منذ اكثر من عشر سنين وأهلنا في العراق يتساقطون صرعى مثل أوراق الخريف أما الفاعل فهو (مجهول) في الأعم الأغلب. الآلاف من أبناء الفقراء والمحتاجين المكافحين يلقون مصارعهم يوميا لكننا لم نسمع أن مسؤولين كبار أو أبناءهم يعانون أيضا من هذه المجازر المأساوية بل أنهم ينعمون بأجواء أسطورية وأبناءهم في ارقى المدارس والجامعات. فما تفسير ذلك ولماذا يتواصل الأمرهكذا دون هوادة؟ لقد أظهرت مثل هذه الأحداث الأليمة وجود صدع عظيم بين الشعب والمسؤولين في الحكومة لأن الأخيرة ماأنفكت تقف مكتوفة الأيدي أمام سقوط الناس المجاميع تلو الأخرى فضلا عن تزايد أعداد الفقراء في الشوارع دون أن يبدر أي حل لمشكلتهم. ثم أن تزايد وتيرة الجرائم تلك تبين مدى عجز الأجهزة الأمنية عن متابعة المنفذين القتلة (أليس هذا سبب كاف للدلالة على فشل سياسة الدمج غير المجدية بقوى الأمن الداخلي والجيش؟) وأيجاد بيئة أمنية مقبولة لأهل البلاد؟
أن أنفجارات البصرة الأخيرة وباقي المحافظات الجنوبية تؤكد دون شك أن الأجهزة الأمنية هشة وتكاد تكون غيرموجودة؟ ترى لماذا لايتحسس المسؤولون في الدولة الضيم الذي يلم بأبناء شعبنا يوميا؟ الأنهم ينعمون بالملايين من المال الحرام الذي ينفقه الكثيرون منهم على مسراتهم التي نطالعها من خلال(اليوتيوب) وشراءهم الدور الفاخرة وبناءهم الفنادق الضخمة وأمتلاكهم المصارف التي تسهم بتحطيم العملة الوطنية وتسليمهم ثروات البلاد الى الآخرين؟!
أن الشعب العراقي مطالب اليوم بأن يرفع صوته عاليا لمواجهة الظلم والحيف واسترداد حقوقه التي يسلبها المسؤولون من خلال العقود الوهمية والسرقات العلنية. فهل نحن أقل شأنا من الشعوب العربية الأخرى التي فرضت أرادتها القوية في الشارع وأخرها الشعب المصري البطل؟
مقالات اخرى للكاتب