الزمن بعد الحرب العالمية الثانية، المكان الولايات المتحدة، اجتماع خطير على مستوى الامة الامريكية يضم قادتها وعلمائها ومخططي استراتيجيات الامن القومي.
الموضوع: ماذا نفعل بعد الحرب، كي نواجه العالم وخاصة الاتحاد السوفيتي
المعضلة: تناقص عدد سكان الولايات المتحدة وانخفاض عدد المواليد فيه مقارنة ببقية الأمم، مما سيؤدي الى تحول الولايات المتحدة من أمة شباب الى أمة كهول.
لم تقتصر تلك المفاوضات على جلسة واحدة أو طرف معين بالرغم من سريتها العالية، بل شملت الكثير من الاختصاصات العلمية والجديدة.
الحل جاء من أحد المهاجرين عراقي الأصل، بصري المولد شاب مهندس يدعى ب (بابا)، ولد في البصرة ودرس فيها ثم هاجرها متوجها الى الولايات المتحدة، والذي قدم مقترحا حول تطوير المدن وأضافه مساحات واسعة لبناء جديدة وكان عصب هذا التطوير هو أنشاء شبكة مواصلات سريعة تربط الولايات المتحدة كلها، من أجل توطين مهاجرين من مختلف انحاء الكرة الأرضية لرفد الولايات المتحدة بالدماء والخبرات الشابة، بعد أن توقفت الهجرة اليها اثناء الحرب العالمية الثانية.
المقترح يبدو غير واقعي ومكلف جدا، نظرا لمساحة الولايات المتحدة الهائلة، لكنه كان الحل الأمثل والاقرب للتطبيق العملي.
بدأت الحكومة الامريكية بالتخطيط لهذا المشروع وأزاله مدن بأكملها وتعويض سكانها من أجل هذا المشروع، كانت الصحف تتساءل عن الفائدة المتحققة والمردود المقابل لهذا الجهد والأموال المبذولة.
كان الجواب الرسمي للحكومة الامريكية هو تطوير النقل والتجارة، أما من يعرف بواطن الأمور فهو بقاء واستمرارية الولايات المتحدة كقوة عظمى ووجودها.
سئل (بابا) عن كيفية وصوله لمثل هذه الفكرة، كان جوابه ببساطة التخطيط المدروس المسبق قبل بدء وضع الحلول.
قبل أيام كان لخبر توزيع الأراضي على كثير من سكنة العشوائيات إثر مفرح في قلبي، لكن السؤال الذي تبادر في ذهني هل هناك تخطيط ودراسة مسبقة؟
أتى الجواب على لسان أحد الأصدقاء المهندسين من ذوي الاختصاص، لا بل ستخلق مثل هذه العشوائيات مشاكل لا حصر لها في تنظيم وتوزيع جهود الخدمات على العاصمة وتدمير بعض المناطق التي قد تحتوي على أثار أو نفط أو كانت مخصصة نظرا لموقعها لمشروع خدمي أخر وستتحول هذه المناطق تدريجيا الى معضلة ان لم اقل كابوس مزعج.
والحل هو توزيع ارض في أطراف بغداد مع مراعاة الكثافة السكانية وموقع تلك الأراضي.
إذا نحتاج الى إعادة تخطيط ودراسة مسبقة، والا قد نكون قد عالجنا مشكلة بأخرى.
اليوم ينتصب في الولايات المتحد تمثال نصفي ل (بابا) مع لوحة تبين إنجازاته، وفيها الشكر والعرفان لما قدمه من جهود أنقذت الولايات المتحدة في وقت حرج جدا.
اعتقد اننا اليوم نحتاج الى مثل هذا التمثال، لمن سيضع التخطيط الصحيح للعراق من اجل أنفاذه.
مقالات اخرى للكاتب