من المتعارف عليه أن كل الجهود خلف الكواليس وفي ميدان الرياضة هدفها في النهاية هو تحقيق الإنجاز ، وعندما يتم هذا الأمر تقوم الجهات الراعية بتكريم صاحب الإنجاز ، والإحتفاء به ،سواء كان الإنجاز فردياً أو جماعياً ، أما من غير المتعارف عليه ، ومن عجائب وغرائب الزمان أن نقوم بمعاقبة صاحب الإنجاز! ... هذا ماحدث ومازال يحدث مع إنجاز نادي المدحتية الرياضي في محافظة بابل ، المتأهل إلى تصفيات الدوري العراقي الممتاز ، وعكسه تماماً حدث مع نادي الديوانية المتأهل هو الآخر إلى نفس التصفيات !.
لانريد أن نعرض معاناة أندية بابل الرياضية جميعها، فتلك قصة أخرى يطول شرحها ، حيث عرضنا أمرها إلى السيد محافظ بابل ووعدنا خيراً ولكن بعد إقرار الميزانية العامة للدولة ، ولكن اليوم نعرض قصة أحد أنديتها ، وهو نادي المدحتية الرياضي ، تلك المدينة التي خرج منها اللاعب الكبير رزاق فرحان ، حيث تأهل هذا النادي إلى التصفيات النهائية المؤهلة الى الدوري الممتاز ، وبجهود اللاعبين الشباب من أبناء الناحية حصراً ، وهؤلاء اللاعبون قبلوا بتوقيع عقودهم على سبيل الدين ، وفاءً لمدينتهم ، لحين إطلاق الوزارة لسلف النادي المتوقفة منذ أكثر من خمسة أشهر بسبب وجود شكوى على إدارة النادي ، وقد أجاب النادي على الشكوى ، حيث تأكد لهيئة الرأي في الوزارة أن الشكوى كيدية ولاصحة لكل الإدعاءات التي جاءت في الشكوى ، ولكن هيئة الرأي لم تبت بالموضوع رسمياً لحد الآن ، وكذلك لم يستلم النادي منحة السيد رئيس الوزراء. والنادي اليوم على أبواب مرحلة جديدة من التنافس على التأهل للدوري الممتاز ، حيث سيخوض حوالي ثلاث عشرة مباراة ، وعليه تسديد كل مستحقات اللاعبين من فريق كرة القدم ، والألعاب الأخرى ، وقد اجتمعت الهيئة الإدارية وطرحت مسألة غلق النادي في الوقت الحاضر ، ونحن من خلال منبر مونديال نناشد السيد وزير الشباب والرياضة للنظر في موضوع إطلاق سراح مستحقات هذا النادي العريق جميعها من الوزارة ، ومنحة رئيس الوزراء ، ونناشد محافظة بابل ، ومجلسها المؤقر بمساعدة نادي المدحتية الرياضي كونه اليوم هو واجهة المحافظة والممثل الوحيد في التصفيات النهائية المؤهلة إلى الدوري العراقي الممتاز ،والإحتفاء به ، أسوة بمحافظة الديوانية ومجلسها ، حيث تم الإحتفاء بنادي الديوانية الذي تأهل هو الآخر إلى التصفيات النهائية ، وستتكفل الحكومة المحلية في الديوانية بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لفريق كرة القدم ، من دفع عقود اللاعبين والرواتب واستقطاب اللاعبين وتوفير معسكر خاص للفريق ، هذا ما حصل في محافظة الديوانية؛ فلماذا لايحصل لفريق المدحتية يا محافظة بابل ، ويا مجلسها . والمضحك المبكي أن النادي أصبح مطلوباً إنتخابياً لكثير من مرشحي الكتل السياسية ولابد من تسديد هذا الدين لكل هؤلاء ، حيث كان يبادر كل مرشح للقيام بدفع (كروة) وغذاء اللاعبين عند كل مباراة ، فإحدى المباريات دفع مبلغ (الكروة) والغذاء مرشح الكتلة الفلانية ، وفي مباراة أخرى دفع مرشح آخر من غير كتلة ، وهكذا أصبح حوالي أربعة مرشحين، ولابد من رد الدين لكل هؤلاء فهل يجوز ذلك يا وزارة الشباب؟ ويا محافظة بابل؟ كل المحافظات التي تأهلت تم الإحتفاء بها وتكريمها إلا فريق نادي المدحتية في بابل ، حيث سيتم غلقه ! عقاباً له على إنجازه الكبير.
مقالات اخرى للكاتب