أعطى رئيس الوزراء العراقي درسا بليغا في التشبث بالسلطة ولآخر رمق، مثله كمثل العديد من الطغاة العرب وفي طليعتهم الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي أعلن تنحيه بعد ثلاثة اسابيع من المظاهرات الجماهيرية ، وكذلك فعل زين العابدين بن علي الذي هرب ايضا من تونس بعد بضع اسابيع من الاحتجاجاجات.
واما المالكي فقد سار على خطاهم وألقى يوم الخميس الماضي خطاب التنحي بعد ان أيقن بان حظوظه في البقاء في منصبه معدومة وبعد فشل محاولته الإنقلابية وبعد أن علم علم اليقين بأن الحكومة القادمة سيشكلها حيدر العبادي الذي سيطالبه بترك مقر رئاسة الوزراء والا يتعرض الى خطر الأعتقال والقتل.
المالكي لا يؤمن بالتسليم الطوعي للسلطة مع علمه بأنه لن يستطيع تحقيق أغلبية برلمانية تمكنه من البقاء في منصبه ولذا فقد لجأ الى إستخدام القوة العسكرية لعرقلة العملية السياسية. ففي مساء يوم الأحد(11 آب) وعشية إنتهاء المدة الدستورية لتقديم التحالف الوطني مرشحا لرئاسة الوزراء أقدم المالكي على إستخدام القوة العسكرية لمنع ذلك.
فقد انتشرت القوات العسكرية في أرجاء محافظة بغداد وخاصة في المنطقة الخصراء وطوقت القصر الرئاسي مقر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم. فكانت محاولة إنقلابية فاشلة كادت أن تؤدي الى وقوع حرب بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة المكلفة بحماية الرئيس. وكان للولايات المتحدة دور كبير في إفشال تلك المحاولة بعد ان هدد السفير الامريكي المالكي من عواقب ذلك.
وبعد ترشيح العبادي وانشقاق 50 عضوا من دولة القانون لم يتبق مع المالكي سوى 28 نائبا غير انه استمر بتهديداته وبتحريضه لانصاره على الخروج بمظاهرات حتى أسقط في يده وعلم علم اليقين بان إصراره ومعاندته ستؤدي الى اعتقاله او قتله. ولذا فإن المالكي أجبر وبالقوة على تسليم السلطة بهذا الشكل المذل بعد أن هددته أمريكا إثر فشل محاولته الإنقلابية وبعد أن هددته المرجعية من عواقب ذلك. نحمد الله اننا احياء نشاهد ونسمع مايحدث ونكشف مزيفي التاريخ .
مقالات اخرى للكاتب