدم دعم الحكومة لها.. كما ان هؤلاء وان توفرت بعض مراكز التدريب والتأهيل فهي معدودة ولا تغطي كل الرقع الجغرافية للمدن العراقية، وتجد العوائل صعوبة في الوصول اليها، بل انها قد تكلف بعضها راتب شخص كامل وهو عبء لا يمكن ان تتحمله العوائل.
في بلدان التي اخذت بالضمان الاجتماعي للفرد لا يشكل المعاق عبئاً على ذويه وانما الضمان يتكفل بكل شيء، بما في ذلك نقله ذهاباً واياباً الى مراكز التعليم والتي تتطور برامجها مع حاجة التنمية لتشغيل هذه الشريحة والاعتماد على نفسها، وان لا تبقى اسيرة الاعاقة واسيرة عدم التأهيل وغياب فرص العمل.
في الايام القليلة الماضية، تمكنت وزارة العمل مع وزارة التربية من الاعتراف بشهادة الصم ومشاركتهم في الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية اعتباراً من العام الدراسي الحالي وهذا مكسب مهم في رعاية هؤلاء وقد اعدت مناهج جديدة وتم توفير الملاكات التعليمية التي تعلم بلغة الاشارة لانجاح التجربة وانصاف الصم ورفع المستوى المعاشي لهم من خلال التحصيل المعرفي الذي يضمن الحصول على فرص العمل الملائمة. الواقع ان هذه الشريحة عانت كثيراً وتحتاج الى اهتمام خاص كي تنتشل مما هي فيه من معاناة ولتسهم بدورها في الحياة اليومية وتتخلص من الذين يمنون عليها بلقمة العيش او التنقل.
نحن نلاحظ الاهتمام الكبير من بقية الدول لمساعدة هؤلاء على تجاوز محنة الاعاقة في الحياة اليومية سواء في التنقل ام الدراسة وما الى ذلك من تسهيلات تجعل من حياتهم طبيعية الى حد ما اول هذه العناصر والعوامل ان تتوسع وزارة التربية في فتح مراكز التدريب والمدارس وفقاً للاحصاءات الدقيقة في كل المحلات والاحياء الى جانب امتيازات الدراسة فيها وتخليص الاهل من أي عبء اقتصادي واجتماعي لكي يقدموا على ارسال ابنائهم اليها.
ان افتتاح هذه المدارس حق من حقوق الانسان كفلته الاعلانات الاممية والحقوق الواردة في الدستور وشرعة حقوق الانسان لاعانة المعاقين وتيسير حياتهم وتخفيف وقع الاعاقة عليهم.
مقالات اخرى للكاتب