بغداد – خلصت دراسة خاصة أجراها فريق من الباحثين العراقيين المستقلين حول تصريحات نواب البرلمان العراقي خلال الأزمة السياسية الحالية التي كادت أن تعصف بالبلاد، أن الغالبية الساحقة منهم يخدعون وسائل الإعلام في المعلومات والأخبار التي يتحدثون عنها، وأنهم لم يحضروا الإجتماعات المهمة ولم يلتقوا قادة الكتل السياسية، إنما يقرأون ما تتناقله وسائل الإعلام، ثم يعيدون تكرارها مرة أخرى، وبعض تلك التصريحات ساهمت في تعقيد الأزمة السياسية.
وتتبعت الدراسة التي وزعها الباحثون على وسائل الإعلام العراقية من دون أن تتضمن أسماء القائمين عليها، معلومات عن أزمة سحب الثقة من مصادر إعلامية مختلفة، فكانت النتيجة أن النواب الذين صرحوا الى وسائل الإعلام استندوا على ما تنشره مواقع الانترنت بالدرجة الأولى، وفي الدرجة الثانية على اتصالات هاتفية فيما بينهم، دون أن يكون لأي منهم إتصال مباشر مع قادة كتلهم أو حضور في الاجتماعات المهمة.
وتشير الدراسة الى ان هؤلاء النواب (نواب الكلام) يلتقطون الأخبار السياسية شأنهم شأن اي مواطن عراقي مهتم، ثم يضيفون عليها بعض التعديلات من عندهم، ويطلقونها على أنهم جزء من صناعة القرار، أو ضمن دائرة القرار الأولى.
وتحمّل الدراسة وسائل الإعلام العراقية مسؤولية عدم تثبتها من مكانة (نواب الكلام)، وأن الوسائل الاعلامية تحرص على السبق الصحفي، دون أن تكلف نفسها عناء سؤال النائب فيما اذا كان حاضراً في الإجتماع المقصود أم لا؟.
وتتسبب هذه الظاهرة في تصعيد الأزمات وارباك المشهد السياسي، فضلاً عن كونها غير أخلاقية باعتبارها توهم وسائل الإعلام وتضللها، وان الغرض منها هو الظهور امام الاعلام وتحت الاضواء وليس نشر الحقيقة.
وسجلت الدراسة على التحالف الوطني بأنه اكثر الكتل السياسية التي تحوي على (نواب كلام)، مشيرة الى أن الغالبية الساحقة منهم والذين يظهرون بكثافة على وسائل الإعلام، لا يلتقون بقيادات التحالف، ولا تتم دعوتهم لحضور الإجتماعات المهمة، لكنهم يخدعون وسائل الإعلام بانهم الاقرب والاهم في صناعة قرار كتلهم.