ترى ما الذي يجعل الدائرة العائلية القريبة للمالكي من الترشيح الى عضوية البرلمان ؟ وما الذي جعل زوج ابنته واخيه وابناء العم للترشح رغم انهم يتمتعون بمناصب ممتازة واذا لم تكن رسمية فهي معنوية تجلب لهم السطوة و المال ؟ وهل ان منصب عضو برلمان هي اعلى من سكرتير رئيس الوزراء مثلا ؟
لاشك ان هناك اسباب عدة دعتهم الى ذلك والموضوع لم يكن برغبة منهم بل ان المالكي نفسه امرهم بذلك للسبب التالي وهو ان المالكي قد ايقن بان القرار الاقليمي ليس بالضرورة ان يكون لصالحه هذه الدورة وبالتالي فان فقدان منصبه كرئيس الوزراء ممكن وليس مستبعدا كما وان التململ منه داخل الدعوة ومكتبها السياسي لم يعد مخفيا خصوصا بعد اخبرهم الحاج ابو مهدي بان التغيير ممكن بل هو قيد الدرس وبالتالي كان لابد للمالكي من تامين مناصب جيدة لزوج ابنته وبقية افراد العائلة وان عضوية البرلمان هي وظيفة ممتازة لهم ماديا ومعنويا ولذلك امرهم بالترشح للبرلمان خصوصا وان فوزهم مضمون في كربلاء ولانه هو بذاته يمكن ان يحتفظ بمنصب جيد حتى ولو ازيح من رئاسة الوزراء .
فالمالكي يعلم جيدا بانه لو ازيح من رئاسة الوزراء فان من ياتي بعده سواء اكان من الدعوة او غيرها فانه لن يبقيهم في مكتب رئيس الوزراء ولو بوظيفة حراس ، فلو كان الجديد من حزب الدعوة فانه لن يبقيهم وسينقلهم ا لم نقل يطردهم لانهم سيكونون عينا للمالكي بل حتى مشاغبين اولا وثانيا انه لا يمكن لاحد الاستفادة منهم لانهم عديمي الخبرة و الكفاءة و الثقافة وبالتالي سيجدون انفسهم خارج المنطقة الخضراء بل حتى بغداد ، واذا كان رئيس الوزراء الجديد من غير الدعوة فبكل تاكيد لن يبقيهم للحظة وبالتالي كان لابد للمالكي من ان يؤمن مستقبلهم بعضوية مجلس النواب كحد ادنى لانه لو بقي المالكي نفسه رئيسا للوزراء وهو اعضاء في البرلمان فيمكنهم ان يبقوا في مكتبه كما هم الان ولاحاجة لهم بالدوام في مجلس النواب مع احتفاظهم بالرواتب و المزايا واذا خرج من رئاسة الوزراء فهم اعضاء مجلس النواب ولهم مناصبهم الرسمية التي سيستمرون بها لاعوام اربعة وبعدها يمكن التفكير بما سيحدث .
اذن اصبح واضحا بان ترشيح ابو رحاب وجماعته هو بقرار من المالكي لتامين مستقبلهم في حالة فقدان منصب رئيس الوزراء . اما كيف استطاعوا الترشيح وهم بدون شهادات فهنا اسالوا الوقف الشيعي الذي منحهم مشكورا شهادات الثانوية .
هنا تكمن المرؤة و الشهامة المالكية حيث لم يترك المالكي مصير زوج ابنته واقرباءه للصدفة بل امن مستقبلهم اذا بقي لولاية ثالثة او فقدها فماذا لو كان حريصا على مصلحة الشيعة كمصلحته على اقرباءه؟