بعد كل موجة تفجيرات وقتل بالجملة مستمر منذ أن أطلق صدام و جيشه وحمايته وأجهزته الأمنية أرجلهم للريح , وتركوا بغداد مستباحة لعصابات السرقة والقتل . بعد ان تسرح الجيش العراقي قبل ان يسرحه بريمر رسميا, عاد البعث ومن تحالف معه من تنظيمات سلفية وسفلية نقشبندية وسيبندية عادوا واقضوا مضاجع الشعب , بعد كل غزوة وسبي للعراقيين يخرج علينا المسؤولون يرتدون أشيك الملابس , نكاد نشم روائح عطور باريسية تعطروا بها تفوح من خلف الشاشات ليقولوا " مرة أخرى يضرب البعث والقاعدة المناطق الآمنة " .
اقسم بالله لقد حفظنا هذه الجملة عن ظهر قلب , تعود القاعدة بعد أيام من كل موجة تفجيرات لتعلن مسؤوليتها عنها وتقول :" غزوة أخرى نفذها رجال دولة العراق الإسلامية ضد الصفويين" , وهذه حفظناها أيضا
السؤال ماذا انتم فاعلون يا حكومة يا دفاع يا داخلية يا أجهزة ألاستخبارات؟.
هل يعقل ان تظلوا تتحدثون عن خروق أمنية مستمرة منذ عشرة أعوام أي عاقل يقبل بذلك ؟.
الحلول الترقيعية لكسب رضا البعثيين ارتدت علينا وعليكم .
مغازلة المقربين من القاعدة ومحاولة استرضائهم عبر قرارات ترضية وإطلاق سراح المتهمين والمجرمين من السجون انقلبت وبالا على الشعب .
مئات الخروق الأمنية, اغلب ان لم نقل كل الضباط المسؤولين عن الهزائم الأمنية باقون في مناصبهم , اغلبهم حصلوا على ترقيات ليحصلوا على مناصب أعلى ان شئت يا سيادة القائد العام للقوات المسلحة اسميهم لك بالأسماء , رئاسة أركان الجيش بضباطها كما هي , قيادة القوات البرية كما هي , قيادة عمليات بغداد والمناطق والقواطع والمحافظات كما هي , باستثناء تنقلات بسيطة بين وحدة عسكرية وأخرى لا تداوي جروح الضحايا ولا تعوض اسر الشهداء عمن فقدوه , هذه التنقلات والمعالجات والخطط الأمنية أثبتت فشلها الذريع .
يا سيادة القائد العام أخاطبك بشكل مباشر دون غيرك لأنك المسؤول الأول, العمليات والخطط الأمنية في العراق بحاجة إلى مراجعة شاملة و تغيرات جذرية عبر قرارات جريئة .اعرف مقدما أن حفظ الأمن هي مسؤولية مشتركة , واعرف أيضا ان الأمن لا ينفصل عما يجري في العملية السياسية وما يحدث في دول الجوار والإقليم , وأعلم يقينا ان بعض الشركاء السياسيين يشاركون ويسهمون بضرب الأمن , مثلما قلت في خطبك وتصريحاتك أكثر من مرة آخرها لقاءك الأخير مع قناة العراقية, الذي قلت فيه انك ستقلب الدنيا على رؤوس البعض لو تم ذهابك إلى البرلمان .
من تقصدهم في كلامك من البرلمانيين المتهمين بالإرهاب يقولون:" ان استهدافهم سياسي" ,أنت تقول: انك تملك الأدلة والمستمسكات التي تدينهم وتقطع دابرهم. إذا كانت رئاسة البرلمان ما تزال مصرة على عدم رفع الغطاء عن المتهمين بالإرهاب بإمكانك مكاشفة الشعب , لينكشف المقصر ونعرف أين الخلل .
ماذا تنتظر لتقلب طاولة الإرهاب على رؤوس أصحابها ؟.
هل تريد ان يضرب زلزال آخر اعم واشمل العراق ؟.كي تشخص وتكشف لمن انتخبوك على الأقل , وعموم العراقيين عن أسماء من تعرفهم من الساسة, الذين يسهمون بخرق الأمن , أم انك تكثر من التهديد والوعيد ليتمكن المتهمون من الهرب ليرتاحوا وترتاح , مثلما حصل مع الهاشمي والدايني وغيرهم الكثير .هذه ألأعذار لم يعد اغلب العراقيين يقبلون بها يا سيادة القائد العام للقوات المسلحة.ننتظر منك ان تمسك مشرط المسؤولية بحزم لتبتر الأجزاء المصابة بالسرطان وتعالج بدراية النطاسي الماهر أماكن الخلل .
القبطان الماهر هو الذي يقود سفينته حينما يكون البحر هائجا, لم أر مثل العراق بلدا هائجا , بحاجة إلى قبطان ماهر وحازم .
لماذا لا نتعلم ولا نستفيد من تجربة الجزائر وروسيا في مكافحة الإرهاب؟.
يقول العارفون ان دروس الهزائم والانتكاسات أكثر نفعا من دروس النصر.
هل سنتعلم من هزائمنا الأمنية ؟.
الرياء ولاء يقدمه السماسرة لمن يشترون كلامهم.
مقالات اخرى للكاتب