سمحت لعقلي ان يحلق عاليا وينظر لما يحدث للمنطقة من منطق ومنطقة جديدة تسمح لي ربما رؤية ما لم يراه الاخرين لان النظر من الاعلى سيكشف كل شيء امامك !.. حدث ذلك في بدايات ما سمي بالربيع العربي فحصلت على مفهوم عبارة عن اجابة لتسائلات كانت تحيرني .هي في الاصل تخمين لكن التخمين حين يجيب عن أي تسائل لا يجد اجابات مقنعة فانه يكون الحل المرضي للعقل فيعتبره اجابة اكثر واقعية من ما كان يثار ويشجع من اراء وافكار نمت مع تطور الربيع العربي وانتقاله الى اقطار اخرى ثم توقف امتداده الطبيعي في الارض الخصبة التي يمكن ان ينتقل اليها ؟!.
ففي الوقت الذي كان الجميع يطبل ويهلل للربيع العربي على اساس ان المجتمعات العربية ستتخلص من رؤسائها الفاسدين الجاثمين على انفاسهم وبداية عصر جديد من الديمقراطية سيحل في الوطن العربي وبعد ان وضعت ثلاثة تسائلات وهي لماذا امريكا واسرائيل اللقيطة لم تضرب مفاعل ايران النووي مثلما فعلت مع العراق ثم من هؤلاء البديل الذي يظهر على الافق في الاقطار العربية واخيرا علاقة كل ما يحدث مع تهديد بوش بانه سيتفرغ لعدو امريكا القادم (الاسلام) وعلاقته بامن الصهاينة . لذلك كنت خارج السرب احذر من هذه الثورات التي ستحرق الاخضر واليابس ولذلك امتنعت معظم وسائل النشر عن نشر مقالاتي باعتباري ضد الثورة !. القناعة المبدئية الاولى ترسخت وفق تفسير الامريكي صامويل هنتنجتون لصدام الحضارات وعلاقة ذلك بالتفرغ للاسلام كعدو مما يعني تفعيل حروب غايتها القضاء على الاسلام وتحجيمه او جعله واتباعه يتناسب مع العقول المريضة لالغاء الاخرين في الغرب لكن لا يجب ان يكون بين حضارة الغرب ضد الشرق وانما اعلاء الفتنة التي تأكل حضارة الاسلام من خلال طوائفه اي ان طوائفه هي التي تتناحر بينها وتهدم هذا الدين !, فوجدت ايران كدولة شيعية ولانها لم تتعرض لأي ضربة لا من امريكا ولا من الصهاينة فلا بد ان يحدث صراع معها( لحد الابادة كما يحصل الان ) وبين السنة لاسيما وانا انظر لهيئات المنتصرين الذين يعتلون كبدائل لحكام المغرب العربي وهم من احزاب سنية ذات باع طويل واتباع كثر خصوصا بعد صعود الاخوان في مصر , الا ان اشكالية وجود اسرائيل اللقيطة بالوسط اثار حيرتي فقلت لا بد من وجود تفاهم مع الغرب حول عدم المساس بالصهاينة على اساس وجود علاقات بين الطرفين ,لكن ذلك لا يضمن ان تخرج الامور من نطاقها ثم بعد انقلاب السيسي عاد التسائل من جديد لانه بذلك انهى فكرة الحرب الكبيرة بين السنة والشيعة فيا ترى اين انتقل الشيطان ؟!.
رجح لي مفهوم التقسيمات ليس في العراق فحسب وانما في العراق وايران وسيصيب دول الخليج العربي وتركيا ؟!.. فلماذا؟ ..
المتابع للاحداث السريعة التي حصلت ..هروب جماعي لجيش المالكي ..بروز داعش بقوة .. استيلاء الاكراد على كركوك بالقوة ومحاولة بلع مدن ونواحي تابعة للموصل بحجج ملأ الفراغ! .. التلويح لاعلان الاكراد الانفصال ثم الاشتراك في العملية السياسية للمحتل ونسيان الانفصال على غفلة !!.. تحرش داعش بمناطق قريبة من اربيل .. تدخل الجيش الامريكي بقوة للدفاع عن
مناطق الاكراد بينما لم يهتم والخطر كان يدنوا من بغداد ! ..كل ذلك يؤسس لبروز دولة كردية (الدولة الكبرى للاكراد ) التي ستضم اكراد سوريا والعراق وايران وتركيا! .. فماذا سيترتب على ذلك ؟؟ .
لو لاحظنا اهتمام الدول الاوربية مثل فرنسا المانيا وبريطانيا وحتى هولندا بموضوع تسليح الاكراد ناهيك عن انشاء مطار عسكري في اربيل لاستقبال هذه الاسلحة فان ذلك لا يعني الا تسليح على نطاق كبير يتناسب مع الدور المرسوم للاكراد في وعد بوش بانشاء دولة كردية ! وان هذا التسليح لضخامته لن يفترض ان يكون ان يكون فقط للدفاع عن حدود اربيل او مواجهة داعش وانما للتوغل الى الموصل بحجة الدولة العراقية والتخلص من الارهاب ومن ثم مطاردة داعش داخل الاراضي السورية وبالنتيجة ضم الجزء الكردي في سوريا استعداد لاعلان حدود دولة الكر او كردستان الغربية .. ولذلك سكت الاكراد عن اعلانهم الانفصال عن العراق !!.
نتوقف هنا لنقول اذا كانت داعش صنيعة امريكية فانها وجدت لتعطي المبرر لدخول جيش كردي يسانده امريكي وفرنسي وربما عراقي ايضا! لاحتلال الموصل وشرق سوريا اما اذا كانت مجرد فصيل اسلامي يهدف لما يعلن فان افعاله السخيفة والغبية هي التي ستعطي مبرر لهذا الاجتياح .. منذ ان حادوا عن طريق تحرير بغداد ارتفعت اتهامات العمالة وغباء التصرف الهمجي ضدهم .
اذن لو تم المخطط بهذه الطريقة فلا اقليم سني رفضته اغلب القوى الوطنية والمسلحة والتي كانت تكيل الاتهامات على الداعين للاقليم الكبير للسنة .. وبعدما كنا نعتبر تقسيمات سايس بيكو استعمارية صار اليوم المناضلون يدافعون عنها! ,لكن الجميع خاسرللاسف فلن يستطيعون ايقاف الزحف الكردي وانفصاله عن العراق بسبب الاسناد الدولي ولن يحصلوا على المدينة التي تم تحريرها اي الموصل وسيخسر اصحاب الاقليم الموصل ايضا وسيتم الحاقها بدولة الاكراد . !
ذلك كله نتيجة عقلية وثقافة الاقصاء التي يمارسها البعض من مبدأ اناني وصولي لا يسمح بطرح الامور من وجهاتها المتعددة على بساط البحث بحيث يتم تداول ومبادلة الافكار والمنظور التحليلي للواقع وقراءة المستقبل بحجة انهم اعلم بينما هم من سيحملهم التاريخ مسؤولية كبيرة لهذه الخسارة وربما التمادي والتسبب في خسارة الوف الشهداء الذي بقوا بلا حماية لا دستورية ولا تحريرية.
اذن الاكراد وداعش والقوى الوطنية والميليشيات الطائفية وحكومة العملية السياسية جميعهم يتحملون نتيجة ما سيؤول عليه الوضع الجديد لو تم مثلما قلت لا سمح الله فحكومة العميل المالكي بدل ما تؤسس جيش يحمي الحدود عمدت به على تفكيك العراق وتهجير ملايينه داخل وخارج العراق لغرض ترتيب الارضية لهذا التغيير
مقالات اخرى للكاتب