العراق تايمز ــ كتب أمين يونس: وّقعَ " ليو ميسي " عقدهُ الجديد مع نادي برشلونة لغاية نهاية عام 2018 ، براتبٍ سنوي يبلغ 20 مليون يورو ، أي ( 54795 ) يورو يومياً ! .. ولأننا نحن العراقيين ، لانفهم كثيراً في اليورو ، فسنُحّولهُ الى عُملتِنا المُفّضَلة ، أي الدولار الأمريكي .. فتصبح " يومية " ميسي " أللهُم لا حَسَد " ، فقط ( 75014 ) دولار . ولِتذهَب الخُردة البالغة 14 دولار ، فِدْوه لعيونكُم .. يبقى الصافي خمسة وسبعين ألف دولار يومياً .. وإمعاناً في تسهيل الأمر على أفهام أمثالنا من المفلسين ، فأن أجور السيد ميسي ، تبلغ ( 3125 ) دولاراً في الساعة ، أي ( 52 ) دولار في الدقيقة الواحدة ! . طول السنة بأيامها ولياليها وعُطَلها وإستراحاتها ونَومِها وحتى أثناء الذهاب الى بيت الراحة ! ، ففي كُل دقيقة من حياة ميسي ، يقبض 52 دولار .
* القاضي السابق وعضو مجلس النواب العراقي " محمود الحسن " ، صاحب الصوت الهادئ والنبرة الموسيقية الشجِية حين يتحدث .. أعلنَ في مُؤتمرٍ صحفي ، عن إستنكارهِ الشديد ، للحملة التي يتعرض لها أعضاء مجلس النواب العراقي ، بسبب رواتبهم وإمتيازاتهم . وقالَ ان شخصاً ، مثل " ليو ميسي " يستلم [ يومياً ] ما يُعادل راتب عضو البرلمان العراقي لشهرَين ونصف الشهر ! . وأردفَ : وماذا يفعل ميسي ؟ أنهُ يستمتعُ ب ( اللعب ) ويُمارس الرياضة ويقضي وقته بِمُلاحقة الكُرة .. أليسَ كذلك ؟ بينما نحن ، النواب نشقى في ظروف بالغة الصعوبة ونسنُ قوانين في مصلحة الشعب ونُراقب الحكومة .. نُمارِس عملنا الصعب والمحفوف بالمخاطر .. وفوق هذا ، يستكثرون علينا راتباً نستلمه آخر الشهر ! . لماذا لا ينتقدون ميسي ؟!.
* الرفيق البعثي السابق ، والنائب في مجلس النواب العراقي " علي الشلاه " ، عَلَقَ على راتب ميسي ، قائلاً : .. مَهما بلغ راتب ميسي ، فأنه معروفٌ بالبُخل .. وليسَ مثلي .. فأنا ورغم ان مجموع ما أستلمهُ مع المخصصات المتنوعة ، لايتجاوز ال 35 ألف دولار شهرياً ، زائداً بعض العمولات من هنا وهناك .. فأن إبني الصغير ، يصرف كارتات الموبايل ، ب 500 دولار شهرياً ! . وقِس على ذلك . أتحدى ميسي أن يصرف مثلي ! .
* نائب رئيس مجلس النواب " عارف طيفور " صّرَح بهذا الصدد قائلاً : ان ميسي يتعب كثيراً ويتدربُ يومياً ويخضع لنظامٍ قاسٍ للطعام والنوم ، وهو مُرغَم أن يلتزم بشروط العقد . أي بالمُختَصَر ، ان ميسي يبذل جهوداً كبيرة ويفقد جزءاً مُهماً من حريته الشخصية ، مُقابل ما يحصل عليهِ من أجور . أما أنا ، فبالحقيقة لا أفعلُ شيئاً على الإطلاق .. وأقبضُ رواتب وحوافز ومنافع إجتماعية وغير ذلك من أمور لامجال لذكرها هُنا .. بحيث يصبح مجموعها كلها ، لا أقول بِقَدر ما يحصل عليه ميسي ، ولكنها لا تقُل عن ذلك كثيراً . هذه هي الشطارة !.
ميسي أنشأَ مُؤسسة خيرية قبل عدة سنوات ، تحت إسم " مُؤسسة ليو ميسي الخيرية " ومقرها في مسقط رأسه في الأرجنتين .. وتُغطي نشاطاتها بُلدان عديدة حول العالم ، وتستهدف خاصةً ، مُساعدة الأطفال في مجالَي التعليم والرعاية الصحية . لا يمرُ شهر ، دون ان يُقّدِم ميسي مساعدات مُجزِية في المجالات الإنسانية ، وليس آخرها ماقدمه للأطفال السوريين . ويبني ملاعب على حسابه في مُدن فقيرة . ويدعم المدارس والمستشفيات والرياضة ... الخ . على الأقل ، ان ميسي ، يُمتِع الملايين من المُشاهدين حول العالم بلعبهِ الراقي .. فهنيئاً له أمواله .. لكن حظنا العاثر ، يجبرنا على متابعة أمثال " محمود الحسن " الذي يبصق صراخه في مجلس النواب ، ويُسبب لنا الصداع ! .
فما الذي يُقّدمهُ معظم أثرياءنا وأغنياءنا أصحاب المليارات والملايين .. غير الإهتمام بالمظاهِر الزائفة والتباهي بالبذخ الأحمق وتبذير الأموال في مجالات سخيفة ؟