قبل عامين ،في 13 نيسان عام 2014 تحديدا ، نشرت مقالة، توقعت فيها ان تختار امريكا رئيسا جديدا لوزراء العراق وتدفع بالمالكي الى سلة المهملات. وكان عنوان المقالة : ((رئيس الوزراء المقبل نكرة ! )).اعتمدت في توقعي ذاك على سابقة هي انها ــ امريكا ــ قد اختارت ثلات نكرات لرئاسة الحكومة العراقية من بين خدمها ( اياد علاوي ، ابراهيم الجعفري و نوري المالكي اخيرا ). وقلت وقتها ان اختيار النكرات هذا محسوب ويصب في مجرى المصلحة الامريكية . فالنكرة يظل مخلصا لمن جاء به ، ينفذ ما يؤمر به من دون تردد او نقاش، وهذا ما تريده واشنطن من خادمها . وقد صح ما توقعته عندما جاءت بالعبادي رئيسا للوزراء بعد ان منعت خادمها السابق له من تولي السلطة لدورة ثالثة.الان، تدور احاديث داخل الكتل السياسية بان واشنطن يمكن ان تستبعد العبادي اذا وجدت من هو اكفأ منة ! وهذا قول صحيح الا انه لايهمها ان يكون رئيس الحكومة المقبل كفوء أم غبي. المهم عندها ان ينفذ ما يطلب منه، وحتى ان كان بلا مزايا .وفي خضم الجدل الدائر عمن يخلف العبادي برئاسة الحكومة،فأني اعتقد بان مواصفات العبادي في الولاء لامريكا، اضافة الى صفة الغباء التي لا ينافسه عليها عراقي اخر،ستجعلان امريكا تتريث وتبقيه الى حين تعثر على من تجد فيه ضالتها.ولا يهما ان قبله الشعب العراقي او رفضه .وكما تختار واشنطن رئيس وزراء العراق فانها تختار له رئيس مجلس نوابه ايضا. شرط ان يكون نكرة ليصح ولائة ،اضافة الى صفتي الطاعة العمياء والغباء المطلق. فالمشهداني ومن بعده السامرائي واخيرا الجبوري. لم يكن ايا من هؤلاء الثلاثة معروفا للعراقيين باستثتاء زوجاتهم. ومع هذا جاءت بهم امريكا لاشغال منصب رئيس اعلى سلطة في العراق. وكما حاءت بهم اخرجت اثين منهم بدون اي ّ اعتراض من احد . ولكنها ستتمهل في الابقاء على الجبوري لسببين : الاول ، حتى العثور على من هو اردأ منه ، والثاني ،حتى لايقال بانها خضعت لارادة المكوّن الذي ينتسب اليه رئيس البرلمان !ولهذا ، اعتقد ان اىّ تغيير ان كان برثاسة الحكومة او رئاسة مجلس النواب غير متوقع قريبا .والتغيير مرهون بالارادة الامريكية حصريا .وليس للشعب العراقي او حتي دول الاقليم شأن به !
مقالات اخرى للكاتب