Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
خنس.. المنتجع الصيفي لملوك آشور ومعبدهم الديني
الخميس, أيلول 17, 2015
يوسف المحمداوي

براءة طفولة، وحكمة شيخ، وتجاعيد عذراء كلما تقادم عليها الزمن أضاءت بكواكب وجودها حكايات عظماء سبقونا في كل شيء، معرفة، سمواً، نبوغاً، سلاماً، بناء، وشواخص ومنذ آلاف السنين بقيت وتبقى شاهدا حيا على عظمة ما خلدوه لنا، فإذا وقفت قبالة منجزاتهم لا يمكنك إلا أن تجد الذهول والدهشة، وتنزع عن ملامحك مجبرا وليس مخيرا جميع أقنعة التثاؤب أو التفكير للحظة بخمول أو استرخاء طارئ على تلك السويعات التي تقضيها وسط معرض طبيعي لنصب فنية نحتها أزميل هذا الجد أو ذاك، لكن لم يدر بخلدي وأنا أدخل ذلك المكان بأني سأرى ما شاهدته في إحدى قاعات متحف اللوفر بباريس، وهو منكب على وجهه وسط بركة مائية صنعتها عيون الماء وسط تلك المنحوتات الآشورية بامتياز، والسؤال الكبير لماذا ذلك الاهتمام ولماذا هذا
الإهمال؟
منتجع ومشروع اروائي

نعم وجدت قاعة من أجمل ما يكون من ضمن أربع قاعات خصصت لآثارنا في متحف اللوفر تتوسطها نصب للثيران المجنحة، وشبيههم وجدته وسط بركة من المياه ملقى على وجهه في عاصمة سنحاريب الصيفية ودار استراحته (خنس)، توجهنا أنا وصديقي برهان الى تلك المنطقة الأثرية التي تبعد عن مركز مدينة دهوك بحدود الـ(42) كيلو مترا، وللأمانة أقولها لولا صديق عمري لم أكن على دراية أو علم بهذه المدينة التي تعد منحوتة خرافية ومبهرة بجميع مفرداتها، التفت إلى صديقي برهان متسائلا وهو يقود عجلته شرق مدينة دهوك: إلى أين؟، فرد علي بابتسامته المعهودة قائلا: إلى خنس، ولم يتوصل علماء الآثار إلى معنى كلمة خنس، ولكنها عربيا وردت وحسب رواية أبي عبيد عن الفراء ، يقال خنس بمعنى توارى، وخنس الرجل إذ توارى وغاب، وحين يقال خنست الكواكب يعني بذلك أنها اختفت بالنهار، ويعني الخنوس الانقباض والاستخفاء، وكما جاء في قوله تعالى في سورة الناس (من شرِّ الوسواس الخناس)، قال الأزهري إذا ذكر العبد ربَّه خنس الشيطان أي انقبض أو
توارى.
اتخذها سنحاريب ابن الملك سرجون الثاني منتجعا سياحيا له لاعتدال مناخها، بعيدا عن نينوى عاصمة مملكته آشور، ولكنه لم يتركها كمنتجع سياحي له، بل جعل منها مشروعا إروائياً ورافدا مائيا الى سهول نينوى، وكانت تسمى في عهده خانوسا.

معارف آشور وبريطانيا

قبل الإبحار في عالم السحر الذي نحته الملك سنحاريب على صخور مدينته أو دار استراحته خنس، لا بد من العودة ولو ببعض السطور إلى حضارة أحفاد آشور لكونهم أصحاب السبق والريادة في إقامة حضارة أذهلت العالم برقيها وإشعاع معارفها التي لا
تحصى.
يقول المؤرخ الأستاذ ليونارد دولي: «الآشوريون كانوا جماعات في مدن أعلى دجلة مثل «آشور ونينوى» ومنذ سنة 2100 ق. م ظهر فيها ملوك محاربون استطاعوا أن يسيطروا على «بابل» سنة 1100 ق. م بقيادة تجلا فبليرز وظلت لآشور السيادة على بلاد العراق إلى سنة 612 ق.م. واسم آشور منسوب إلى الإله الآشوري آشور لذلك أطلقوا على عاصمتهم الأولى ذات الاسم. ومن ملوك هذه الحضارة العراقية الراقية «شيليمنصر الأول» و»اسرحدون»، وكانت من أهم خصائص الملوك الآشوريين قدرتهم على استيعاب ما يقتبسونه من الشعوب الأجنبية ويترجمونها حسب فكرهم ووعيهم الخاص إلى صورة مبتكرة تفوق الأصلية بالرؤية والإبداع لما يمتلكونه من ذوق إبداعي، ووعي مفعم بالدقة
والانسجام.
وذلك ما جعل أغلب ملوكهم يولون عناية خاصة بالفنون الجميلة والآداب الراقية وقد تركوا ميراثاً حضارياً زاخراً بالروائع لمن خلفهم ومثال ذلك ما أسسه الملك «آشور بانيبال» بما تسمى دائرة المعارف التي عثر فيها على زهاء عشرين ألف رقيم في أطلال حضارتهم وكلها تبحث في الدين والفنون والآداب، ومشاريع الري وكل ما يهم شؤون الحياة الأخرى، وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني.

أول من حاصر القدس

منتجع الملك والمشروع إلاروائي خنس، تعد قرية صغيرة تابعة لناحية (مرييا) ضمن حدود قضاء عقرة التابع لدهوك، وأنت تدخل لوحة من لوحات التاريخ التي نقشت على صخور الجبل، تلاحظ أن هناك عمليات ترميم تجرى في
المنطقة.
وهذا ما يؤكد بعض التصريحات الإعلامية لمتخصصين في مديرية الآثار، أن هناك خطة مدروسة لترميم وتطوير هذا الأثر التاريخي المهم جدا، وسنحاريب ملك آشوري حكم مملكته من سنة 681 - 705 قبل الميلاد، وهو أول من حاصر القدس، وقد ورد ذلك بالتوراة في سفر اشعيا، حين استغاث حزقيا بالنبي اشعيا عندما حاصرها سنحاريب، وبعد أن أصبحت مملكته تضم سوريا الحالية، فضلا عن أجزاء كبيرة من تركيا، قام ببناء جسر زاخو الحالي الذي يبلغ طوله 114ياردة، وكان يسمى في حينها جسر «زاخوتا»، وهي كلمة آشورية تعني «النصر»، وقام بإخماد ثورة البابليين والعيلاميين التي قادها (ميرودوخ) ملك بابل، حيث قام باجتياحها، وجعل نينوى عاصمة له، ومن أجل عيونها أقام سنحاريب منتجعه في خنس ليزودها بالماء العذب، من خلال إقامة سد مائي لخزن المياه فيها وإيصاله عبر قناة طولها 80 كم تمتد من نهر الكومل المعروف بعذوبة مياه ينابيعه المحاطة بالغابات الى نينوى، والكومل هو أحد روافد نهر الخازر، والمذهل في إقامة القناة هي إقامتها تحت الأرض حتى لا تتعرض المياه للتلوث، وتسمى القناة المدفونة تحت الأرض بـ(سولينه)، والقناة عبارة عن أوانٍ ربطت مع بعضها بشكل اسطواني، وكان يسمى هذا النظام بنظام الكهاريز، والغاية منه السيطرة على المياه أثناء الفيضانات، وسحب المياه من عيون الينابيع إلى تلك القنوات، وتصاب بالحيرة والانبهار وكذلك بالخيبة والاندحار!؟ وأنت تشاهد ذلك لأنك تقول كيف توصل هذا الملك العمراني إلى هذا الفكر المعرفي في سنة 691 قبل الميلاد، ونحن في القرن الحادي والعشرين ولم يتوصل عباقرة القائمين على إنجاز مشاريعنا إلى كيفية إيصال الماء الصالح للشرب لبعض المدن والقرى.

حوارٌ مع موكب الآلهة

هربت من الماء باتجاه الصخور، لعلي أجد قلبا بصلابتها يجيد الصبر على ما يرى وما يحل في بلدي، وما فعله الدواعش بأحفاد آشور وهجروهم من عاصمتهم نينوى، فرأيت (مغنية الحي تطرب)(وعند جُهينة الخبر اليقين).. و(أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ). لوحة صخرية منحوتة على أحد الجبال المحيطة بخنس التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 650 متراً، هذه اللوحة بطول 6 أمتار على سلسلة صخرية، وقد استعان النحاتون لغرض إتمام نقوشاتهم بالحبال لتسهيل كتاباتهم على الصخور، النقوش التي ما زالت واضحة للعيان أغلبها نقشت بصورة عمودية بارتفاع من 4 - 6 أمتار، وتشير إلى صورة ملك آشوري ومرافقه أحدهما بمواجهة الآخر، وكلاهما يمتطيان ظهر حيوان خرافي، وهناك نقوشات ترمز للآلهة وفي أسفلها تقع تجاويف عدة تتشابه بمحتوياتها، حيث توجد في داخلها نصوص مسمارية، فضلا عن صور منحوتة للملك سنحاريب، وهو يشير بيده الى الآلهة المنقوشة في القمة، والتجاويف التي أشرنا إليها، هي عبارة عن مغارات نقشت في الصخر تحت الرسومات مباشرة بعرض 5/1 متر وطول 5/12 متر، ولعدم قدرتي على التسلق ومشاركة الشباب التمتع بالدخول إلى تلك المغارات التي تنعم بالهواء العذب، فضلا عن استخدامها من قبل السائحين لإعداد الأطعمة والراحة، قام برهان بإعطاء الكاميرا لأحد الشباب لتصوير تلك الغرف الجبلية التي شيّدها سنحاريب.
صومعات الرهبان للتعبّد
البعض يقول إن تلك الكهوف أو الغرف المحفورة في الصخور الكلسية وعددها ثماني غرف استخدم سنحاريب ثلاثا منها كدار استراحة له، والأخرى للاجتماع مع وزرائه، وهي متداخلة فيما بينها بممرات داخلية، وأغلبها تتخذ أشكالاً دائرية باستثناء الثلاث فهي ذات شكل زخرفي خاص، ونفشت فيها تماثيل متنوعة ونحوتات مختلفة وكتابات تشير الى إنجازات الملك من مشاريع وكذلك انتصاراته في المعارك التي خاضها، وجميعها كتبت بالخط المسماري ونقشت عليها العملة الآشورية.
الزائر لـ»كلي خنس» لا بد أن يلاحظ طرق المتنزهات التي أحيطت بدار الاستراحة، وهناك مصادر تقول إن تلك الكهوف استخدمت من قبل بعض الرهبان في فترات زمنية لغرض التفرغ للعبادة، ومصادر أخرى تؤكد أن سنحاريب في حروبه وتواجده في العاصمة آشور استخدمها لحفظ المربى ومعجون الطماطم من التلف، ومنحوتة خنس كما يقول علماء الآثار هي مدونة للتواريخ التي قامت بها تلك المشاريع الإروائية التي أنجزت باعتبار الدار هي الممر المائي الذي يربط مدينة معلثايا بدهوك عبر نينوى، ومعلثايا كلمة آشورية معناها «الممر» أو «المعبر»، والمنحوتة التي هي بأبعاد 2-5 أمتار، عبارة عن لوحة صخرية نقش فيها موكب بقيادة سنحاريب ومعه مجموعة من الآلهة، وهم يمارسون طقوس الاحتفال بإنجاز مشاريعهم الإروائية والعمرانية، لكن السائح لا يمكن أن يرى ذلك بوضوح.

القيادة للحكماء

يعود الفضل في اكتشاف دار استراحة خنس إلى العالم الأثري هنري لابارد في العام 1850 ميلادية أثناء بحثه في منطقة بادنيان، ومن خلال النقوشات والكتابات الموجودة في منحوتة خنس، كشف ان الملك سنحاريب اتخذ من الحكماء وزراءً لامبراطوريته، إيمانا منه بقدرة الحكيم على العمل حسب المناهج المعرفية وقدرتهم على إنجاز العمل، فلم يتخذ قريبا له وزيرا ولا تابعا حزبيا له على حساب الكفاءة والقدرة والمعرفة!، وكان أقربهم إليه الوزير احيقار، وكان كاتبه وحافظ مهره.
وكان فيلسوف عصره، فضلا عن زهده في الدنيا على الرغم مما يمتلكه من أموال، والحكيم احيقار حرمه الله من الذرية، فاتخذ من ابن شقيقته ولدا له وكان اسمه (نادان)، ونصائح احيقار له تعد من الحكم التي ترجمت إلى لغات عدة، ومن وصاياه له: «لا تك عجولا كشجرة اللوز لأنها تزهر قبل جميع الأشجار وتطعم بعدها، كن كشجرة التوت هادئا متأنيا لأنها تورق آخر الأشجار وتطعم قبل الجميع، لا تأكل الخبز مع عديم الحياء، لا تغتم لخير يناله مبغضك ولا تفرح لشر يصيبه، كل نصيبك ولا تقتحم نصيب غيرك، لا تقل للحاكم غبي وأنا حكيم، امسكه بمساوئه لتتسامى».. أي حكم تعلمتها من احيقار، وأي صديق «برهان» أسعدني الله
بوجوده.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44363
Total : 101