الثورة المكتملة هي "حالة وعي" ناضِجَة بأشكال الاستجابات الموضوعية اللاَّزِمَة للتعاطي مع الأزمة المجتمعية في سياقها التاريخي، تطيحُ بنظامٍ، وبثقافةٍ كاملةٍ قام عليها ذلك النظام، دون مجاملة أو مهادنة، فتُسْقِطُ السلطتين "التنفيذية" و"التشريعية"، وتستبدلهما بسلطة تنفيذية وتشريعية انتقالية مؤقتة هي "مجلس قيادة الثورة"، وتُسْقِط "السلطة القضائية"، وتستبدلها بـ "محاكم ثورية"، تُطَبِّقُ قانون الثورة، وهاتان السلطتان الثوريتان الجديدتان تحكمان وفق فلسفة الثورة، وبناء على الثقافة التي تسعى إلى ترسيخها، طوال المرحلة الانتقالية المؤقتة (!!)
ونصف الثورة هي "لعبةُ شطرنج" بائسة بين محترفين وهواة، تعيدُ إنتاجَ وتأهيلَ أسوأَ ما في النظام الذي اندلعت لتطيحَ به، مانحةً فسادَه واستبداَدَه وظُلْمَه مشروعيةَ الثورةِ ذاتِها (!!)
أما ربع الثورة فهي "جرعة فياغرا"، يتناولها النظامُ المُتعب من "زنا العقول" و"النفوس" و"الأرواح"، كي يتمكنَ من الاستمرار في ممارسة الدعارة، وهي مع شديد الأسف جرعةٌ يهديها "أرباع الثوار" بمنتهى الرعونة والحماقة والغباء، لذلك النظام المصاب بـ "العِنَّة" كي يشفى ويعود إلى ارتكاب الحرام من جديد (!!)
من الواضح أن "جرعات الفياغرا"، و"لعبة الشطرنج البائس" أصبحت هي الممارسات الأكثر شيوعا في الواقع العربي، حتى الآن على الأقل (!!)