Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الثبات
الخميس, نيسان 17, 2014
علي الحاج

قال الله تعالى:
(ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا وأذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).
المقدمة الاولى:
كثير من الأفراد يظنون ، أن الناجحين في الحياة ، كانوا افرادا استثنائيين ، وكانت لهم قدرات استثنائية ، وذاتهم تختلف عن المواهب التي امتلكها الآخرون.
هذه النظرة إلى الناجحين تنعكس سلبا على نظرة الفرد إلى نفسه ، فالفرد عندما يرى انه لايملك قدرات استثنائية يشعر بالضعف والاحباط ويشعر كذلك بالهزيمة الداخلية ، وهذا الأمر خطير جدا .
لماذا؟ لأن الفرد يتحرك بروحيته ، وبمعنويته ، فإذا أفتقدهما ، أصبح عاجزا وفاشلا ومستسلما لايقدر على فعل شئ ، ويصبح أداة طيعة للتسخير وبابخس الأثمان ، واخذ يشعر بالهزيمة الداخلية ، وتنازل عن مقدراته وقراراته لغيره ، قال تعالى : (جند الله هنالك مهزوم من الأحزاب) .

المقدمة الثانية:أغلب الأفراد ، تطور عندهم عامل الهزيمة الداخلية ، إلى هزيمة خارجية ، بفعل عامل اليأس الذي يضغط على إرادتهم ،وفق المقياس: (أن الناجحون يملكون قدرات استثنائية ، ونحن لايمكن أن نكون ناجحين في الحياة ، لاننا لانملك قدرات أستثنائية) ، هذه هي النظرة الواقعية التي يملكها أغلب الأفراد ، لذلك ينطبق عليهم بشكل وثيق قوله تعالى (جند هنالك مهزوم من الأحزاب) ، وصاروا اشخاصا لاحضور لهم ولاموقف ، إذا حضروا لايعدوا وإذا غابوا لايفتقدوا.

بعد هاتين المقدمتين ، يتبادر إلى الذهن جملة أسئلة تجيب على نفسها بنفسها، هي؛
*هل كان الناجحين في الحياة افرادا استثنائيين في قدراتهم البدنية والعقلية والروحية؟
*هل التجار والأفراد والنحويون والسياسيون وجميع المتميزين ، كانوا افرادا استثنائيين ؟
الجواب ، صفتان ، الاولى ، يتوقف على مدى الصورة الذهنية التي يحملها الناجحون والفاشلون حول أنفسهم ، مختلفة .
الثانية،نوع ونمط قناعات الناجحين حول أنفسهم ، والفاشلين حول أنفسهم ، أيضا مختلفة .
ذلك أن نظام القناعات ، يعتبر من القضايا المهمة ،في تقرير المسير"السيرة" والمصير.
الآن انتهينا من ثبات الأفراد ، لنخطوا بعد ذلك إلى ثبات الأمة ، ولنأخذ هذا المثال الدال على ثبات الأفراد؛أراد الرشيد العباسي ، من ابي عمير ، أن يدله على اسماء الشيعة في العراق فابى ، فاخذه وصادر جميع أمواله ، وزجه في السجن 18عام ، وأذاقه اقسى أنواع التعذيب ، كان أهونها ضربه بخشبة فيها مسامير بارزة ، كانت الضربة الواحدة منها ، تكفي لاغماء سجين ، فما بالك أن ضرب هذا الرجل 1000ضربة متناوبة، ولم يضعف ،وخرج من السجن بعد انقضاء المدة ، ولم يعترف بكلمة واحدة. هذا نوع واحد من أنواع الثبات الفردي ، الذي تعددت انواعه في مجال العلم والعمل والجهاد والمعتقد والولاية والسياسة ، وفي شتى مجالات الحياة.

النوع الثاني ، ثبات الأمة ، إذ إن الأمة عندما تكون في منعطفات مصيرية تحتاج إلى ثبات (ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا) ولكن الثبات له ضريبة ،وضريبة عدم الثبات تكون أكبر .
التاريخ خير شاهد للذين ثبتوا من الأمم أو الأفراد ، وإذا لاحظنا غزوة أحد على سبيل المثال ، لوجدنا ثبات الامام علي بن ابي طالب (ع) ومن معه المجموعة القليلة مع النبي محمد (ص) ، متميزا ،ولولا هذا الثبات من هذه الأمة القليلة ، لكان الإسلام منتهيا كله من تلك اللحظة ، وهذه الدقائق القليلة من الثبات حسمت مصير الإسلام إلى يوم القيامة ، في هذه المنعطفات التاريخية يجب على الأمة أن تقف بثبات نحو الهزات التي تقرر مصيرها .

العجيب أن القلة من المسلمين وعلى رأسهم على بن ابي طالب(ع) الذين ثبتوا حول النبي (ص) خرجوا من المعركة وهم مثخنون بالجراح ، وبالذات أمير المؤمنين (ع) ، بسبب التفوق العددي ، حيث أحاط بهم الاعداء من كل جانب،

فقد ندم أبو سفيان على أنسحابه من أرض المعركة ، بسبب أن خصمهم ، لم يبق منهم إلا قلة قليلة وقد أثخنوا بالجراح ، وقال متسائلا نحن لماذا رجعنا ولم نستثمر النصر؟
إذن فلنرجع اليهم ونقاتلهم في عقر دارهم ، حتى نستأصلهم جميعا ، بدعوى انتصارهم بحسب الظاهر.قام النبي (ص) بجمع المسلمين على اثر سماعه الخبر، وقرر أن يهاجم المشركين ، وان خير وسيلة للدفاع الهجوم ، وقال (ص)؛ لا يخرج معنا إلا من ثبتوا في المعركة الذين أثخنوا بالجراح ، أما الذين هربوا من المعركة فليذهبوا.
وصلت هذه القوة بقيادة النبي (ص) إلى منطقة يقال لها حمراء الأسد ، فسمع أبو سفيان بذلك ، فدخل في قلوبهم رعب شديد ، ادى إلى تراجعهم مذعورين جميعا.
هذا ولو أن المسلمين إن لم يثبتوا ، أو لو انهم بدا عليهم الضعف لانتهى الإسلام .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50201
Total : 101