في ظل التردي الخطير للوضع الامني , بتصاعد عمليات القتل والتفجيرات , التي اصبحت روتين يومي , يحصد المواطنين الابرياء , المنعزلين عن حماية الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية , حيث صاروا كبوش فداء , لماكنة الارهاب الدموية , وبوحوش متعطشة لدماء , في هذه الاوضاع المأساوية , وضياع الحلول التي تنقذ الشعب من براثن البهائم الوحشية . يخرج علينا بعض القادة السياسيين , بتصريحات قرقوشية مبتذلة , وتثير الاشمئزاز والسخط والغضب , في التغطية على الحقيقة المروعة , بما يحدث في الشارع العراقي , من سفك دماء وهدر حياة المواطنين , التي صارت رخيصة وزهيدة بدون ثمن بالموت المجاني , باقوالهم : بان الارهاب لن يحقق اهدافه ونهايته الفشل , او ان الارهاب سيتعرض الى الفناء والفشل والهزيمة بالنهاية المحتمة !! ماذا يقصدون بالنهاية المحتمة ومتى ؟؟ والشعب يتعرض للقتل بدم بارد يوميا , متى تبدأ المعركة الناجحة ضد الارهاب والارهابين ؟ والاجهزة الامنية والعسكرية منخورة من قمة رأسها الى اسفل اطرافها , وهي ترفع بتخاذل اياديها بالاستسلام المشين لقوى الارهاب والجريمة , . وماذا يقصدون , بان الارهاب لم يحقق اهدافه !! وانهار الدم تسيل يوميا بدون انقطاع . واذا كان فحوى تصريحاتهم ومقصدهم , بان المنطقة الخضراء المحصنة , مازالت آمنة وتتمتع بالاستقرار والرخاء ونعمة الحياة الناظرة والجميلة . هل هذا هو المطلوب والمنشود , من القادة السياسيين المشرفين على شؤون الدولة والعباد , بان منطقتهم محصنة ومستقرة , وليس لهم شأن في المناطق الاخرى , ولا يهمهم مصير الشعب المنكوب بالارهاب !! , انهم ينسون ويتجاهلون حقيقة دامغة , بانهم وصلوا الى قيادة الدولة باصوات الناس الغلابة , الذين انخدعوا بهم , وتنكروا لهم بالعقوق والنكران . حقا ان الشعب ارتكب خطيئة واثم فادح , بمنح الثقة برجال , ليسوا من اهل الواجب والعرفان ورد المعروف والجميل , بالحرص والانتماء الى هوية الوطن , وضعوا مصيرهم برجال دينهم ومعبودهم المال والسحت الحرام , فبدلا من ان يجاهدوا بصدق في مكافحة الارهاب وينقذوا الشعب من شروره . يختصر همهم وسعيهم وجهادهم الكبير في المنطقة الخضراء المحصنة , وتاخذ كل جهدهم ومهماتهم ومسؤولياتهم على منطقتهم المحصنة , كأنها هي كل العراق وكل الشعب العراقي , ان هذا التبجح الزائف والارعن والطائش , بانهم يقودون البلاد الى المهالك والمجهول . لو ان منطقتهم الخضراء المحصنة , تتعرض للانهيار الامني سوية مع باقي المناطق الاخرى , من التفجيرات والعبوات الناسفة وكواتم الصوت والصواريخ التي تنهال عليهم , لتحول حياتهم الى الجحيم . عند ذلك يعودون الى رشدهم وعقلهم ، ويفكرون بجد في مكافحة الارهاب , وينقذون منطقتهم ومناطق العراق كافة , وعند ذلك سيعرفون معنى الامن واهميته , ومعنى صيانة الامن وتوفيره للمواطنين , والبحث عن افضل السبل واقصرها للخروج من المأزق , عند ذلك سيبحثون عن افضل العناصر المسلحة بالخبرة والكفاءة بالمعايير الوطنية , في تحمل مسؤولية الاجهزة الامنية والعسكرية , عندها سنقول , فعلا بدأت المعركة الحقيقية ضد الارهاب والارهابين