بغداد – تبادل نوري المالكي وطهران المواقف المؤيدة والداعمة لكلا منهما، في أوضح دليل على قوة العلاقة بينهما ودعم إيران لإستمرار بقاء المالكي في منصبه الحالي خدمة لها.
فقد أرسلت طهران وبشكل علني وواضح رسائل لكافة الأحزاب الدينية المرتبطة بها بدعم نوري المالكي وعدم معارضته أبدا في كل خطواته وقراراته التي يتخذها في الفترة المقبلة والتركيز على "المصالح الشيعية" في السلطة والحكم.
وقالت مصادر خاصة جدا أن طهران وخلال استضافتها لعدد من قيادات الأحزاب الدينية الموالية لها قدمت النصح لهم وطلبت منهم عدم معارضة المالكي في الفترة المقبلة. وأضافت المصادر ان "ايران طلبت أيضاً من هذه الاحزاب التركيز على مصالح الشيعة في المنطقة وتدعيمها".
وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اكد، في وقت سابق، أن "تعزيز العلاقات الثنائية بين ايران والعراق سيحبط مخططات الأعداء المشتركين للبلدين".
وعدَّ نجاد أن "تنمية العلاقات الثنائية والاقليمية والدولية بين طهران وبغداد والاستفادة من الإمكانيات المشتركة، أمر ضروري لتحقيق النمو والتطور في البلدين"، مضيفا أن "طهران وبغداد لديهما تاريخ وحضارة وثقافة ومكانة ممتازة وإمكانيات استثنائية وتحظيان بمكانة خاصة في المنطقة والعالم.
ولم تمض ساعات على نصيحة طهران للأحزاب الدينية الموالية لها حتى خرج المالكي عبر وسائل الإعلام ليبرر سياسة ايران في قطع الانهار المتدفقة من اراضيها نحو العراق.
وقال عضو ائتلاف "دولة القانون" محمد سعدون الصيهود ان "الازمة المائية في جنوب العراق ليست بسبب قطع ايران للانهر النابعة منها"، مؤكدا "اننا قد زرنا ايران سابقا وتكلمنا معهم بهذا الموضوع وتم التاكيد لنا بان ايران ايضا تعاني من نقص المياه وان جفاف الانهر القادمة منها ليس بسبب قطعها، بل لانها قد جفت بسبب الحرارة ونقص المياه".
واضاف الصيهود ان "زيارة اي وفد من الموارد المائية الى ايران لن يحصل الا على هذه النتيجة"، في اشارة الى بدء وفد من وزارة الموارد المائية بزيارة الى طهران، وبحث المشاكل التي تعاني منها المناطق التي تعتمد على الانهر الداخلة من الاراضي الايرانية ومنها نهرا الوند وكلال بدرة اضافة الى 40 نهرا صغيرا تنبع من ايران.