العملية الانتخابية تعتبر احتفال وعرس ومهرجان ديموقراطي , يفصح ويكشف عن رغبة الناخبين بالاختيار المنطقي والمقبول , بارادتهم الحرة المرشحين المؤهلين لتحمل الامانة والواجب الوطني والمسؤولية , على العمل الجاد والمخلص على تحسين وتطوير البلاد بكل النواحي , وفي كل ميادين الحياة , بما يرضي الوجدان والضمير . ولكن في عراق اليوم , الذي يعيش ضمن المناخ الطائفي وعواصفه المدمرة , فان مقاييس ومعايير الاختيار , تخضع لسموم المناخ , سوى شأنا ام ابينا , , فالخطاب الطائفي المتزمت والمتطرف , سيطر على مناحي الحياة العامة والسياسية , وسيطر على اسلوب التعامل السياسي لكتل النيابية وقوائمها وكياناتها الانتخابية , ان الشرخ والانقسام الذي اصاب صفوف الشعب كبير , وبات يهدد باشتعال النعرات والفتن الطائفية , وضمن هذه الاجواء الملبدة بالغيوم السامة . تجري انتخابات مجالس المحافظات , والتي ستخضع حتما للمناخ السياسي السائد على المسرح السياسي , الذي اصاب الشعب بامراضه الخبيثة والمعدية , لذا فان معايير هذه الانتخابات بعيدة كل البعد , عن مضامين ومفاهيم الديموقراطية لانتخابات التي تحمل شروط النزاهة , والتنافس الحر والشريف والعادل , والفرص المتكافئة للمرشحين بالمساواة والشفافية المتعارف عليها والمتلازمة للعملية الانتخابية الديموقراطية , وستكون بحكم هذه الظروف القاسية والقاهرة ,التي تمنع وتحرم انتخاب , من هو الاجدر والاصلح , ومن يحمل صفات الكفاءة والخبرة والهمة والقدرة في تحمل المسؤولية , بالعمل الناجح الذي يعطي ثماره على ارض الواقع , ان تسييد الخطاب الطائفي والترويج له بشكل مدروس وذكي من قبل الكتل النيابية واطراف العملية السياسية , بهدف جني منافع ومكاسب انتخابية كبيرة , لايستهان بحجمها الواسع , لان الاعتقاد الراسخ لد ى هذه النخب المتنفذة , بانها دون المناخ الطائفي , كالسمكة خارج الماء , وانها بدون الاحتقان الطائفي , فانها ستفقد نفوذها وسمعتها ومكانتها , وان الخسارة الفادحة , ستكون اولى النتائج , ستجر اذيال الهزيمة القاسية , وستخسر مواقعها في هرم الدولة ومرافقها السياسية , وستجني على نفسها بالانتحار السياسي , بسبب فشلها وعجزها في ادارة شؤون الدولة , والدفاع عن مصالح الشعب والوطن , ونتيجة فتح الباب للفساد المالي والاداري , بضياع المليارات على مشاريع وهمية , وابتعدت كليا عن حل المشكلات والمعضلات , التي يعاني منها غالبية افراد الشعب , لذا من المنطقي والمقبول لها , ان تكون الطائفية طوق نجاة من الغرق المحتم , والطائفية تتيح لها استمرار في السلطة والمال والنفوذ والشهرة , لذا تحاول جاهدة وضع العصي والصعوبات , في اجراء انتخابات ضمن اجواء ديموقراطية من النزاهة والشفافية , او ان تكون هذه الانتخابات محطة لتخلص من الشوائب والامراض , التي اصابت العملية السياسة والمناخ السياسي , لذا يكون الناخب او بشكل ادق الاغلبية من الناخبين , ضحية الخطاب الطائفي المقيت , لذا الشيعي ينتخب الشيعي , والسني ينتخب السني ,لذا فان هذه الاجواء غير الصحية , وغير المؤهلة للعملية الديموقراطية , وضمن الخضوع للمناخ السياسي السائد . يكون الاختيار المرشحين الاقل فسادا واقل لصوصية ( نص حرامي ) . ضمن الذريعة والحجة , بان السيء افضل من الاسوأ , هو الاختيار الانسب على الواقع السياسي وامراضه المزمنة , التي ابتلى بها الشعب والوطن.