بين اعلام مضلل يفبرك الاخبار الكاذبة الى اعلام مهول للاحداث والوقائع الى اعلام مؤامرة الصمت ومرورا باعلام السب والشتم وانتهاءا باعلام التبرير والهياج العاطفي يمر الاعلام بأزمة أخلاقية في ظل الطائفية في العراق والمنطقة ومن نماذج تلك الأساليب الرخصية في الاعلام الموجه لاجل الحرب النفسية ما أشار اليه بعض الإعلاميين من الاخوة الاحبة حين أشار الى قيام صحفي في لبنان بتجربة قبل بضعة ايام قام فيها باختبار مدى مصداقية الاعلام اللبناني ولقد ادت تجربته الى نتائج فاجعة، فحين اراد ان يختبر مصداقية الاعلام، فبرك خبرا عن خوذات روسية كاشفة للمتفجرات اشتراها حزب الله، وانقذت السيد حسن من الاغتيال، سرب الخبر الى صديق بعد ان نسب الخبر الى صحيفة البرافدا، وما هي الا ساعات وبلعت وسائل الإعلام الطُعم. عشرات المواقع الالكترونية الإخبارية نقلته، كما هو، ولم تكلف أنفسها العودة إلى المصدر، فنقل موقع قناة تلفزيون الجديد الخبر، كما هو، وموقع قناة الـ LBC، وموقع تلفزيون "المنار"! وقناة تلفزيون العالم وموقع الكتائب وموقع التيار الوطني الحر وموقع تلفزيون MTv وصحيفة دنيا الوطن، صحيفة رأي اليوم، موقع ليبانون ديبايب، موقع ليبانون فايلز، ولا تعد الوسائل والمواقع التي نقلته بحرفيته. بعض تلك الوسائل، وبوقاحة أضافت كذبا على الخبر المكذوب أصلاً، وجعلته نقلاً عن "وورد ستريت جورنال".وعندما أعلن الصحفي الحقيقة، سارعت بعض الوسائل إلى حذف الخبر سريعاً، ولكن من دون أي اعتذار للناس أو توضيح. ليس كل ما يقرأ ويشاهد ..بل ان نفس هولاء الاعلامين منهم من اعتذر وهو احد الاخوة الاحبة ومنهم من حذف خبر شريط فيديو يتصدى فيه طفل لقناص ليفتدي اخته بجسده فقبل مدة نشرت شريطا عن جرائم داعش، يظهر فيه طفلا شجاعا يتهرب من نيرانها، واتضح لي في الامس ان الشريط كان مفبركا،غير مطابق للواقع.وكان قد ظهر فيما بعد انه لقطة لفلم اجنبي عن الاحداث في سوريا ولقد اثار الفيديو المشاعر النبيلة التي احدثها الشريط في قلوب مشاهديه. في الوقت الذي تظهر فيه فضائيات السب والقذف العلني بالفاظ بذئية وكلام اسفاف هابط تحت مسمى النقد السياسي والكوميديا السوداء التي لا تهدف الا لرفع مستوى المشاهدين ولا تهدف الى رفع الوعي او كشف الحقائق كما في برامج LDC الكوميدية ومنها برامج عراقية وعلى سبيل المثال تم استعراض خبر عن وزير اغلق شارعا لوجود حمام عمومي فيه فقام معد ومقدم احد البرامج باتهامه بالوساخة وبتعدد الزوجات وبالفاظ سوقية هابطة وكل هذا لايعد اعلاما ولانقدا سياسيا ولا فنا كوميديا ابدا انه افيون هلوسة ليس الا لا يقل عن افيون الاشاعة التي تسبب في ازمة الغاز الحالية وإشاعة اخبار عن التقشف وسرقة أموال النازحين وهي وان كان لها واقع ملموس الا ان الغرض منها خدمة البعث وداعش وليس حبا في الشعب العراقي ولا حربا للفساد في العراق بل الهدف منه انهيار الجبهة الداخلية الشعبية المساندة لقوات المقاومة ومكافحة الإرهاب وهي تذكرنا بالشيخ كاشف الغطاء رحم الله المصلح الكبير الذي نفع الناس حيا وميتا التي روى حكايته احد الاحبة حين قال (جيء برجل محتال إلى الشيخ كاشف الغطاء عندما كان بالكوفة، وكان المحتال قد بنى غرفة في ظهر الكوفة وجصّصها وطلى جدرانها وبابها بالحنّاء، وادّعى أنّها مغتسل الزهراء وصار يجبي منها الاموال الطائلة من النذورات من سذّج الناس. ولمّـا مثل بين يدي الشيخ سأله عن الدليل، قال المحتال: لقد رأيت ذلك في المنام. فقال له الشيخ : ما قيمة كلامك في اليقظة حتّى تدّعيه في النوم؟وأرسل جماعة فهدموا الغرفة من أساسها).
مقالات اخرى للكاتب