من المعلوم ان المجتمعات الشرقية ( والعربية منها خصوصا ً ) هي مجتمعات ذكورية،
يتسلـّط الرجل فيها على كل مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، ولكي يتمتع ( الذكر ) بميـّزات القيادة فقد أفرزت العادات الاجتماعية العامة بعض الميزات التي يـُفترض توفرها لهذا القائد حتى يتمتع بقدر من المقبولية في اوساط المجتمع ، أولّ هذه الميزات هي الصدق ، والصدق هنا صدق الكلام والتصرف والتعامل مع الاخرين
اضافة الى التفاني في خدمة الجمهور في المهمة التي تولىّ قيادتها و التصدي لها ، والشرقيين والعرب عموما ً يحبون في القيادي ( كاريزما ) معينة يمكن أن نسميها كاريزما القيادة يأسر فيها القائد لب ّ المستمع ويبهره بحديثه عن برامجه وتصوراته لمجمل الامور وحلول المشاكل التي تواجه عمله ،العربي عندنا تعلّم ان ( القائد ) بيده مفاتيح كل الابواب المغلقة وهو ( حلاّل ) كل المشاكل مهم كانت مستعصية وعلى هذا الاساس بنى تصورّه لفكرة ( القائد ) وصفاته ؟؟؟
بعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 ، لم تتغير الواجهات والقيادات السياسية في العراق فحسب بل شمل التغيير كل قيادات المجتمع ، ولكون الرياضة مفصل مهم من مفاصل اي مجتمع وليس العراق فقط فقد كان لابد للتغيير من ان يشمل قيادات هذا القطاع أيضا ً، وقد لمسنا لسنوات عديدة كيف قاومت بعض هذه المفاصل حتمية التغيير هذه مستقوية بقوانين وتشريعات أممية تضع مرجعية الرياضة تحت هيمنة منظمات دولية قد تتأثر بجهات و سياسات لاتريد للعراق ان يمضي في بناءه الجديد...
ولعل خير دليل على كلامي ( اتحاد كرة القدم العراقي ) الذي من كثرة ما عانى منه الشارع العراقي طوال سنوات عديدة بعد التغيير بات الكثيرون يسمونه ( اتحاد حسين سعيد ) ؟؟؟
بعد اللتي واللتيا و( الهات والخذ ) اجريت انتخابات اتحاد الكرة ولكن ، و اه من هذه الــلكن ، عادت نفس الوجوه والسياسات القديمة بعباءات جديدة ، ( هل تذكرون قصة حجي راضي في تحت موس الحلاق ، حين اراد ان يعالج عبوسي عند الطبيب الاوربي الذي عالج جاره المجنون ، حين عاد عبوسي من العلاج عــض ّ الحاج راضي من نفس اليد التي عضــّـها به جاره المجنون مما دفع الحجي راضي ان يصرخ : نفس العضــّـه ..نفس المخبــّل !!! ) ، نعم نفس الاتحاد ونفس السياسة عادت لنا بوجوه جديدة ( وبعضها قديم ) ،ألمصيبة ان ( قادة ) الاتحاد جميعهم لا يملكون أية خاصية من خاصيات القيادة التي تكلّمنا عنها انفا ً ، فهم لا يملكون حل لاية مشكلة من مشاكل الكرة العراقية ،و لا يملك أي احد منهم منطقا ً أو حد ادنى من الثقافة والامكانيات التي تجعله يقنع مستمعيه بامكانياته القيادية ولا يملك أي احد منهم كاريزما قيادية تعطيه هيبة ومقبولية عند الجمهور ... و الادهى و الامــرّ من كل ذلك ، الكذب الذي تميـّزت به معظم قيادات الاتحاد مما أفقدها مصداقيتها وثقة الجمهور الرياضي بها ، فرئيس واعضاء الاتحاد الذين تعوّدوا اللعب على مشاعر الجماهير الرياضية العاشقة لكرة القدم ورغبتها في احتضان مباريات منتخبها في العراق ، وبشـّـرتنا ان السيد رئيس الاتحاد سيذهب للاتحاد الدولي ( الفيفا ) لمناقشة رفع الحظر عن ملاعبنا مستصحبا ً معه بضعة سيديات لمباريات محلية ( وقطعا ً ليس بمثل هذه السيديات يتم اقناع الاتحاد الدولي الذي نعرف جميعا ً الضغوط والاغراءات الخليجية لاعضاءه لاستمرار الحظر علينا بل نحتاج لقانونيين وضغط حكومي وسياسي لرفع هذا الحظ ) ، مع كل ذلك نكتشف فيما بعد ان قيادة اتحاد الكرة ( كذبت ) على 32 مليون عراقي وعلى الحكومة العراقية ايضا ً وان ذهاب السيد / ناجح كان لحضور اجتماع اللجنة الامنية التي هو عضو فيها ، وان الاتحاد الدولي لم يتسنى له ( ألتفرّج ) على سيديات السيد ناجح ،واكتشفنا بعد مدة ان الاتحاد كذب على جماهيره ايضا ً انه طوال هذه السنوات لم يطالب برفع الحظر كاملا ً عن الكرة العراقية ، وانه مؤخرا ً وبعد الضغط الشعبي المتنامي طالب بخجل برفع الحظر عن المباريات الودية؟؟؟ ، مرة أخرى مارس الاتحاد الكذب والدجل بعد الضغط الحكومي والشعبي وقرار الحكومة بعدم المشاركة في خليجي22 ليوجــّه رسالة استعطاف لرؤساء الاتحادات الخليجية يتوسل فيها منهم العودة عن قرارهم بنقل البطولة الى جدة لنكتشف من تصريح رسمي لنائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ان السيد / ناجح حمود صوّت على نقل البطولة من البصرة الى جدة، ليكشف لنا كذب الاتحاد وزيف ادعاءاته ،ومرة اخرى حاول الاتحاد ان يخلط الاوراق ويمارس كذبه علينا بمحاولة ايهام الحكومة ان قرارها بعدم المشاركة في خليجي هو تدخل حكومي قد يعرّضنا لعقوبات جديدة ( لا ندري ماهي ،ربما نفي فرقنا لـلــعّب على سطح القمر؟ ) ونحن نعلم و الاتحاد يعلم ان بطولة الخليج غير معترف بها ولا تساوي درهما ً في حسابات الاتحاد الدولي.. ومرة أخرى يمارس الاتحاد زيفه وكذبه حين لا يحضر لافتتاح ملعب البصرة الاولمبي مدعيا ً انه لم يستلم دعوة من الجهات المعنية ليظهر اثنان من اعضاء الاتحاد في يوم الافتتاح ويقولون انهم تم تنسيبهم من قبل الاتحاد لحضور الافتتاح ، كذبات الاتحاد ومسئوليه أكثر من ان استطيع عدّها في هذا المقال الذي خلاصته ان اتحاد ( ألسفر والسياحة ) كما يسميه بعض اعضاء الاتحاد يعمل مع اعداء العراق من اجل استمرار الحظر على ملاعبنا ، لاعداءنا حساباتهم الخاصة ، أما الاتحاد فحساباته أن تدوم على اعضائه نعمة السفر مع الفرق العراقية الى ارجاء العالم والتمتع بالفنادق الخمسة نجوم على حساب العراق وعلى حساب حرمان جماهيرنا .. وقبل أن أختم مقالتي ، أضحكتني من كل قلبي نكتتين أو ( قنبلتين ) فجرّها ( فحلــَين ) كبيرين بالاتحاد اولاهما ان رئيس الاتحاد سيلتقي بعد العيد برئيس الوزراء لغرض تدارس تداعيات ( التدخل ) الحكومي بعمل الاتحاد وسيطلب السيد / ناجح من الحكومة بضعة ملايين من الدولارات لتشكيل وفود من اعضاء الاتحاد تجوب دول العالم ( والخليج ) على وجه الخصوص لاقناعهم بحـُسن سيرتنا وسلوك حكومتنا مع اتحاد الكرة المقدّس؟؟؟
أمــّا النكتة أو ( القنبلة ) الثانية ، فهي البشارة التي زفــّها السيد عبد الخالق مسعود نائب رئيس الاتحاد لجماهير الكرة العراقية من على قناة العراقية الفضائية، والتي تقول ان الاتحاد الدولي لكرة القدم سيناقش قريبا ًمسألة رفع الحظر عن الكرة العراقية؟؟
مــلا ّ عبد الخالق : رحمه لاهلك... لعد صار عشرين سنة الاتحاد الدولي شديسوي اذا هســّه حيناقشون رفع الحظر عن ملاعبنا ، وحسين سعيد وحــجــّي ناجح حمود شجانوا يسووّن صار عشر سنين؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب